العالم
قال إنه يعتذر إلى من جرح مشاعره بسبب تصريحاته المثيرة

ماكرون يعدل عبارة “جريمة ضد الإنسانية” بـ “جريمة ضد الإنسان”!

الشروق أونلاين
  • 9580
  • 0
الأرشيف
إيمانويل ماكرون

عدل المرشح للانتخابات الفرنسية، إيمانويل ماكرون، من التعابير التي استخدمها لما تحدث عن الجرائم الاستعمارية الفرنسية في الجزائر، وبدل استعمال لفظ “جرائم ضد الإنسانية”، وظف كلمة” جريمة ضد الإنسان”، ومن السياسيين انتقل الغضب إلى الأقدام السوداء وقدامى المحاربين على “المرشح الشاب”.

وحاول مرشح “نحن قادمون”، “استرضاء” بعض الغاضبين، من المواقف التي أبانها حيال جرائم الاستعمار الفرنسي، خاصة فئتي الأقدام السوداء- الفرنسيين الذين ولدوا بالجزائر- وقدماء المحاربين، وذكر في تجمع انتخابي السبت بمدينة تولون في الجنوب الفرنسي: “أعتذر إلى من جرحت مشاعره”، لكن المعني لم يتراجع ولم يعتذر كلية عن الموقف الذي عبر عنه في حواره لـ “الشروق نيوز”، خلال زيارته إلى الجزائر الأسبوع الماضي، الذي وصف فيه جرائم المستعمر الفرنسي بأنها “جرائم ضد الإنسانية”، في خطوة غير مسبوقة لسياسي بمستواه، الأمر الذي خلف جدلا في باريس.

لكن ماكرون وظف تعابير مختلفة في تجمعه، السبت، لكنها ليست بعيدة عما صرح به في الجزائر، حيث تحدث عن “جرائم ضد الإنسان”، كما اقتبس بعضا من خطاب ألقاه الجنرال ديغول عام 1958 في الجزائر ومن ذلك: “أحبكم، وأفهمكم، أود أن أكون رئيسكم جميعا”، وبعدها قدم ماكرون الاعتذار إلى من قال إنه قد تضرر من تصريحاته.

وخارج مكان التجمع، نظم عدد من الأقدام السوداء، ومناضلي اليمين المتطرف، وقفة احتجاجية، مناوئة لماكرون، واعتبروا تصريحاته “مهينة لهم ولفرنسا”. من جانبه، اتهم المرشح مناضلي مارين لوبان، بمنع المئات من حضور تجمعه الانتخابي.

وأثارت تصريحات ماكرون جدلا غير مسبوق في فرنسا، من تجلياتها تهجم عدد من السياسيين عليه، كما هي حال نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، فلوريان فيليبو، الذي كتب في تغريدة على تويتر: “كيف يمكن أن تشكل لغة وثقافة فرنسا التي أنشأت الطرقات والمشافي، جريمة ضد الإنسانية؟”، ودعا فيليبو، ماكرون إلى التخلي عن الشعور الدائم بالندم. بدوره، رأى السيناتور، ديفيد راشلين، أن ماكرون لا يستطيع تحقيق الوحدة والتكامل في البلاد، من خلال سجال الاستعمار.

شعبيا، يبدي الفرنسيون موافقة على تصريحات المرشح ماكرون، إذ أيد 51% من المشاركين في الاستطلاع رأي ماكرون، بخصوص الاستعمار الفرنسي للجزائر، بحسب شركة “IFop” الفرنسية الكبرى لدراسات الرأي العام، وأظهر الاستطلاع أن 85% من المشاركين الذين أعلنوا دعمهم لماكرون في الانتخابات، أكدوا أن تصريحات مرشحهم للرئاسة حول الاستعمار صحيحة.

للعلم، فإن ماكرون الذي تولى حقيبة الاقتصاد، في عهد الحكومة الاشتراكية، دخل المنافسة في الانتخابات الرئاسية كمرشح مستقل، ويسعى لحصد أصوات تيار الوسط، على وجه الخصوص.

وأظهرت آخر الاستطلاعات، حلول ماكرون ثانيا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، لينافس في الجولة الثانية، مرشحة اليمين المتشدد ماريان لوبان، وسط احتمال كبير بفوزه، ومن المقرر أن تجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في 23 أفريل، فيما تجرى الجولة الثانية في 7 ماي المقبل.

مقالات ذات صلة