-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجمة الدراما لقاء الخميسي لمجلة الشروق العربي

لست فنانة معقدة أعيش في تفاصيل تعطلني عن العمل..

طارق معوش
  • 2246
  • 0
لست فنانة معقدة أعيش في تفاصيل تعطلني عن العمل..
تصوير: سعد الدين محمود

استطاعت أن تحلق بعيدا عن التصنيفات المحدودة، لأغلب نجمات جيلها. فلم ينجح أحد في حبسها في إطار واحد وثابت من الأدوار، وإنما نجحت وتفوقت في تقديم جميع الأدوار، سواء الرومنسية أم الكوميدية أم الاجتماعية، التي تميل إلى التراجيديا.. فهي تختار أعمالها بدقة شديدة. ولهذا، تحظى بجماهيرية واسعة، حتى عندما يعاد عرضها، مثل “الحب موتا”، و”قضية رأي عام”، و”راجل وست ستات”، و”ناصر”، و”عسكر في المعسكر”، و”أربع زوجات”، مع مصطفى شعبان.

إنها النجمة لقاء الخميسي.. تاريخها الفني يمتد إلى أكثر من عشرين عامًا. وإذا كانت النجومية تعني التميز، فهي مختلفة ومتجددة، ولها بريق يزداد توهجه كلما ظهرت على الشاشة. بارعة في اختياراتها، وصادقة في أدائها، ومميزة بطلّتها. النجمة لقاء الخميسي، التي تفتح لنا قلبها، وتخصنا بحوار صحفي عن حياتها الفنية والشخصية، ومشاريعها المقبلة..

الشروق: بداية، نرحب بك في مجلة «الشروق العربي »، وفي أول حوار يجمعنا معا…وحبذا لو نبدأ على المستوى الفني.. جمهورك دائمًا يشتاق إليك، لِمَ كل هذا الغياب بين العمل والآخر؟

لقاء: بالنسبة إلى السينما، فهي “وحشتني”، وأشتاق إليها كثيرًا، لكنني أعلم أن السينما تاريخ وشيء عظيم جدا. فلا أريد المخاطرة بعمل غير ناجح بها. وبصراحة، منذ فيلم “عسكر في المعسكر”، وأنا تعرض علي نوعية أدوار لا تعجبني. فأضطر إلى أن أرفضها، لكنني منتظرة العمل الجيد، الذي يعيدني إلى شاشة السينما.

أما بالنسبة إلى الدراما، فآخر أعمالي مسلسل (ضد الكسر) في رمضان الماضي، وتلقيت ردود أفعال إيجابية على دور “نادين”. وعندها، تأكدت من أن التأني الذي أفعله يكون في صالحي، ويجعل الجمهور يشاهدني بشكل مختلف في كل عمل. وفي النهاية، لست أنا من يكون السبب في غيابي في أغلب الأوقات. هناك عناصر أخرى تتسبب في ذلك، منها السيناريوهات غير المناسبة لي، ومنها اختلافات في الأجر، إلى جانب الحالة الإنتاجية الصعبة، التي عشناها السنوات القليلة الماضية، لكنني سأحرص على التواجد كلما أتيحت لي الفرصة.

الشروق: على مدى سنوات طويلة، كنت بطلة مسلسلات «الست كوم»، فهل انتهت موضة هذه الأعمال إلى الأبد؟

– مسلسلات «الست كوم» كانت حالة في فترة زمنية معينة، وشكلا من أشكال البرامج الدرامية، وحدث لها تطور كبير في السنوات الأخيرة، وأصبح لها أشكال كثيرة ومختلفة، وقوالب متنوعة.. وهذا النوع من الأعمال يفضله الجمهور بشكل كبير، ويهرب إليه من كثافة المسلسلات التقليدية، نظرًا إلى بساطة أحداثه وسرعة إيقاعها.

الشروق: هل توافقين على تقديم هذه النوعية من الأعمال من جديد؟

– عندما أجد عملا مناسبا، لن أتردد.. وسأوافق على الفور. فأنا مع أي عمل جيد، ولست فنانة معقدة أعيش في تفاصيل تعطلني عن العمل، بل أبدأ على الفور الدور الذي يستهويني، وأشعر بأنه سينال إعجاب الجمهور.

أعمالي كلها نظيفة وناصعة البياض ولا يوجد ما أخجل به في يوم من الأيام

الشروق: بصراحة، هل قدمت أعمالا تندمين عليها الآن؟

– لا، ولكنني لا أنكر أن هناك أعمالا قدمتها، وخرجت في صورة أقل من التي كنت أتوقعها، ولم ترضني، ولكنني لم أندم عليها، لأنني تعلمت منها.. والأهم عندي، أن أعمالي كلها نظيفة وناصعة البياض، ولا يتضمن أي عمل منها شيئا يمكن أن أخجل منه، فلم أقدم في يوم من الأيام مشاهد مبتذلة، أو مشهدا واحدا يخدش الحياء. فمنذ بدايتي، وأنا حريصة تماما على ذلك. وأعتقد أن هذا ساهم بشكل كبير في حب واحترام الجمهور، الذي أحظى به، الذي ألمسه عندما ألتقي مع الناس في الشارع، أو في الرسائل والتعليقات التي تصلني علي صفحتي بالفيس بوك. الشروق: وهل هناك أعمال اعتذرت عنها وندمت عليها بعد ذلك؟

– إطلاقا، لأنني عندما أعتذر عن أي عمل، أكون مقتنعة تماما بالأسباب التي جعلتني أعتذر عنه.

الشروق: ما صحة اتجاهك إلى الغناء وتكوين فرقة موسيقية؟

– أحب الغناء قبل احترافي التمثيل. وكان لي الكثير من التجارب التي لم تر النور، والتوقيت مناسب لاتخاذ تلك الخطوة. وكانت التجربة من خلال فيلم «الفارس والأميرة»، الذي يعد أول فيلم رسوم متحركة، كل العاملين فيه مصريون، دون تدخل من أي فنان أجنبي. والأمر الوحيد الذي تم تنفيذه خارج مصر، هو تسجيل الموسيقى التصويرية، في لندن. وبدأت فكرة الفيلم عام 1997، وواجه صعوبات كثيرة، حتى تم الإعلان عن طرحه هذا العام. وكان صاحب فكرة الفيلم المخرج محمد حسيب، الذي اقترح فكرته على الكاتب بشير الديك. وبعد وفاة حسيب، كتب بشير الديك الفيلم، وقام بإخراجه، وشقيقي الكاتب خالد الخميسي هو من رشحني لهذا العمل. أعشق الموسيقى والغناء، منذ طفولتي. وذلك بسبب نشأتي في عائلة ذات جذور موسيقية، فوالدي كان موسيقيا كبيرًا. وأعتبر أن الموسيقى والغناء هما الطريقة المثلى للتعافي من ضغوط الحياة، وأنهما بمثابة طريق إلى البهجة والراحة النفسية. ولطالما حلمت بأن أصبح مطربة وعازفة على آلة «التشيلو» منذ الطفولة.

الشروق: رغم نجوميتك على الشاشة، إلا أنك تميلين إلى البطولة الجماعية. هل هذا هروب من تحمل مسؤولية العمل بمفردك؟

– ليس هروبا. وأدواري التي أقدمها تعتبر بطولة. وأعتقد أن البطولة الجماعية لها تأثير قوي في نجاح أي عمل فني. وهذا هو العرف السائد في زمن العمالقة الكبار. فأنا لا أحب أدوار بطولة التفصيل، والأعمال الدرامية الأكثر نجاحا، هي التي ضمت نخبة كبيرة من عمالقة الفن، وحققت نجاحات امتدت حتى وقتنا هذا. وهو ما ظهر في «أبواب الشك»، الذي أعتقد أنه حقق النجاح، لجمعه بين شخصيات مختلفة، ما بين الشر والخير، وتنفرد كل شخصية بصفات خاصة، ما يجعله مميزًا للغاية.

لا أواجه مشكلة في أنني أكبر.. رغم أنني كنت أخشى أن أتخطى سن الأربعين

الشروق: في رأيك، هل تشترط النجومية عمرًا معينًا؟

– لا أعلم مقياس النجومية في مصر، أو الدول العربية، كيف يكون، لكن في الدول غير العربية، هناك ممثل ودور وبطل. ولا أرى بأن النجومية العالمية تشترط سنا معينة. فكل شخص، حتى لو كان سيقول جملة واحدة في العمل، فهو نجم في هذا المكان. وإذا كنا سنتحدث عن البطولة، فأنا أرفض مصطلح البطولة المطلقة، فبالنسبة إلي، هذا المصطلح يعني المونودراما، أي إنه عمل فردي، يقوم فيه شخص واحد فقط بالتمثيل، من بدايته إلى نهايته.

الشروق: كيف تواجهين تقدم العمر؟

– العمر بالنسبة إلي خبرة، ولا أواجه مشكلة في أنني أكبر، لكن هناك بعض الأوقات التي أمر بها بضعف، فأفكر فيها بأن هناك أشياء كان لا بد من أن تحدث من قبل، لكن الإنسان غير مسؤول عن اختيارات الآخرين، ومن المؤكد أن هناك شيئاً إلهيا تسبب في هذا التأخير. والقدر عمومًا لا يجلب لنا إلا الخير، وسأخبركم سرا.. أنا في فترة ما في حياتي، كنت أخشى أن أتخطى سن الأربعين، لكن بعدما تخطيتها، أصبحت أشعر بأنها سن الحكمة والثبات العاطفي والانفعالي.

الشروق: كيف تسير حياتك اليومية بعيداً عن أيام التصوير؟

– في بيتي، فأنا امرأة بيتوتية إلى حد كبير، مع زوجي وأولادي، أحاول تعويضهم فترات غيابي في التصوير.

المشاهير يعانون انتهاك حريتهم.. وهذا ما أنصح به جمهوري لسنة 2022

الشروق: هل تحرصين علي رأي زوجك، لاعب كرة القدم، “محمد عبد المنصف”، في السيناريوهات المقدمة إليك؟

– من الممكن أن أحكي له في عجالة القصة والدور، ونتناقش إن كان هناك وقت لديه، وإن كان هناك ما يستدعي ذلك. وغير ذلك، فالقرار الأول والأخير يتركه لي في عملي. ففي النهاية، نحن نعيش حياتنا على أساس احترام خصوصية بعضنا البعض.

الشروق: بعض المشاهير يعانون انتهاك الخصوصية، ففي حالتك أنت فنانة ومتزوجة من لاعب كرة قدم، هل تواجهين معاناة مع الخصوصية؟

– الحقيقة، ليس بعض المشاهير، لكن كل المشاهير في مصر يعانون انتهاك حريتهم. هناك جزء من حياتنا أصبح يخص السوشيال ميديا، لأنها أصبحت لغة التواصل الأولى بالنسبة إلى المشاهير. لكن الجمهور، طوال الوقت، بات يحاول أن يتدخل زيادة على اللزوم في حياة المشاهير، ويشاركهم رأيه في اختياراتهم الشخصية، وليس الفنية فقط. وهذه معاناة كبيرة، لدي أمل في أن تتغير في الشعوب العربية.

الشروق: ما خطواتك الفنية القادمة؟

– أقوم حاليا بتصوير مسلسل “إجازة مفتوحة”، ويشاركني بطولته كل من شريف منير وسميحة أيوب ومراد مكرم ودنيا ماهر وهشام إسماعيل وملك قورة. وهو من تأليف أحمد محمود أبو زيد، وإخراج محمد عبد الرحمن حماقي، ومن المقرر عرضه خلال أسابيع. وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.

الشروق: أخيرًا، ونحن مع مطلع سنة 2022. أخبرينا بنصيحة تنوين العمل بها، ولن تبخلي بها على جمهورك؟

– أنصح كل شخص بالاستمتاع بكل لحظة يعيشها، ودائمًا ما ينظر إلى نصف الكوب الممتلئ، ولا يجعل نفسه يشعر بالإحباط والطاقة السلبية.. كل عام وأنتم بألف خير.. ويا رب، يعم الخير والأمان على كل الشعوب، ويبعد علينا الوباء، ونرجع أحسن من ذي قبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!