لماذا تختلف درجة الحرارة المحسوسة عن درجة الحرارة الفعلية؟

تختلف درجة الحرارة المحسوسة التي يشعر بها الناس، عن درجة الحرارة الفعلية التي تعلن عنها نشرات أحوال الطقس. وهذه حقيقة علمية بالمناسبة، وليس تمّت أي جهة تحاول إخفائها عن الجمهور.

حتى أن بعض المصادر الشائعة التي يستقي منها المتابعون معلوماتهم اليومية بشأن حالة الطقس، كغوغل مثلا، عادة ما ترفق درجات الحرارة المسجّلة في الهواء، بدرجات الحرارة المحسوسة.

وكما هو الحال بالنسبة لكلّ ما يتعلق بالعلم، فإن هنالك تفسيرات معيّنة لهذا الاختلاف بين ما تسجّله مصالح الأرصاد الجوية، وما نحسّه في الواقع.

ففي فصل الصيف، تعزّز الرطوبة المرتفعة من الشعور بالحرارة، لأنها تجعل تأثير تبخر العرق لخفض حرارة الجسم أقل كفاءة. في حين يزيد هبوب الرياح في فصل الشتاء من وطأة الشعور بالبرد.

لأن اختلاف الحرارة الخارجية (درجة الحرارة الفعلية) عن درجة الحرارة الداخلية للجسم، تجعل طبقة رقيقة من الهواء تتشكّل بالقرب من الجلد، للحفاظ على حرارة الجسم الطبيعية عبر تبخر الماء الموجود على سطحه.

وعندما تكون هناك رياح في الجوّ، أو نسبة رطوبة عالية، فإن تلك الطبقة الهوائية المنعشة سرعان ما تختفي. ليحلّ في مكانها شعور لاذع بالبرد القارس، أو الحرارة المرتفعة (درجة الحرارة المحسوسة).

كما ينبّه خبراء الأرصاد الجوية، إلى أن قياس درجة الحرارة الفعلية للجوّ، يتمّ عبر تطبيق معايير علمية دقيقة، تعتمد على تحييد مجمل العوامل التي من شأنها التأثير على نتيجة القياس، كالرياح والرطوبة والإشعاع الشمسي.

لذلك، فإن الاعتماد على مقياس السيارة على سبيل المثال، ليس وسيلة جيّدة للتعرّف على درجات الحرارة الفعلية في الخارج، لتأثره بعدّة عوامل.