مؤرخون إيطاليون يعرضون أشكال مساندة بلادهم للثورة الجزائرية

قالت الكاتبة الإيطالية برونيا بانياتو إن الحكومة الإيطالية في الخمسينيات من القرن الماضي اتبعت سياسة بوجهين واحدة صريحة وأخرى ضمنية في محاولة لتحقيق التوازن بين مساندتها للثوار الجزائريين وبين علاقتها بفرنسا.

وتوقفت الكاتبة الإيطالية عند كتابها “إيطاليا وحرب الجزائر 1954-1962” الذي تمت ترجمته إلى اللغة الفرنسية بدار دحلب بمناسبة حلول إيطاليا كضيف شرف الطبعة الحالية من صالون الكتاب، عند سياسة بلادها في مساندة الثورة الجزائرية حيث حاولت آيطاليا يومها الجمع بين مساندة ثوار الجزائر تحت ضغط الرأي العام الايطالي وبين علاقتها بفرنسا والحلف الأطلسي، خاصة بعد الحرب العالمية حاولت إيطاليا أن تعود بعدها إلى الواجهة والنهوض بنفسها.

وتحدثت برونيا بانياتو عن دور الإعلام في بلادها في دعم الثورة الجزائرية وأعطت المتحدثة أمثلة عن هذا الدعم مثل لقاء التلفزيون الايطالي في حوار مع فرحات عباس وتنظيم مظاهرات أمام السفارة الفرنسية بروما إضافة إلى تنظيم أسبوع إعلامي حول الجزائر بايطاليا أياما قبل مظاهرات ديسمبر 1960، الأمر الذي دفع بالبرلمان الايطالي إلى تناول قضية استقلال الجزائر في جلسة مطولة. وفي ذات المداخلة استحضرت الكاتبة الايطالية عددا من التظاهرات والمحاضرات واللقاءات الفكرية التي احتضنتها بلادها دعما للثورة الجزائرية على غرار اللقاء التي حضره الطيب بولحروف عام 1960 كممثل لجبهة التحرير الوطني واللقاء الذي شارك فيه بومنجل إلى جانب الرئيس الايطالي الأمر الذي جلب متاعب لايطاليا إذ اعتبرت فرنسا هذه اللقاءات دليل على اصطفاف ايطاليا الرسمية مع ثوار الجزائر.

في ذات اللقاء عاد تناول اندريا برازودورو إلى موقف التيار اليساري مع القضية الجزائرية، حيث كان هذا التيار يربط بين مقاومة الجزائريين للاستعمار الفرنسي ومقاومة المد الفاشي في بلادهم. وفي السياق ذاته عاد المحاضر إلى عمل هذا التيار لصالح الثورة الجزائرية حيث انضم بعضهم إلى شبكة جونسون لدعم ثوار الجزائر.

من جهة أخرى فضل ممثل منشورات فلترينلي، تارنتينو العودة للناشرين الذين نشروا أعمالا دعمت الثورة الجزائرية على غرار جامي جاكيمو فلترينلي الذي نقل القضية الجزائرية إلى أوروبا عبر المنشورات.