-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صارت مهزلة بعد عجزها عن تحديد المكان والزمان

ما الذي سيضر المنتخب الجزائري لو يقاطع كأس إفريقيا؟

ب.ع
  • 26703
  • 0
ما الذي سيضر المنتخب الجزائري لو يقاطع كأس إفريقيا؟

عندما نعلم بأن تاريخ وملاعب مباريات كأس أمم أوربا بعد القادمة، في سنة 2032 التي ستقام، ما بين إيطاليا وتركيا قد تم تحديده، ونتابع الفولكلور الإفريقي الذي يصاحب كل نسخة، ندرك بأن القارة التي بدأت إجراء كأس أممها في كرة القدم في سنة 1957 هي في الحقيقة.. لم تبدأ بعد.

الذين يظنون بأن المكان والزمان الذي تم الاتفاق عليه، مؤخرا هو نهائي، خاطئ، ففي القارة الإفريقية، كل شيء ممكن، منذ أن تقرر رفع عدد المنتخبات إلى 24 ومنذ أن تقرر الإبقاء على فترة سنتين ما بين منافسة وأخرى، لأن القارة تتخبط في الفوضى العارمة منذ ثلاثين سنة، عندما اختارت الزائير أو الكونغو الديموقراطية، لاحتضان أمم إفريقيا 1994، من دون أن تدرك بأن الزائير، غير قادر حتى على تنظيم مباراة محلية واحدة، لترفع الزائير الراية البيضاء، ويتم تحويل المنافسة إلى تونس، وليت الأمر كان استثناء، بل إنه تحول إلى قاعدة، ففي النسخة الموالية، سُحب التنظيم من كينيا التي أعلنت عدم جاهزيتها في سنة 1996، وتم الاستنجاد بنيلسن مانديلا، الذي تحمس لاستقبال بلاده جنوب إفريقيا للتظاهرة والفوز بها.

وبدلا من أن يتعظ الأفارقة أعادوا الكرّة في سنة 2000 عندما وثقوا بعهود زيمبابوي، ثم لاحظوا أن البلاد غير جاهزة إطلاقا وربما لن تجهز مستقبلا، فاستنجدوا بنيجيريا وغانا سويا.

وبقيت كأس أمم إفريقيا تثير الحرج والدهشة، عندما صارت تخطف اللاعبين من أنديتهم الأوروبية لمدة قد تزيد عن الشهر، وترميهم في جحيم المنافسة ومنهم من يفقد نهائيا مكانه مع ناديه، في دورة تُلعب كل سنتين وفي قلب المنافسة المحلية.

والمغرب الذي منحنه الكاف شرف الاستضافة في سنة 2025، هو نفسه انسحب سابقا، وتحجج بوباء إيبولا، فكان الاستنجاد بغينيا الاستوائية، كما تم الاستنجاد بجارتها الغابون لتعويض ليبيا في النسخة التي تلتها، ثم جاء الدور على النسخة القادمة التي تدحرجت من الصيف إلى الشتاء، ودخلت سنة مونديال 2026، وستلعب أخطر لعبة بمصير الكرة الإفريقية، وإذا كان موتسيبي قد باع الوهم عندما قال بأنها ستكون الأحسن، فإن الواقع يؤكد أن التأريخ المختار، هو فخ حقيقي، وربما عدم المشاركة لن يضيّع للغائب أي شيء.

هذه الفوضى العارمة التي تعيشها منظمة الكاف الغنية في قارة فقيرة، تسدّ نفس أي عاشق للعبة كرة القدم، وحتى الفوز بكأس أمم إفريقيا ما عاد له طعم، وزمن الثمانية منتخبات التي تجري مبارياتها في مدينتين وملعبين، أحسن مما صرنا نراه، والجزائر من حقها إذا حققت التأهل لكأس العالم وهي قريبة من هذا المسعى، أن تفكر جليا في المشاركة في الكان من عدمها، في بلاد مستضيفة رأسمالها الاستفزازات، وفي زمن يسبق المونديال ببضعة أشهر فقط.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!