الجزائر
الوزارة تسيطر على الغش وحالات نادرة وسط المترشحات

مترشحو “البيام” يتخطون اختبار الرياضيات بأمان

نشيدة قوادري
  • 358
  • 0
أرشيف

تمكن مترشحو امتحان شهادة التعليم المتوسط، في يومه الثاني، من تخطّي اختبار مادة الرياضيات “بأمان”، بسبب طبيعة المواضيع التي وردت، حسب رأي الأغلبية، مقبولة، واضحة وغير قابلة للتأويل، وهو الأمر الذي رفع من معنوياتهم بعد صدمة العلوم الفيزيائية والتكنولوجيا.
وإلى ذلك، فقد حددت وزارة التربية الوطنية بدقة كيفيات احتساب معدل شهادة التعليم المتوسط، إذ يسجل ناجحا لينتقل إلى القسم الأعلى كل مترشح يحصل على معدل يساوي أو يفوق 10 من 20 في الشهادة، وفي حال تسجيل معدل أدنى من “معدل النجاح”، فإنه يتم تفعيل “الإنقاذ”، عن طريق احتساب المعدل السنوي.
ويختتم هذا الأربعاء أزيد من 800 ألف تلميذ اختبارات امتحان شهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2024، إذ سيتم اختبارهم في ثلاث مواد، ويتعلق الأمر بعلوم الطبيعة والحياة واللغة الفرنسية اللتان ستبرمجان في الفترة الصباحية، على أن يجتازوا مادة اللغة الأمازيغية في الفترة المسائية.

الرياضيات ترفع معنويات المجتهدين و”تربك” متوسطي المستوى
أما بخصوص طبيعة المواضيع المطروحة في اختبار مادة الرياضيات، فقد تباينت آراء المترشحين حولها، حيث أن فئة من التلاميذ واجهوا صعوبة في الإجابة، واعتبروا أن المادة قد تكون سببا في تعثرهم في الامتحان، في حين أن فئة أخرى وهي الأغلبية، حسب ما وقفنا عليه، جاءت تصريحاتها عكس ما ورد على لسان زملائهم، إذ أجمعوا على وضوح التمارين، والتي سبق لهم أن تناولوها مع أساتذتهم في القسم، بما فيها الوضعية الإدماجية، والتي طرحت بأسلوب نمطي بامتياز، بل سبق طرحها في امتحان شهادة التعليم المتوسط التجريبي “البيام الأبيض” لدورة ماي 2012.
وهو الأمر الذي سهل مهمة التلاميذ في الإجابة بشكل سليم وصحيح، إذ أكدوا في هذا الصدد، على أن التلميذ الذي راجع دروسه بشكل جيد وشامل، حتى وإن كان مستواه ضعيفا نوعا ما، فإنه سيتمكن من افتكاك علامة 10 من 20 بسهولة.

انسحاب مترشحي “التعليم عن بعد” من امتحان الرياضيات
وفي السياق، شهدت بعض مراكز الإجراء بالجزائر العاصمة انسحاب بعض المترشحين المسجلين بالديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد، من امتحان مادة الرياضيات، مكتفين بتدوين المعلومات الشخصية على ورقة الإجابة، وسلموا أوراق إجابات فارغة، ليغادروا قاعات الامتحان مبكرا.
ومن جهة أخرى، اضطر أولياء إلى التقرب في ساعات مبكرة من يوم الثلاثاء، من مصالح التمدرس والامتحانات بمديريات التربية للولايات، لأجل الحصول على “رخصة المرافق” لأبنائهم المترشحين المصابين بمرض “طيف التوحد”، خاصة وأن العملية قد عرفت تأخرا نوعا ما، على اعتبار أن هذه الرخصة تسلم عادة لمراكز الإجراء 48 ساعة قبل موعد الامتحان.
أما بالنسبة للتأطير، فقد واجهت بعض مراكز الإجراء نقصا في عدد الأساتذة الحراس، أين اضطرت إلى الاستنجاد بعمال الأمانة وأساتذة الاختصاص لتغطية العجز وتوفير ثلاثة حراس بكل قاعة امتحان، لأجل ضمان التحكم الجيد في سير الاختبارات، وعدم ترك أي مجال لوقوع تجاوزات، على غرار التورط في للغش باستخدام مختلف الوسائل.
وبهذا الصدد، أفادت مصادرنا أن عديد مراكز الإجراء قد سجلت تراجعا ملحوظا وكبيرا لحالات الغش، مقارنة بدورة جوان 2023، وذلك بفضل الإجراءات المعتمدة من قبل الدولة، والتي تم وضعها لأجل محاربة هذه الظاهرة إلى غاية القضاء عليها، إلا بعض الحالات النادرة والتي سجلت بشكل محتشم خلال سير اختبار مادة الرياضيات وسط مترشحات، وهو الأمر الذي تفطن له الأساتذة بشكل سريع، حيث سارعوا إلى سحب الأدوات المستعملة في الغش، وقاموا مباشرة بإنجاز تقرير مفصل عن الحادثة، يرفع إلى رئيس المركز، ليتم بدوره باتخاذ الإجراءات العقابية المنصوص عليها قانونا.

هكذا يتم احتساب معدل شهادة “البيام”
أما بخصوص كيفية احتساب معدل شهادة التعليم المتوسط، فإن اكماليات الوطن ستكون مطالبة وجوبا بتطبيق الطريقة العلمية المعمول بها، وذلك عن طريق القيام “بضرب” معدل كل مادة ممتحنة في معاملها، على أن يتم بعدها جمع كل المواد بمعاملاتها والكل تقسيم 25 وهو العدد الإجمالي للمعاملات، تطبيقا للقرار الوزاري رقم 25 المؤرخ في 4 أكتوبر 2012، المتضمن تعديل القرار الوزاري رقم 33 المؤرخ في 17 سبتمبر 2006، الذي يحدد كيفيات تنظيم امتحان شهادة التعليم المتوسط.
أما بالنسبة لمادة التربية التشكيلية ومادة التربية، فإن نفس القرار الوزاري، قد لفت إلى أنه لا تحتسب إلا النقاط التي هي فوق العشر كنقطة إضافية لصالح المترشح، خاصة وأن هاتين المادتين ليس لديهما معامل، وبالتالي فإذا تحصل ممتحن على 19 من 20 في مادة التربية التشكيلية على سبيل المثال وليس الحصر، فتحسب له تسع نقاط إلى مجموع معدلات المواد الأخرى بمعاملاتها.
وفي هذا الشأن، أشارت مصادر “الشروق” إلى أن كل تلميذ تحصل على معدل 10 من 20 فما فوق في امتحان شهادة التعليم المتوسط والمعروف اصطلاحا بـ”امتحان البيام”، يعد ناجحا وينتقل بذلك إلى قسم السنة أولى ثانوي، بغض النظر عن معدله في السنة الدراسية، بمعنى حتى ولو تحصل على معدل سنوي يعادل الصفر.
مقابل ذلك، وفي حال تعثر المترشح في الشهادة، متحصلا على أقل من “معدل النجاح” المعتمد، فإنه في هذا الحالة يتم تفعيل “نظام الإنقاذ”، من خلال القيام بجمع معدله السنوي “النتائج المحصل عليها في الفصول الدراسية الثلاثة”، مع معدل الشهادة والكل تقسيم اثنين 02، وبالتالي فإذا تحصل على معدل يفوق أو يساوي 10 من 20 يعد منتقلا إلى القسم الأعلى، وفي حال حصوله على معدل أقل من 10/20 يعد راسبًا أو يوجه إلى الحياة المهنية.

مقالات ذات صلة