ما يجب على “الخضر” تعلمه من مصر والسنغال قبل “فاصلة المونديال”
![ما يجب على “الخضر” تعلمه من مصر والسنغال قبل “فاصلة المونديال”](https://i.dzs.cloud/www.echoroukonline.com/wp-content/uploads/2022/01/4-2.png?resize=790,444.375)
اتضحت معالم نهائي العرس القاري الذي سينشطه كل من المنتخبين المصري والسنغالي، حيث حقق رفقاء ساديو ماني المبتغى في ثاني دورة على التوالي، هذه المرة على حساب المنتخب البوركينابي، فيما عاد رفقاء محمد صلاح إلى الواجهة مجددا، وكان ضحيتهم منظم الدورة المنتخب الكاميروني، في الوقت الذي سيكتفي رفقاء رياض محرز بذكريات لقب 2019، في انتظار حفظ مزيد من الدروس الإفريقية لتصحيح المسار بمناسبة فاصلة المونديال.
سيكون المنتخب الوطني أمام فرص أخرى لحفظ الدروس وأخذ العبرة من خبايا القارة السمراء، بناء على المسيرة التي حققها المنتخبان المصري والسنغالي اللذان سارا بخطوات ثابتة نحو النهائي، ما يجعل رهانهما التنافس على اللقب القاري، حيث أن الفراعنة وأسود التيرانغا وظفوا جميع إمكاناتهم للذهاب بعيدا، وهو الأمر الذي تجسّد ميدانيا رغم كل الظروف التي عرفتها نسخة هذا العام في الكاميرون، حيث أن المنتخب المصري بقيادة محمد صح عرف كيف يتجاوز المتاعب التي واجهها في الدور الأول على الخصوص، بدليل تدشين المنافسة بخسارة أمام نيجيريا بهدف لصفر، قبل أن يتدارك في الجولة الموالية أمام غينيا، محققا فوز بهدف يتيم لكن حفزهم على التأكيد في المواجهة الثالثة من دور المجموعات أمام السدان (1-0)، وهو الأمر الذي فتح لهم باب التأهل نحو الدور ثمن النهائي الذي تجاوزوه على حساب فيلة كوت ديفوار بفضل ركلات الترجيح بعد الافتراق على نتيجة التعادل الأبيض، وفي نفس الملعب الذي خسر فيه المنتخب الوطني الرهان، حين اكتفى رفقاء محرز بتعادل سلبي أمام سيراليون، وخسارتين أمام غينيا الاستوائية وكوت ديفوار على التوالي. شهية المصريين زادت أكثر، فأزاحوا المغرب في الدور ربع النهائي، بهدفين مقابل هدف واحد، بعد مباراة قوية استمرت 120 دقيقة، ليكون الموعد التاريخي مع منظم الدورة الذي صمدوا أمامه في الشوطين الرسمي والإضافي على وقع التعادل الأبيض، لتبتسم ركلات الترجيح لملحة الفراعنة بـ(3-1)، في الوقت الذي أصبح الرهان منصبا من الآن على التتويج باللقب أمام المنتخب السنغالي الذي حقق هو الآخر مسارا متميزا بقيادة الورقة الرابحة ساديو ماني الذي كان وراء أبرز التمريرات الحاسمة التي حولها زملاؤه إلى أهداف في هذه الدورة، حيث حققوا فوزا وتعادلين في الدور الأول، وأزاحوا الرأس الأخضر وغينيا الاستوائية ثم بوركينافاسو في الأدوار ثمن وربع ونصف النهائي على التوالي، مسجلين حضورهم في النهائي لثاني دورة على التوالي، وكلهم عزيمة على التتويج هذه المرة بعدما أخفقوا في دورة 2019 أمام محاربي الصحراء.
والواضح أن مسيرة مصر والسنغال في نسخة هذا العام تستحق أن تكون أفضل دروس إفريقية للمنتخب الوطني الذي خرج من الدور الأول بطريقة مخيبة، ما يتطلب استعادة الروح القتالية، مع مراجعة الخيارات الفنية من طرف المدرب بلماضي، ناهيك عن الاستثمار في العناصر القادرة على منح الإضافة، وهذا قبل أسابيع قليلة عن موعد فاصلة المونديال أمام منتخب الكاميرون.
وفي السياق ذاته، يجمع الكثير من المتتبعين على أهمية الاستفادة من تجربة المنتخب المصري الذي بدا قويا من ناحية اللعب الجماعي، وهو الذي يبقى أغلب تعداده من خريجي البطولة المحلية، ناهيك عن حنكة المدرب كيروش وتدعيم طاقمه بمساعدين كانوا من صانعي أفراح منتخب الفراعنة لعدة سنوات، ما يعكس –حسبهم- أهمية الخبرة والاستقرار ومزج المحترفين بالمواهب المحلية لإحداث ثورة كروية نوعية ودائمة.