-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نحن والهند

ماذا تبقى للعرب على القمر؟

صالح عوض
  • 7004
  • 0
ماذا تبقى للعرب على القمر؟

ينتابنا أحيانا سؤال ساذج.. هل ستظل مساحة ما للعرب على سطح القمر أم أن الأمريكان والروس وغيرهم من الأقوام سيتوزعون مساحاته ووديانه، فنصبح ليس قط مسيطر علينا في الأرض، بل ومن القمر أيضا وكأننا دون خلق الله ممنوعون من التنافس والتدافع في الحياة.!!

  • إن الذي بعث على هذا السؤال الساخر المر فينا هو ما تناهت إليه الأخبار بأن الهند أنزلت مسبارا لها بحجم التلفزيون على سطح القمر وهي بذلك تخطو خطوة كبيرة بعد تلك التي تمثلت بدخولها النادي النووي وامتلاكها سلاحا استراتيجيا .. فالهند ونحن نعرفها بلد يكتظ بمئات الملايين من البشر تحت خط الفقر وهناك من القصص ما يرعب عن بيع أشخاص لأعضائهم بأبخس الأثمان ليوفروا لأولادهم قوت يومهم..الهند بلد العجائب والغرائب بلد يحوي مئات الديانات واللهجات والخزعبلات.. ورغم ذلك كله ها هو يسجل النقطة الثانية من اشتراطات دخول العصر.. ألا يبعث هذا كله تساؤلات عميقة تمس من العرب العقل والضمير والإرادة؟
  • كيف نفهم عزوفنا عن التكنولوجيا والبحوث العلمية؟ في مرة سألت أحد علماء الدين في بلاد الخليج لماذا لا تنصحون الحكام بتوجيه بعض الأموال في الصناعة، فقال لي: (ولماذا نتعب أنفسنا ونحن بحمد الله قد أصبح العالم كله يخدمنا.. انظر لو ذهبنا لصناعة سيارة لن تكون بجودة “تويوتا”، فهل نستطيع صنع طائرة “بوينج”.. إن الله سخر لنا البترول والغربيين)..إنها عقلية متحكمة في أناس لا يشكرون الله ولا يقدرون قيمة التحدي الحضاري الذي ألقى بالأمة أرضا تحت سنابك آليات الغربيين..
  • إن هناك صورة سوداوية ترتسم أمام مستقبل العرب عندما نعرف نسبة الذين يقرأون كتابا، إذ انه يطبع كتابا لكل 12 ألفا من بني العربية؟ أو ما هي نسبة كتب المعرفة بالنسبة للمطبوع في بلداننا العربية، حيث لا تزيد عن 15 %؟ وحتى نرى الصورة على حقيقتها نقارن حالنا بما عليه القوم في بريطانيا، إذ يصدر كتاب لكل 500 شخص، بمعنى آخر أن معدل القراءة لدينا لا يزيد عن 4 % عنها في بريطانيا.. هنا يصرخ فينا السؤال: هل يعقل ذلك ونحن أمة تنتمي إلى دين أول كلمة فيه (اقرأ ) وبسط لأصحابه المعاني والآيات لكي يتدبرون ويعقلون ويشعرون ويفكرون؟؟
  • عفوا للهند ولغيرها من أمم الأرض على كلامنا هذا.. لكن ألسنا نحن الأجدر بكل مكرمة علمية وثقافية ونحن نكرر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إن مداد العلماء أكرم عند الله من دم الشهداء..”.
  • ما أحوجنا أن نحل كل أحزابنا ونتحول إلى جمعيات علمية لتشجيع البحث والصناعة ولا نتظاهر إلا من أجل التقدم العلمي ولا ننتقد الحاكم إلا إذا تقاعس عن توفير فرص التقدم.. فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!