الجزائر
دعا إلى تصفية قادة حزب رفض إدانة المقاومة الفلسطينية

لهذا وضعت الجزائر أنريكو ماسياس في القائمة السوداء

محمد مسلم
  • 10826
  • 0
أرشيف

تثبت الأيام مرة أخرى، أن الموقف الجزائري الرافض لزيارة المغني الصهيوني ـ الفرنسي، أنريكو ماسياس، إلى مسقط رأسه في عاصمة الشرق الجزائري، قسنطينة، لم يكن ظالما بحق هذا الشخص الذي يثبت مرة أخرى وجهه القبيح، بدعمه غير المشروط لجرائم الكيان الصهيوني، تماما كما ناصر هو وعائلته جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر إبان الثورة التحريرية.
وفي برنامج تلفزيوني على القناة الفرنسية “سي نيوز”، لم يتردد أنريكو ماسياس في الدعوة إلى تصفية أعضاء حزب “فرنسا الأبية”، الذي يقوده جون لوك ميلونشون جسديا، والسبب رفض قادة هذا الحزب المحسوب على تيار أقصى اليسار السياسي في فرنسا، إدانة الهجوم البطولي الذي قامت به المقاومة الفلسطينية بزعامة حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ضد جيش الاحتلال الصهيوني وقطعان المستوطنين.
ولدى إجابته على سؤال لمنشط البرنامج حول موقف “فرنسا الأبية” من هجوم المقاومة الفلسطينية على الصهاينة، قال أنريكو ماسياس: “أنت تجبرني أن أقول ما لم أكن أريد قوله: يجب محوهم (تصفيتهم)”. وهنا يتدخل مقدم البرنامج، باسكال برو، لتدارك ما صدر عن ماسياس، مخاطبا إياه: “تقصد سياسيا”.
يرد ماسياس متمسكا بأقواله: “لا، لا.. يجب محوهم”.. مرة أخرى، يتدخل مقدم البرنامج وبعض ممن كانوا مشاركين في البلاطو من الضيوف، ليخاطبوا المغني الصهيوني مرة أخرى: “تقصد سياسيا، انتخابيا”. غير أن ماسياس يرد: “نعم سياسيا، ولكن ممكن جسديا أيضا”، في دعوة صريحة للقتل، وهو تصريح يضع صاحبه تحت طائلة المتابعة القانونية، لأن ما صدر عنه يعتبر “دعوة إلى الإرهاب”، الذي هو القتل أو الدعوة إلى القتل خارج القانون.
ومع فشل مقدم البرنامج ومن معه من الضيوف في البلاطو، اضطر حينها مقدم البرنامج مترجيا ماسياس: “لا تقل هذا. أنا سأسحب هذه العبارة لأجلك، لأنك ربما لم تفكر فيها بشكل جيد..”، لكن المغني المعروف بمساندته المطلقة للجرائم الصهيونية في فلسطين، يتمسك بأقواله: “أنا لا أخاف، أقول ما اعتقده”.
بعد هذا المشهد الذي أربك الساحة الإعلامية في فرنسا، توجهت الأنظار إلى موقف حزب “فرنسا الأبية”، وعلى وجه الخصوص، جون لوك ميلونشون، الذي رد في “تغريدة”، معتبرا ما صدر عن المغني الداعم للجرائم الصهيونية، مجرد “أكاذيب”، قبل أن يصرح: “أنا لا أعرف أنريكو ماسياس من خلال هذا الكلام”، فيما بدا جنوح إلى تفادي التصعيد.
ما صدر عن أنريكو ماسياس بحق قادة حزب سياسي فرنسي اختلف معهم في الموقف مما يحدث من جرائم ترتكب يوميا بحق الشعب الفلسطيني، كان قد مارسه هو وعائلته وأقاربه إبان الثورة التحريرية، وهو ما كان سببا في فرارهم جميعا من الجزائر بعد حسم الجزائر استقلالها في 19 مارس 1962، وهو لا يزال إلى غاية اليوم يحلم بزيارة المنزل الذي ولد فيه، ولكن من دون جدوى.
ويعتبر موقف “أنريكو ماسياس” وعائلته من كفاح الجزائر من أجل استعادة حريتها، هو سبب الخلاف المستحكم مع الجزائريين، يقول في حوار سابق لمجلة “لوبوان” إن “أسوأ ذكرى في حياتي في الجزائر، كان اغتيال الشيخ ريمون، في أحد شوارع مدينة قسنطينة”.
و”الشيخ ريمون” كما يسمى في الأوساط الفنية اليهودية في قسنطينة خلال الحقبة الاستعمارية، هو صهر أنريكو ماسياس وهو الذي علمه أبجديات الموسيقى، وهو من المخبرين للشرطة الفرنسية، ولم يتم إعدامه من قبل رجال “جبهة التحرير”، إلا بعد أن ثبت تورطه في مقتل جزائريين مناضلين من أجل قضية الاستقلال.
وقد كان ماسياس قاب قوسين أو أدنى من زيارة الجزائر في بداية الألفية الثانية، بعد حملة علاقات عامة قام بها اللوبي الصهيوني في فرنسا في السنوات الأولى لوصول الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، إلى سدة الرئاسة، غير أن تجند المجتمع المدني والأسرة الثورية وأد مشروع زيارته إلى الأبد، ولكنه لا يزال يحلم بتحقيق هدفه قبل موته.

مقالات ذات صلة