ماذا بعد ”عمر”؟!
لم تكن الدراما العربية في رمضان 2012 على مستوى القيل والقال وكثرة الكلام والسؤال حولها قبل الشهر الفضيل، حتى أنه يمكن القول إن الموسم التلفزيوني الحالي يعد الأكثر جذبا للنقاشات الساخنة وفتاوى التحريم من المواسم السابقة!
الجميع اهتم بمسلسل ”عمر”، للمخرج السوري حاتم علي، لكنه تبين مع مرور الوقت، أن الضجة التي أثيرت حول العمل، وغالبا ما تكون مقصودة، جاءت أسخن بكثير من العمل ذاته!
“عمر” رغم ضخامة إنتاجه، وفتاوى التحريم التي لاحقته، والتهديدات بقتل الممثلين فيه وتصفيتهم واحدا واحدا، لم يرق حتى إلى المستوى الذي تصنعه الدراما الإيرانية والتركية، ولعل مسلسل “أرض العثمانيين” كان أقوى من حيث الديكورات والمهارات التصويرية وأيضا التمثيل، رغم أنه مدبلج، ومن المتوقع أن يحقق النجاح الذي يستحقه عقب إعادة عرضه مباشرة بعد رمضان!
ربما الميزة الوحيدة في مسلسل عمر، هو أنه جعل من الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم جميعا، نجوما في هذا الشهر الكريم، وحرض العديد من المتابعين على استعادة قصص الرعيل الأول الذي أسس الدولة الإسلامية، في الوقت الذي انحرفت فيه الأمة كثيرا بعدها، وغرقت في مزيد من الفتن والحروب والمعارك الهامشية!
لو كانت سلطة الفتوى بيدي، لقلت إن مشاهدة فيلم الرسالة للمخرج الراحل مصطفى العقاد فرض عين، أما متابعة مسلسل عمر، فهي مجرد نافلة!
والأمر الآخر، هو أن ظهور الكثير من الصحابة في العمل الذي أنتجته السعودية وقطر، سيجعل من الصعب جدا التفكير في مسلسلات أخرى، يظهر فيها الصحابة بوجوه وملامح ممثلين مختلفين..وسننتظر أيضا، ما إذا كان الممثل الذي قام بتقمص شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو السوري سامر إسماعيل، سيلتزم بالعقد الذي وقعه مع جهات الإنتاج ومن ورائها، علماء ومفتون، بأن لا يظهر في أي عمل فني آخر طيلة العشر سنوات المقبلة..وهو شرط صعب، من الناحية الفنية على الأقل، ولاشك أن هذا الممثل الشاب سيعيد النظر فيه مليا، خصوصا أن دوره في المسلسل المثير للجدل، لم يحقق له ذلك الانتشار الكبير ولا المدوي الذي كان يتوقعه!