-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
باريس تحاول تبييض تاريخها الوحشي

مؤلف جديد لـ250 مؤرخ حول الاستعمار الفرنسي

محمد مسلم
  • 1164
  • 0
مؤلف جديد لـ250 مؤرخ حول الاستعمار الفرنسي

أفرج ما يناهز الـ250 مؤرخ فرنسي ومن دول أخرى، مؤلفا تحت عنوان “الاستعمار تاريخنا”، يؤرخ للاحتلال الفرنسي في مختلف بلدان العالم، وهو يستهدف “معرفة متجدّدة بعمق حول الهيمنة الاستعمارية، وأشكالها المفاجئة أحيانًا، وآثارها المدمرة، وحدودها التي تم تجاهلها منذ فترة طويلة، فضلاً عن شفقها الحالي”.

ويعتقد مؤلفو هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق حول الاستعمار الفرنسي، أن الكتاب الجديد الذي وضع الجمعة 15 سبتمبر 2023، قيد الاستغلال، أنه يساعد على النظر إلى الاستعمار الفرنسي مباشرة بعيون المحتل وكذا عيون الشعوب المحتلة، في وقت أثيرت فيه قضية الذاكرة بشكل غير مسبوق.

المؤلف أشرف على إدارته بيار سينغارافيلو، وهو مؤرخ فرنسي مختص في الإمبراطوريات الاستعمارية، والبروفيسور في جامعة “السوربون” “بانتيون” الباريسية، بالتنسيق مع كل من أرتير الصراف، وهو مؤرخ فرنسي أيضا، متخصص في تاريخ الاستعمار وفرنسا المعاصرة وشمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، والمؤرخ الفرنسي غيوم بلان، الأستاذ بجامعة “ران “02، ويالا كيسوكيدي، الأستاذة بجامعة “باريس الثامنة”، وميلاني لاموت، وهي مؤرخة متخرجة من جامعة “السوربون”.

وجاء في مقدمة كتاب “الاستعمار” المطروح للبيع “في عصر تهيمن عليه بالكامل أسئلة الهوية وصراعات الذاكرة، يستعيد هذا الكتاب الجماعي، بطريقة واضحة وسهلة المنال ورائعة، التنوع الكبير والتعقيد للأوضاع الاستعمارية في إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا والأمريكيتين”.

كما يجمع هذا الكتاب أكثر من مائتين وخمسين باحثًا من جميع أنحاء العالم، يقول المؤلف في التصديرة، “ويدعونا إلى النظر إلى الاستعمار الفرنسي في وجهه، بعيون المستعمرين والمستعمرين”، وهو “عمل جماعي ضخم يجمع أكثر من 250 باحث من جميع أنحاء العالم، للتعرف على الحالة الحالية للمعرفة حول تاريخنا الاستعماري”.

وفي ملخّص الناشر، وهي دار “سوي”، الهدف من هذا المؤلف يقول: “من الاستعمار ولد تاريخ غني وعنيف، منسوج من تبادلات لا تعد ولا تحصى، مما يجعلنا ما نحن عليه. كان المستعمرون (بكسر الميم الثانية) والمستعمرون (بفتح الميم الثانية) مرتبطين ببعضهم البعض وتحولوا إلى الأبد من خلال هذه التجربة التي تجد هنا مكانها -في الكثير من النواحي المركزية- في تاريخ فرنسا“.

ويمضي شارحا: “لإحباط الأدلة والإجابة على الأسئلة المعاصرة، يبدأ هذا العمل من الحاضر ويعود بالزمن إلى المصادر غير المعروفة لما يسمى بالماضي، ما قبل الاستعمار”. ومن خلال تسجيل الواقع الاستعماري الفرنسي على المدى الطويل، من القرن الحادي والعشرين إلى القرن الخامس عشر، للعلاقات بين فرنسا وبقية العالم، “فإن هذا التاريخ العالمي يجسّد استمرارياته وتمزقاته وتفرداته، لذلك، ربما، سنفهم بشكل أفضل من نحن”.

وجاء الإعلان عن هذا المؤلف غير المسبوق من حيث عدد المشاركين في تأليفه، في ظرف جد خاص، يطبعه مطاردة فرنسا في مستعمراتها السابقة، من قبل الشعوب التي راحت ضحية ممارسات الاستعمار الفرنسي التقليدي، وأشكاله الجديدة والتي تجلّت بشكل لافت في المستعمرات الإفريقية التي تقودها أنظمة وظيفية تسيّر من باريس، ولا تخدم غير المصالح الفرنسية ولا تعير اهتماما لما يتعين عليها فعله لصالح شعوبها المقهورة أثناء الاستعمار وبعده.

مقدمة الناشر لا تكشف بجلاء ما يكتنزه الكتاب من أفكار، غير أن مؤشرا قد يدفع إلى التشكيك في محتويات هذا الكتاب ومدى التزامه بمحاربة الممارسات والأساليب التي تسبّبت في إبادة وقتل وتشريد ونهب ثروات ملايين الشعوب التي تعرضت للاحتلال الفرنسي خاصة، وقد كشفت الحالة الجزائرية، أن هذا الاستعمار متجرد من قيم ومعاني الإنسانية.

ويتمثل هذا المؤشر في كون المؤرخين الذين ظهرت أسماؤهم على صدر المؤلف الجديد كلها فرنسية، وهو معطى يدفع إلى الاعتقاد بأن الدفاع عن الممارسات الاستعمارية غير الإنسانية، أو على الأقل، عدم إدانة الاستعمار بالقوة التي يستحقها، ستلوث هذا الكتاب، الذي يبدو أن جهات ما في الدولة الفرنسية حاولت أو ساعدت على نشره، على أمل تبييض صورة الماضي الاستعماري لباريس، الذي لا يزال أسود كالحا حتى ولو عملت السلطات الحالية برئاسة، إيمانويل ماكرون، على التبرؤ من بعض ممارساته، قبل الاعتراف بمسؤولية الدولة الفرنسية في تصفية مناضلين جزائريين ومثقفين فرنسيين مناصرين للقيم الإنسانية العريقة، مثل العدالة والحرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!