الجزائر
مجاهدون وقدماء الكشافة الإسلامية من منزل عائلة مزي بحيدرة:

ما يحدث في غزة أشبه بالانتفاضة الأولى للجزائريين ضد الاستعمار

وهيبة. س
  • 569
  • 0
أرشيف

“تعلمنا أن الحرية تنتزع ولا تعطى، أنا مستعد أن أموت من أجل أن يحي وطني”، مقولة للشهيد شفيق مزي، صرح بها أمام جلاديه قبل أن يرتقي شهيدا يوم إعدامه من طرف الاستعمار الفرنسي المصادف لـ9 أكتوبر 1957، وتذكرتها جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية تزامنا مع ما يحدث في قطاع غزة بفلسطين، ومقاومة حركة حماس للصهاينة، وذلك وفاء وإجلالا للعائلات الجزائرية التي التزمت مع الحركة الوطنية ودعمت الثورة التحريرية بأغلى ما تملك.
وقال بعض المجاهدين ومنخرطين في جمعية قدماء الكشافة الإسلامية، أن ما يقال على المقاومة الفلسطينية على أنها “إرهابية” كان يقال على المجاهدين والشهداء الجزائريين، حيث أن مشروع الذاكرة الجوارية لقدماء الكشافة بالشراكة مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، هدفه، حسبهم، الحفاظ على الذاكرة الجماعية وصونا للمرجعية التاريخية وبطولات الرجال، وربط الأحفاد بما قدمه الأجداد.
وفي إطار الوفاء لشهداء الجزائر ومواصلة لمشروع الذاكرة الجوارية الذي أطلقته جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، تم تدشين أمس، جدارية تحت عنوان “ذاكرة مكان” تروي تضحيات عائلة مزي التي قدمت شهيدين للوطن و3 مناضلين محكوم عليهم بالإعدام، حيث علقت الجدارية على مدخل منزل العائلة الكائن مقره بشارع لمدلين حيدرة.
وأعلن بالمناسبة انطلاق الموسم الكشفي الجديد 2023 و2024، داخل منزل مزي وبحضور أفراد العائلة وشقيق الشهيد شفيق، المجاهد صالح مزي الذي حكم عليه بالمؤبد من طرف الاستعمار الفرنسي، وشخصيات سياسية ومجاهدين أمثال رضوان بناني، ومسؤولين محليين والوالي المنتدب لمقاطعة بئر مراد رايس، وممثلين عن بعض الوزارات، إلى جانب أفواج الكشافة الإسلامية والقائد العام لقدماء الكشافة الجزائرية الإسلامية، مصطفى سعدون، حيث عرض فيديو مصور حول حياة ومسيرة ونضال عائلة مزي، وتكوينها الكشفي الذي زادها إيمانا بالتضحية من أجل الحرية واستقلال الجزائر.
وبالمناسبة، قال مصطفى سعدون، أن “ذاكرة مكان”، هو التعريف بالعائلات الجزائرية التي دفعت بأبنائها إلى الجهاد والاستشهاد من أجل طرد الاستعمار والحفاظ على الهوية الجزائرية، وقد جاء حسبه، الإعلان عن بداية الموسم الكشفي من منزل عائلة مزي، تزامنا مع استشهاد البطل شفيق مزي، وتذكيرا بالدور الفعال الذي لعبته هذه العائلة في خدمة الثورة الجزائرية، وجعلها من الكشافة الإسلامية وقودا للإرادة والإيمان القوي بنتائج التضحيات.
ومن جهته، أكد المجاهد صالح مزي البالغ من العمر 86 سنة، أن الكشافة الإسلامية هي أساس الثورة الجزائرية التحريرية، لأنها غرست المبادئ ورسخت تعاليم القرآن الكريم، وأوقدت الشجاعة والإقدام بين أفواجها، وقادتها، موضحا أن ما يجري في غزة يذكرنا بتلك العائلات الجزائرية التي فقدت كل شيء وكانت صامدة ورمت بأبنائها في نيران المعركة من اجل الحرية، وخير دليل أن الفلسطينيين هم أنفسهم يتغنون بالثورة الجزائرية ويعتبرونها مرجعية للمقاومة الفلسطينية، وهذا ما أكده أيضا مصطفى سعدون.
ووجه المجاهد صالح مزي، رسالة إلى الشباب الجزائري قائلا “إن الذين كانت لديهم غيرة على البلاد وعلى رأسهم محمد بوراس وغيره نشروا مهمة الكشافة الإسلامية الجزائرية في كامل القطر الوطني إبان الاستعمار الغاشم، وكان هدفهم هو تحرير البلاد من فرنسا.. رسالتي للجيل القادم، بأن حافظوا على هذه البلاد، لا يوجد بديل لكم غير الجزائر”.
وللإشارة، فإن منزل عائلة مزي تأسس فيه فوج كشفي حمل “فوج الكفاح لموسم 1946 و1947″، على يد الشهيد شفيق مزي الذي كان في الاتصال والتنسيق مع قيادات فدرالية الكشافة الإسلامية الجزائرية وهم محمود بوزوزو، عمر لاغا، محفوظ قداش، ثم انتقل مقر الفوج إلى حيدرة القديمة، حيث وضعت عائلة نقشطالي محلا تحت تصرف الفوج.
وفي عام 1955 ألقي القبض على الإخوة مزي مع فدائيين آخرين وكان الحكم عليهم، بين المؤبد والإعدام، حيث أعدم شفيق مزي، وتم الاستئناف في حكم محمد وصالح مزي ليخفف حكمهما إلى المؤبد، فيما حكم على علي مزي غيابيا وبعد القبض عليه صدر في حقه 20 سنة سجنا.
وأما الشهيد يوسف مزي انتدب وعين في صفوف جيش التحرير الوطني بمنطقة بشار سنة 1957 ليستشهد في ميدان الشرف سنة 1958.

مقالات ذات صلة