-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليسوا مجرّد أرقام!

قادة بن عمار
  • 8151
  • 14
ليسوا مجرّد أرقام!

تحدّث وزير الداخلية نور الدين بدوي عن صعوبة “تحيين” وضبط القوائم الانتخابية في الجزائر بسبب وفاة 20 ألف مواطن شهريا!

الوزير بدوي تحدث عن كثرة الوفيات، منشغلا بعدد من ينتخبون، أو الأحرى، بعدد من يقاطعون، ولم ينتبه إلى أنه يتكلم عن موتى، صحيح أنه غير مسؤول عن وفاتهم ولا عن العدد، لكن النظر إلى الجزائريين على أنهم مجرد أرقام انتخابية داخل هيئة تتمدد وتتقلص حسب رغبات السلطة، هو أمرٌ مثير للاستياء حقا.

على طريقة “تعددت الأسباب والموت واحد”، لم ينتبه الوزير ومن معه إلى أن هذا الأسبوع شهد أكثر من جريمة قتل تنِمُّ عن غياب رؤية اجتماعية صحيحة لمعالجة الكثير من العلل التي تحوَّلت إلى نكبات نفسية لدى الجزائريين بشكل جعل من ممارسة القتل أمرا هيّنا وأسلوبا سهلا بين المواطنين!

ما معنى أن تقتل طفلة، عمرها 13 سنة فقط، صديقتها التي تصغرها بـ5 سنوات في وهران ولا يفتح ذلك نقاشا اجتماعيا بين الفاعلين؟ وقبلها ينتحر طفل عمره 11 سنة في شرق البلاد بسبب اتباعه قواعد لعبة شيطانية عبر الأنترنت، وفي العاصمة، يذبح مختل عقليا، أو هكذا وُصف، امرأة وينكل بجثتها أمام مرآى الناس في شارع رئيس بحي شعبي؟!

وفي الأسبوع ذاته، يقتل شخصٌ ابنه وأخاه وابن أخيه بدم بارد وتقدِّمه الصحافة على أنه عنصرٌ سابق في “الدفاع الذاتي”، دون السؤال عن الآثار النفسية التي تعانيها هذه الفئة، نتيجة ما تحمّلته من أعباء ثقيلة في التسعينيات، وها هي اليوم، رفقة متقاعدي الجيش، لا تجد أحدا يعترف بدمائها ولا بجهادها!

حتى الموتى على الطرقات غير المهيَّئة، والتي لا تحترم شركات المقاولة شروط الصيانة فيها، لا يمكن رمي مسؤوليتهم على القضاء والقدر دوما، وهي تكلف يوميا الكثير من الأرواح وليس فقط الخسارة المادية مثلما خرج أحد المسؤولين مؤخرا ليتحدث عن الملايير التي تضيع على الجزائر والحزينة العامة، بسبب حوادث المرور، وكأن الأمر يتعلق بالمال لا بالأرواح!

ثمّ ماذا عن “الحراقة” الذين تضاعفت سفرياتُهم غير الشرعية والخطيرة عبر قوارب الموت في أيام الحملة الانتخابية؟ ألم تسأل السلطة نفسها هذا السؤال؟ ألم تربط بين الأمرين؟ حتى أن كثيرا من الشبان الذين يتم انتشالهم أو القبض عليهم، سواء هنا أو هنالك، يتذرعون بالإحباط الشديد الذي أصابهم نتيجة البقاء في الجزائر، فهم كالأحياء الأموات، لا فرق!

هؤلاء جميعا، قد يمثلون نسبة هامة من الـ20 ألف جزائري الذين يموتون شهريا والذين يراهم وزيرُ الداخلية مجرد أرقام في الهيئة الانتخابية، وقد تستمرُّ هذه النظرة السلطوية الضيقة سنوات وعقودا، ولن تتغير طالما لم تتغير ذهنية الحكم لتبحث عن أساليب جديدة تُسيّر من خلالها الشأن العام بعيدا عن ترقيم الجزائريين وإنما بمنحهم الحق في المواطنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • fatouma

    مسؤولون همهم تزىىن المحيط باموال خيالية تتمثل في جلب جدع النخيل من الجنوب وانصرافهم عن اشغاالات المواطنىن ظاهرة الانتحار التي اصبحت يومىة وخاصة في منطقة القبائل لم تترك اي صدي عند هؤلائى اشباه المسؤوليين ولا اي دراسة اجريت لمعرفة الاسباب فالارقام عندهم عبارة عن كم لايمكن تحليله وفي الاخير سبحان الله نعم الوكيل

  • djelloul chelfi

    شاراك تكسر في راسك يا سي قادة! اما تمدح السلطان وتاخذ مكافاة واما انت رجعي مشوش و متؤامر مع جهات خارجية!!! او ترقد كيما الاغلبية و تهدر على غير شحال راهي دير البطاطا و البصل.

  • نوار

    بدون تعليق

  • عياد

    هذا الوزير وغيره يعتبر الجزائريين مجرد رقم انتخابي يتزايد ويتناقص حسب اهوائهم وحسب فعالية الانتخابات واهميتها ولا تهمهم الجرائم ومن يقوم بها *الشعب الجزائري عندهم مجرد غاشي يتمنون انقراضه ويبقون هم فقط*

  • بدون اسم

    يامخلوقة ربي الواحد يدير ربي في قلبه و يقرأ سيرة سيد الرجال المصطفى عليه السلام و أصبر و ما صبرك إلا بالله و أصبر فإن ذلك من عزم الامور و لا تهنوا ولا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ... و المؤمن لا يقنط أو ييأس من رحمة الله و يأخذ بالاسباب من دعاء علم تكوين طرق الابواب طالبا للرزق الحلال و لا يتكبر على الاعمال طالما لا يؤدي الناس ...

  • بدون اسم

    السلام عليكم
    شكرا ..
    يصبحكم بالخير مسيو قادة
    .. " الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة" تدفع للموت بمختلف الطرق
    انتحار مباشر أو غير مباشر - تعاطي المخذرات قي تزايد مستمر-
    فقدان الصبر ، الأمل، الفشل في ايجاد حلول ، عدم مساعدته،
    - خاصة غلق الابواب في وجهه -
    نهايتها وضع حد لحياته،
    .. محتاجين" لمراكز مختصة في الطب النفسي"
    لتقييم وتشخيص الاضطرابات العقلية أو النفسية
    المثيرة للاهتمام ؟؟؟!
    وشكرا

  • بدون اسم

    أي مؤسسات ...وهل الأسواق الشعبية والمقاهي وصالات القمار وأشياء أخرى مؤسسات...أي مؤسسات وهي أقرب الى محلات ومغارات ليس الا.....المؤسسات يا هذا ينتخبها الشعب وتسند اليه مصير ومستقبل وحياة الامة...مؤسسات تخدم وترعى وتدير وتتولى كل شؤون المواطن مثلما ساري المفعول في دول الآدميين..

  • بدون اسم

    اوليس حكومته وحزبه يملكون برامج لحماية ورعاية الاطفال وعموم العباد يا متخلف...تعلموا من اسيادكم اليهود والنصارى...

  • نصيرة/بومرداس

    يا سيد قادة...انهم لا يتذكرون المواطن الا في الانتخابات ...ليس غريبا ان يتعاملوا معه بلغة الارقام.

  • بدون اسم

    لو أنهم أعتبروا الشعب الجزائري أرقام لهان الأمر..يا سي قادة...هم يعتبروننا (جزم)كمايقول المصريين ..جزم ينتعلونها ثم يرمونها في القمامة..

  • بدون اسم

    ألم أقول لك أن اعتباركم هؤلاء الكائنات المستوزرة أو الوزراء أو عموم مايسمى الاطارات السامة..أو الموظفين السامين....اعتبارهم اطارات كبيرة هو كالشرك بالله..بل اعظم واخطر من الشربالله...اعتبار هؤلاء الكائنات (وزراء)هو اهانة لكل وزراء الكون...

  • متسائل

    طالما أن خيوط اللعبة و حراك لعبة الشطرنج يدبر حسب رؤى مصالح أهواء فراعنة ما وراء البحر و خونة الداخل فهل فعلا سيحذث تغيير إيجابي و تولى قوى وطنية حقة زمام الامور و إحذاث نهضة زرع حياة حقيقية وفق مشروع نوفمبري ينهض بالتعليم الاقتصاد يكنس الفساد يوظف الشباب يغير ثقافة عفن اتكال لامبالاة بثقافة ايجابية نظيفة مبتسمة هادئة محبة ؟ فإن ما حذث و يحذث عند الجيران من كنس و سجن المصلحين و الصاق التهم جزافا للناس بالباطل و الإتيان بكل رديئ و إعطاءه زمام الامور فالرسالة تقول لا يراد لهذه الامة ان ينصلح حالها

  • Rahim

    وهل الوزير يتحمل عزوف الاولياء عن تربية اولادهم ما هذا السؤال القبيح الذي يحمل الدولة الجزايرية كل شيء هل هي الاه ؟ الشعب والصحافة خاصة لا تتكلم عن دور الشعب وهل يعقل ان يرى الانسان مردنكرا ولا يستطيع حتى التبليغ عنه لدى مصالح الامن الوزير قال الحقيقة والصحافة وكانها عايشة في وقت الاحتلال فيق يا بريق

  • مجبر على التعليق

    الجزائر قائمة بمؤسسات من اراد الانخراط فيها ما عليه الا تنظيم نفسه و احترام قوانين الجمهورية، اما تريدوننا العودة الى الوراء فيها نظر يا فلاسفة الكلام من اجل كلام لا يقدم و لا يؤخر، كول الخبز يا سي قادة و هنينا.
    احنا فاني ولاد الجزائر منبغوش عليها بطريقتنا الخاصة. الجزائر تسع الجميع