الرأي

ليلة القبض على لويزة!

قادة بن عمار
  • 7412
  • 16

غريب أمر زعيمة حزب العمال لويزة حنون، فهي لا تتوقف عن تكرار احترامها “الشديد” لمبدأ الحق في الإعلام وتقديسها “التاريخي” لحرية التعبير، لكنها في الوقت ذاته لا تسأم من ممارسة هوايتها القديمة-الجديدة في قمع مخالفيها، فتنعت الإعلاميين بالانقلابيين تارة، وبالانتقاميين تارة أخرى، كما لا تجد حرجا في تسويق مزاعم باطلة “لا أساس لها من الصحة”، ضدّ جميع من يخالفها الرأي بالقول إنه “متعاون مع الإمبريالية العالمية من أجل فرض الهيمنة الغربية وبسط النفوذ الأجنبي، وتكريس الرأسمالية المتوحشة ووو…”!!

جميع من يعارض السيدة لويزة حنون فهو”انقلابي”،”متآمر”، انتقامي، وشرير بالفطرة، ناهيك عن كلمات أخرى “بذيئة” لا تجد الرفيقة التروتسكية حرجا من تكرارها على الملأ وأمام الرأي العام..مثل…جاهل..كاذب..أحمق…وقح..قبل أن توزع “مواعظها على الإعلاميين، ناصحة حينا، ومتوعدة أحيانا كثيرة..بضرورة احترام رأيها ونضالها المستمر منذ 35 سنة في السر والعلن.. من دون اللجوء للسب والشتم”!..

إن سألت لويزة حنون عن”موقفها” من إحدى القضايا أو الأحداث، فلا تندهش، ولا تتعصب، إذا ما صرخت في وجهك فجأة: “واش دخلّك؟”..أما إن اعتقدت فعلا، أنك “راجل ونصّ” وبوسعك استفزازها بذكر عهدتها “السابعة” فبالتالي”لا تلومنّ إلا نفسك” ومن غير المستبعد أن تجد اسمك وبدون محاكمة بل بقرار سيادي من المؤتمر العمالي الثوري الاشتراكي التروتسكي، ضمن قائمة الامبرياليين العالميين، الذين يتحالفون مع الشيطان الأكبر من أجل إسقاط الاشتراكية وتهديد السيادة الوطنية وزعزعة الثقة بالقرارات المحلية، ناهيك عن تسهيلك بيع المؤسسات الاقتصادية، وتحويلها لشركات خاصة، تطرد العمال الزوالية، وتبحث عن زيادة رأس المال الوسخ المتمسك باقتطاع الأجور، ناهيك عن خيانتك للبلاد والعباد لتفاوضك مع الأفامي والبنك الدولي والمنظمة العالمية للتجارة، وليس ببعيد أنك تقبض مالا من طرف منظمات غير حكومية، بنية استيراد هذا الدمار المسمى “ربيعا عربيا” والتعجيل بإقامة قواعد عسكرية أمريكية، وأخرى غربية، من أجل حصار الحدود الترابية والجوية والبحرية!

من يستمع أو يشاهد لويزة حنون في المدة الأخيرة، وتحديدا عقب “عهدتها السابعة” التي اتهمت وكالة الأنباء الجزائرية بالوقوف وراء ترويجها “زورا وبهتانا” سيعتقد للوهلة الأولى أنّ زعيمة حزب العمال باتت الوطنية الوحيدة في البلد، أو القدّيسة التي لا يعرف الخطأ طريقه إليها بالمطلق، وبأن جميع من هم خارج”مؤتمرها السيد” باتوا “حركى وبياعين، وانتهازيين، وأتباع حزب فرنسا وأمريكا، ومستعدين لخيانة هذا البلد في أول فرصة تتاح لهم”!!

عيب كبير على”الزعيمة” التي حصدت ثقة عدد لا يستهان به من المواطنين في استحقاقات انتخابية سابقة، أن”تخفي” فشل تحالفها “السري” مع السلطة القائمة، أو تمهد الطريق لإمكانية “دعم” مرشحها المحتمل، أو ربما “المساهمة” بتأثيث الديكور في الرئاسيات المقبلة، من خلال اتهام “الإعلام” بالكذب والتزوير والتضليل، أو بقمع معارضيها في الرأي من خلال وصفهم بالـ “خونة” و”حركى” ونعوت أخرى، لا تليق بسياسية اعتقدناها “كبيرة” في يوم من الأيام!!

مقالات ذات صلة