منوعات

ماكرون في قمة الفرانكوفونية: لهذا السبب “تتراجع” الفرنسية في المغرب العربي

الشروق أونلاين
  • 21650
  • 9
ح.م
قمة الفرانكفونية في تونس

تواجه اللغة الفرنسية “نكسات حقيقية” في دول المغرب العربي، حسب ما عبّر عنه رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، في قمة منظمة الفرانكفونية بجزيرة جربة في تونس.

وقال ماكرون في حديث على هامش القمة:”من الضروري أن نكون واقعيين. الفرانكفونية تتوسّع في بعض البلدان، ولكن هناك أيضًا نكسات حقيقية”.

وأضاف الرئيس الفرنسي يقول:”في البلدان المغاربية، تستعمل الفرنسية بنسبة أقل مما كانت عليه قبل 20 أو 30 عامًا”.

وأرجع ماكرون هذا التراجع، إلى ما اعتبره “أشكالا من المقاومة شبه السياسية”. إلى جانب سهولة استخدام اللغة الإنجليزية، مع صعوبة الوصول إلى الكتب الفرنسية بأسعار معقولة.

وتابع يقول:”يجب أن نستعيد جاذبية اللغة الفرنسية مرة أخرى، من خلال إظهار أنه يمكننا التحدث بها، كلغة تسهّل التجارة مثلا”.

على هامش قمة الفرانكفونية.. قرض فرنسي لتونس بـ 200 مليون أورو

منحت فرنسا قرضا لتونس بقيمة 200 مليون أورو، بموجب اتفاقية تمويل، لدعم الميزانية التونسية، وذلك على هامش قمة الفرانكفونية التي تحتضنها البلاد.

وحسب بيان لوزارة التخطيط والاقتصاد التونسية فقد “وقّع الوزير سمير سعيّد، ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، على اتفاقية تمويل بقيمة 200 مليون يورو، ستخصّص لدعم الميزانية”.

وقد أعرب الوزير التونسي عن “ارتياحه لمستوى التعاون الثنائي القائم بين تونس وفرنسا، التي تعدّ شريك تونس الأول على جميع الأصعدة”، يضيف البيان.

لماذا ترفض الجزائر الانضمام إلى منظمة الفرانكفونية؟

19 نوفمبر 2022: تجمع المنظمة الدولية للفرانكفونية 88 دولة، بين 54 دولة عضو، و7 منتسبين، و27 ملاحظ. لكنها لا تضمّ الجزائر، التي توصف بأنها بين أكثر الدول استعمالا للفرنسية حول العالم.

وفي حين أنها شاركت في قمم سابقة للفرانكفونية، منذ قمة بيروت في 2002، كضيف خاص. لم يسبق للجزائر وأن انتمت لهذه المنظمة، منذ تأسيسها عام 1970.

وقد أصدر مجلس الشيوخ الفرنسي في مارس 2017، تقريرا حول مستقبل الفرانكفونية في العالم، تساءل فيه حول بقاء الجزائر خارج المنظمة.

واعتبر التقرير آنذاك، أن بقاء الجزائر خارج المنظمة، يشكّل “مفارقة، في وقت يمثّل البلد ثالث أكثر بلدان العالم استعمالا للغة موليير.

المنظمة الدولية للفرانكفونية

ويرجع متابعون، إحجام الجزائر عن الانضمام إلى فضاء الفرانكفونية، إلى كونه “يندرج في إطار الاستعمار الجديد، الذي تتخّذه فرنسا مطيّة لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية”، على حدّ تعبير الكاتب والوزير السابق محي الدين عميمور.

كما يلقي الماضي الاستعماري لفرنسا بالجزائر، بظلاله على أي احتمال لالتحاق البلاد بالمنظمة الفرانكفونية.

وقد أكد ذلك، تصريح سابق للرئيس الراحل للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي محمد الصغير باباس، بأن الجزائر ترفض الانضمام إلى منظمة الفرانكفونية، “طالما تمسّكت فرنسا برفض الاعتراف بجرائمها الاستعمارية”.

كما أنّ التوجّهات السياسية الجديدة في الجزائر، تفضّل الذهاب إلى تعددية لغوية، تفتح أمام الجزائريين آفاق المبادلات العلمية والثقافية والاقتصادية مع أقطاب الاقتصاد العالمي، بدلا من الانحسار في بوتقة الفرانكفونية.

وهو ما تعبّر عنه مساعي السلطات في البلاد، إلى إدراج تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية، مع تعميم استعمالها في المؤسسات الجامعية.كما تعرف وتيرة تعليم لغات أخرى على غرار الإيطالية، وحتى التركية، تقدّما كبيرا في الجزائر.

بحضور ماكرون.. جزيرة جربة في تونس تحتضن قمة الدول الفرانكفونية

تحتضن جزيرة جربة في تونس، بداية من السبت، القمة الـ18 لمنظمة الفرانكفونية الدولية. بمشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، يتقدّمهم رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون.

كما يشارك في أشغال هذه القمة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس السنغال ماكي سال. إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل.

وتمّ تأجيل قمة الفرانكفونية طيلة العامين الماضيين بسبب وباء كورونا. إلى جانب تزامنها مع حلّ البرلمان وإقالة الحكومة في تونس، من قبل الرئيس قيس سعيّد.

وستتناول القمة على مدار يومين، مواضيع تتعلق بالتعاون الاقتصادي، حيث سينظم على  منتدى اقتصادي تحت عنوان “الاتصال والرقمنة كأدوات أساسية للتنمية”.

قناة فرنسية تتحدث عن تعليم الإنجليزية لتلاميذ الابتدائي في الجزائر

وقد تطرقت قناة “تي في 5” الفرنسية هذا الأسبوع، إلى إدراج تعليم اللغة الإنجليزية بمناهج التعليم الابتدائي في الجزائر. مشيرة إلى استمرار الجدل بشأن وضع الفرانكفونية في البلاد.

وقالت القناة في تقرير حول “وضع استعمال اللغة الفرنسية في العالم”، بمناسبة عقد قمة الفرانكفونية في تونس، إن القارة الإفريقية على وجه الخصوص، هي “محكّ مستقبل اللغة في العالم”.

وأرجع التقرير ذلك إلى حقيقة أن 95 بالمئة من المتحدثين الجدد باللغة الفرنسية، في السنوات الـ4 الماضية، والمقدّر تعدادهم بنحو 22 مليون، يعيشون في هذه القارة.

وفيما “تحافظ اللغة الفرنسية على وجودها في هذه القارة. فإنه لا يبدو أنها توسع تقدمها”، تقول القناة نقلا عن تقرير حديث لمنظمة الفرانكفونية.

جانب من تقرير “TV 5 MONDE”

“فإذا كانت نسبة المتحدثين بالفرنسية، تنمو بلا شك على المدى الطويل. يجب أن نلاحظ أيضا أنها قد وصلت بالتأكيد إلى ما يشبه العتبة”. 

وأشار التقرير في هذا السياق، إلى بداية تدريس اللغة الإنجليزية لتلاميذ الابتدائي في الجزائر، إلى جانب اللغة الفرنسية.

وجاء في التقرير:”الأطفال الجزائريين، الذين عادوا إلى المدرسة في 21 سبتمبر الماضي، قد بدأوا في تعلم اللغة الإنجليزية ابتداء من السنة الثالثة الابتدائية”.

قبل أن يضيف بأن “الفرنسية لا تزال تثير جدلا واسعا في الجزائر، باعتبارها لغة الأعمال التجارية ولغة تدريس التخصصات العلمية. في حين أنها ليست لغة رسمية في البلاد”.

العاصمة الأكثر “فرانكفونية” في العالم ليست باريس.. وهذا ترتيب الجزائر

فرنسا هي مهد لغة موليير التي يستخدمها نحو 321 مليون شخصا، ما يجعلها خامس لغات العالم الأكثر انتشارا بعد الصينية، الإنجليزية، الإسبانية، والعربية. لكن المثير في الأمر أن باريس ليست هي العاصمة الأكثر نطقا بالفرنسية.

فحسب ما رصده تقرير لصحيفة “لوفيغارو” في 11 أكتوبر 2022، فإن عاصمة أخرى في القارة الإفريقية تتحدث اللغة الفرنسية أكثر من عاصمة فرنسا نفسها، وهذا بالنظر إلى الفرق في التعداد السكاني بين العاصمتين.

والعاصمة التي تحصي أكبر عدد من الناطقين بالفرنسية في العالم، هي عاصمة الكونغو الديمقراطية كينشاسا، التي يبلغ عدد سكانها 12.83 مليون نسمة حسب تقديرات حديثة.

ويتحدّث نصف سكان البلاد البالغ تعدادهم 90 مليون نسمة اللغة الفرنسية حسب الصحيفة، ما يجعل كينشاسا أكثر فرانكفونية من باريس التي لا يتجاوز عدد سكانها 2.16 مليون.

أما عاصمة الجزائر فقد وضعتها مجلة “جيو” في المركز الثامن، بين عواصم العالم الأكثر استخداما للفرنسية، نقلا عن بيانات المنظمة الدولية للفرانكفونية.

عواصم العالم الأكثر استخداما للفرنسية:

مقالات ذات صلة