الجزائر
منع كل أشكال التصوير والتشهير على مواقع التواصل

متطوعون في مهمة حفظ كرامة المحتاجين في رمضان

وهيبة. س
  • 384
  • 0
أرشيف

على قدر انتشار بركة الخير والعمل التطوعي ومطاعم عابري السبيل، وفرحة الفقراء والمساكين، بهذه المبادرات، هناك عدو اسمه التشهير بالأعمال الخيرية على مواقع التواصل، بات يهدّد كرامة الأشخاص وينتهك خصوصيتهم، ويفضحهم أمام الأهل والأقارب على نطاق واسع!
حذر رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، من التشهير بالأعمال الخيرية باستغلال صور المحتاجين والأشخاص دون مأوى لجلب الانتباه، والترويج لما يقومون به لأهداف خاصة، أو لهوسهم بالشهرة عبر “السوشل ميديا”.
وقال بن براهم، إن هناك من الخيريين الذين يساهمون في دعم الجمعيات أو يترأسون هذه الأخيرة، بعيدين كل البعد عن الصحافة، والظهور للإعلان عما يقومون به، لكنهم تمكنوا من إدخال الفرحة في قلوب الكثير من العائلات الجزائرية وفي مناطق الظل.
وأكد أن كل صورة أو فيديو من شأنها المساس بكرامة الأشخاص الذين يأتون للاستفادة من الأعمال الخيرية وقفف رمضان، وتصل عبر التقارير إلى المرصد الوطني، ستعرض صاحبها وخاصة في حال احتجاج أو تقديم المتضرر منها لشكوى، لمساءلة أو يتم تحويله على العدالة، لأن -بحسب بن براهم- مثل هذه التصرفات تسيء للأشخاص أولا وللعمل الخيري ثانيا، كما يفقد مصداقية الجمعية أو المتطوع.
وكشف نور الدين بن براهم، عن نية الكثير من الشباب في تشكيل قوافل لنقل تبرعات المحسنين إلى أقصى الجنوب، أين يوجد، بحسبه، عائلات تأبى أن تظهر فقرها وأن تمد يدها رغم الحاجة الكبيرة إلى المؤونة والمواد الغذائية في شهر رمضان.

أئمة وجمعيات خيرية تفضّل العمل في السر
ودعت الكشافة الإسلامية الجزائري، وبعض الهيئات الحقوقية، والأئمة إلى العمل السري الخيري، أو تفادي المساس بكرامة ومشاعر من تقدم إليهم الصدقات، حيث قام إمام لمسجد بحسين داي، بمنح الفقراء والمعوزين، وصلات شراء بدل قفف رمضان، بهدف تجنّب إحراجهم وفضحهم أمام الجيران والمقربين إليهم، وجعلهم يشعرون بلذة الشراء والتسوق كغيرهم من الجزائريين.
ورفضت الكثير من الجمعيات، أن تنشر ما تقوم به عبر منصات التواصل الاجتماعي، أو تعلن عنه لوسائل الإعلام، فيما يتبرع بعض رجال الأعمال بالمال والمواد الغذائية للجمعيات أو مباشرة للأسر المحتاجة في سرية تامة.
وقد استفادت جمعيات خيرية بالعاصمة، من كميات مواد غذائية متنوعة عشية شهر رمضان الجاري، من متبرعين يرفضون أن يكشف عن هويتهم، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أم وسائل الإعلام، وهذا ما أكده رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم.

حفظ الكرامة بصدقة السر
ونصح عضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الشيخ سليمان بوديسة، بتفادي تصوير الأشخاص الذين تقدم لهم قفف رمضان، وعابري السبيل ومرتادو مطاعم الرحمة، لأن ذلك سواء كان عن قصد أم بدون قصد، يمس بكرامة ومشاعر هؤلاء ويهينهم أمام الآخرين.
وقال إن أجود ما يكون في رمضان، تلك الصدقات التي تقرب إلى الله، وذلك الإحسان إلى الخلق دون المساس بالكرامة، مضيفا: “إن صدقة السر أفصل من صدقة العلن لأنها تطفئ غضب الرب”.
وحذر الشباب الذي يرغب في فعل الخير من خلال التطوع في شهر رمضان، من المساهمة في التشهير بالآخرين والمساس بمشاعرهم وكرامتهم، “فعليهم أن يتجنبوا التصوير لعلهم يخطئون في غيرهم بدون قصد، ويتسببون في مأساة تذهب كل الحسنات والجهد الذين بذلوه في شهر الرحمة”.
وضرب الشيخ بوديسة، مثل زين العابدين علي بن الحسين رضى الله عنه، الذي كان يتصدق على الفقراء والمساكين سرا، وكان لا يعلم الناس من صاحب هذه الصدقات، وبعد وفاته، انقطعت هذه الأخيرة عليهم، فعرفوا أن الإمام زين العابدين هو ذلك المحسن السري.

مقالات ذات صلة