لجنة الفتوى تفصل في أزيد من 50 مسألة خلافية

تشهد لجنة الفتوى على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، نشاطا كثيفا خلال الشهر الفضيل، بإجابتها على مختلف القضايا والمسائل التي أثارت جدلا بين المواطنين، واختارت اللّجنة الصفحة الرسمية لوزارة الشؤون الدينية على الفايسبوك التي تضم أكثر من ربع مليون متابع وتطبيق فتاوى علماء الجزائر، لاستقبال مختلف الأسئلة والإجابة عليها، ما ساهم في انتشارها بين الجزائريين، حيث يتداول أعضاء اللّجنة على غرار الشيخين موسى اسماعيل ومحمد العربي شايشي، على الإجابة على مختلف الفتاوى التي تجاوزت 50 فتوى لمختلف القضايا الخلافية.

ومن آخر الفتاوى التي أصدرتها اللّجنة ما تعلق بحكم إخراج زكاة الفطر نقدا الذي طالما صنع الخلاف بين المواطنين ورواد المساجد، حيث قالت اللجنة في ردها “في المسألة أقوال للعلماء، منهم من منع إخراج زكاة الفطر نقدا وأوجبها طعاما، ومنهم من أجاز إخراجها نقدا”، وأوضحت أن الذي تؤيده ظواهر النصوص الشرعية ومقاصد الشريعة الإسلامية هو جواز إخراج الزكاة نقدا.

وقبلها أجابت اللجنة على حكم الإفطار في رمضان سهوا وهل يستوجب القضاء، حيث أوضحت أن من أكل أو شرب ناسيا أو ساهيا في نهار رمضان يجب عليه قضاء ذلك اليوم، وأشارت إلى أن الأصل في ذلك ما قاله مالك في الموطأ “من أكل أو شرب في رمضان ساهيا أو ناسيا عليه قضاء يوم مكانه” وحول استخدام الناس لحديث النبي صلى الله عليه وسلم ، “من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليُتِمَّ صومَه فإنما أطعمه الله وسقاه” أوضحت، أن هذا الحديث لم ينص على القضاء ولا على عدم القضاء، كما أنه لم ينص على الصحة ولا عدم الصحة.

وردت اللجنة عن تساؤل حول حكم القي والغثيان والجشاء في نهار رمضان، وكان ردها مفصلا موضحة أنه بالنسبة للقيء فقـد أجمع المسلمون على التفريق بين الغلبة والعمد، حيث من تقيأ عمداً فسد صومه ووجب عليه القضاء ومن غلبه القيء ولم يرجع منه شيء إلى حلقه بعد وصوله إلى فمه، فلا يفسد صومه ولا قضاء عليه.

أما عن حكم قلع الضرس ومداواة الأسنان في رمضان، أكدت اللجنة “إن خشي هلاكا بتأخير قلع الضرس أو مداواة حفر الأسنان إلى الليل وجب عليه فعل ذلك، لوجوب حفظ النفس، فإن لم يبتلع شيئا من الدواء أو الدم الذي سال منه أو ما انكسر من الأسنان صح صومه، وإن ابتلع وجب عليه القضاء، وإن لم تدع الحاجة إلى قلعه أو مداواته ولم يخش شيئا من تأخيره كره له ذلك، فإن فعل لم يبطل صومه إلا إذا ابتلع شيئا، فإن كان غلبة وجب عليه القضاء فقط، وإن تعمد لزمه القضاء والكفارة” .

وبخصوص فرضية إبطال قطرات العين للصيام، ردت اللجنة كالتالي “الأصل أن كل ما وصل إلى الحلق من طريق الفم أو المنافذ الأخرى كالعين والأذن والأنف يبطل الصوم، سواء وصل عمدا أو غلبة، فمن وضع قطرات الدواء في عينه ووصلت إلى حلقه فسد صومه ولزمه القضاء”.

وفيما يتعلق بحكم استخدام بخاخة الربو خلال نهار رمضان، أجابت اللجنة “إذا استعمل الصائم المصاب بمرض الربو البخاخة خلال النهار فإن صومه صحيح ولا يفسد بذلك”. وأوضحت أن “الأصل في ذلك الاستحسان، لأنه مضطر إليها ولا يستغني عنها، ولو منعناه من استعمالها لكان في حرج شديد، وربما هلك”.

وعن الجدل الكبير حول تحديد الإمساك عن الأكل في رمضان بـ10 دقائق قبل الفجر، أفتت اللجنة بجواز الأمر وأنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة مستدلة بالعديد من الأحاديث الصحيحة في ذلك.

وأجابت اللجنة أيضا خلال رمضان على الكثير من المسائل المتعلقة بأحكام الصوم والمعاملات وقبلها على عديد القضايا المتعلقة بفيروس كورونا والإجراءات الوقائية في المساجد وغيرها.