منوعات
مدير "مهرجان البوابة الرقمية" دليل بلخوذير يتحدث عن آفاق التظاهرة:

ما زلنا ننتظر وعود الوزارة بنقل المهرجان من الفضاء الرقمي إلى الواقع

زهية منصر
  • 193
  • 0
أرشيف
دليل بلخوذير

قطع مهرجان البوابة الرقمية عامين من الوجود بعد إطلاقه أثناء جائحة كورونا بصفته تظاهرة رقمية افتراضية جاءت في البداية لفتح آفاق وباب أمام السينمائيين والجمهور لتحدي حالة الإغلاق التي فرضتها الجائحة، قبل أن تتحول إلى تظاهرة دائمة ودورية حققت الانتشار داخليا وخارجيا. يقدم مدير ومؤسس المهرجان دليل بلخوذير حوصلة عن عامين من النشاط دون توقف لهذه التظاهرة إضافة إلى أفاقها ز في مقدمتها إمكانية تحويلها إلى مهرجان واقعي قار وهو الوعد الذي سبق وقدمته وزارة الثقافة للقائمين على المهرجان ولم يتحقق إلى اليوم.

بعد مرور سنتين على إطلاق المهرجان، هل تفكرون في تحويله إلى مهرجان “واقعي” خارج الفضاء الرقمي؟

مهرجان البوابة الرقمية للفيلم القصير الدولي الذي يعد أول مهرجان شهري للفيلم القصير في الجزائر في إفريقيا وفي كامل الوطن العربي، ولد في ظروف استثنائية تميزت بالحجر المنزلي وتوقف كل النشاطات الثقافية على المستوى العالمي.
ولكن فكرة المهرجان كانت موجودة عندي منذ سنين حيث أن الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الرقمية الحديثة لاستقبال وتقييم تم عرض الأفلام يكون الهدف منه هو نشر ثقافة الصورة وتعميمها وترسيخ اللغة السينمائية خاصة عن الشباب وإتاحة الفرصة للمشاركة فى المهرجان إما بتقديم أفلامهم أو بالاستماع بمشاهدة الأفلام المشاركة من دون أي قيد زمني أو جغرافي.
فصفحة المهرجان على الفيسبوك هي مكان مفتوح للجميع، صناع أفلام كانوا أو محبي الفن السابع في الجزائر وخارج التراب الوطني، يتبادلون فيها الآراء ويتعرفون على بعضهم بعض من خلال تفاعلاتهم العديدة والمتنوعة.
نعم، على صفحتنا ومجموعة المهرجان على اليوتوب وفايسبوك، أكثر من أربعين ألف مشترك وهذا يفوق بأضعاف كثيرة طاقة استيعاب أكبر قاعات السينما على المستوى العالمي.
هناك نحو 400 ألف تصفح لصفحة المهرجان شهريا، والمشاركون على صفحتنا هم من الجزائر أولا حيث يقدر عددهم بأكثر من سبعة آلاف مشترك ثم نجد دولا أخرى مثل تونس بأكثر من 3 آلاف مشترك وتليها مصر بما يناهز 2800 مشترك تم المغرب والعراق واسبانيا وايطاليا وصولا إلى الهند وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول العربية وغير العربية.
ومنذ تأسيس المهرجان كانت ومازالت الفكرة أن نقوم بتنظيم دورة سنوية واحدة حضوريا بعد كل إحدى عشرة دورة شهرية رقمية، وأستعمل كلمة رقمية لأنها تعطي المعنى الحقيقي لطبيعة المهرجان الذي هو حقيقي وليس افتراضيا فقط يعتمد على الوسيلة الرقمية لاستقبال الأفلام وتقييمها من طرف أعضاء لجنة الانتقاء والاختيار الدولية الدائمة المتواجدين في 17 دولة مختلفة تم عرضها على أعضاء لجنة التحكيم المتواجدون في ثلاث دول مختلفة تم الإعلان الرسمي عن النتائج وإرسال شهادات الفوز بالجوائز والشعار الخاص بكل جائزة باستخدام التقنيات الرقمية الحديثة.
لأن الأفلام حقيقية وصوّرت بممثلين حقيقيين ثم أرسلت من طرف مخرجين حقيقيين لأعضاء هيئة تنظيم المهرجان الذين يقومون بدورهم بإرسال الأفلام إلى جميع أعضاء اللجان الحقيقيين هم كذلك.
ليس هناك أي شيء افتراضي، كل العمليات حقيقية على الفضاء الرقمي.
ولقد قمنا منذ تأسيس المهرجان وفي الفترات التي كانت فيها جائحة كورونا تسمح بفتح قاعات السينما وبموجب اتفاقية أمضيناها في الأشهر الأولى من حياة المهرجان مع المركز الجزائري للسينما وسينماتيك عنابة، بتنظيم حفلات اختتام بعض الدورات حضوريا وبحضور عدد كبير من محبي الفن السابع في سينماتيك عنابة.
في ما يخص تنظيم الدورة السنوية الحضورية، قدمت لنا الكثير من الوعود من وزراء الثقافة المتتاليين على المنصب في السنتين الماضيتين ولكنها بقيت عبارة عن وعود ولم تترجم إلى إجراءات ملموسة على الميدان. وإننا ندرس الآن إمكانية تنظيم الدورات الحضورية في دول أخرى على أن تكون كل دورة في دولة مختلفة، حيث يتواجد عضو من أعضاء لجان المهرجان المتوزعين على 17 دولة مختلفة حول العالم.
هناك جمعية ثقافية إيطالية تهتم بالفن السابع أبدت استعدادها التام وقبولها تنظيم فعاليات المهرجان في ميلانو الإيطالية.

بعد نشاط دام سنتين من دون انقطاع.. كيف تقيّمون المهرجان؟

الحمد لله فاق المهرجان كل التوقعات وأصبحت الأفلام تصلنا بالمئات شهريا ومن عشرات الدول من القارات الخمس. فلقد وصلنا أكثر من 4290 فيلم قصير منذ انطلاق فعاليات المهرجان من 117 دولة مختلفة حول العالم.
وهذا شيء رائع يشجعنا على المضي قدما في ما نقوم به، فنحن كهيئة منظمة وكذلك كأعضاء دائمين للمهرجان نعمل مجانا منذ تأسيس مهرجان البوابة الرقمية للفيلم القصير الدولي وحتى اليوم.
أنا شخصيا بصفتي رئيس المهرجان ومؤسسه، أستعمل مالي الخاص في سبيل استمرار فعاليات المهرجان شهرا بعد شهر دون توقف.
نحن نحطم أرقاما قياسية دورة بعد دورة وسعداء جدا بنجاح هذه التظاهرة الثقافية الدولية الدائمة.
– أول مهرجان شهري للفيلم القصير في الجزائر وإفريقيا وكامل الوطن العربي، أطول تظاهرة سينماتوغرافية في تاريخ الجزائر، حيث أن فعالياته مستمرة من دون انقطاع منذ 25 شهرا وأول مهرجان سينمائي إيكولوجي صديق للبيئة في الجزائر، حيث نقوم شهريا بتنظيم عمليات واسعة لإعادة التشجير في المناطق المتضررة من حرائق صائفة السنة المنصرمة.
نحرص كذلك على جانب آخر مهم جدا وهو التدريب في المهن السينمائية حيث نظمنا عددا من الورشات الحضورية وعن بُعد لصالح الشباب في الجزائر وخارج التراب الوطني.
لأننا نؤمن أن تدريب الشباب وتمكينه من المهارات التقنية في عالم صناعة الأفلام هو السبيل الوحيد للنهوض بالفن السابع في الجزائر.
إنني أتحسر في كل مرة أمر فيها أمام قاعة سينما وأجدها إما مغلقة وتكاد تهوي من الأضرار التي أحدثتها سنين الغلق الطويلة، إما أجدها تستعمل لعرض مقابلات كرة القدم.

ماهي آفاق التظاهرة مستقبلا؟

آفاق المهرجان جميلة جدا، سوف نقوم بالإعلان قريبا عن اتفاقية شراكة وتعاون جديدة مهمة جدا مع مدرسة تركية متخصّصة في تعليم المهن السينمائية والتى بموجبها سوف يتمكن الشباب من الالتحاق بهذه المدرسة والتعلم فيها في إطار دورات تكوينية وورشات صناعة الأفلام مع أسماء بارزة في هذا المجال وتكون متوفرة باللغة العربية وبمبالغ بسيطة.

مقالات ذات صلة