جواهر
يتحايلون على الخلق والخالق

لا تكلمني في نهار رمضان.. أشهر عبارات الخلان!

نادية شريف
  • 2144
  • 8
ح.م

قريبا في رمضان يبدأ التحايل على شريعة الرحمان بالنسبة للخلان الذين يبيحون لأنفسهم فعل كل شيء في سائر الأيام وحين يأتي شهر التوبة والغفران يعلنون قطيعة مؤقتة مع المعاصي، لا تمتد حتى شهرا وإنما من طلوع الفجر إلى غروب الشمس كي يمارسوا مجونهم في الهاتف بعدها بكل أريحية إلى غاية السحور..

ومن الجريئات حتى من تخرج بحجة صلاة التراويح لتركب سيارة حبيبها أو عشيقها وتنطلق نحو الزهو والمرح، وعزاؤها أنها محافظة على صحة صومها وقامعة لشهواتها وفقا للوقت المحدد شرعا، وهذه أسخف طرق التحايل التي لا يرضاها إنس ولا “جان” كما تقول وسيلة التي استنكرت تصرفات بعض الشباب الغارق في العبث لتضيف: “عجبي من فتاة تفعل كل أنواع المحرمات ولما يأتي رمضان تطلب من حبيبها أن يؤجل مغازلتها وإسماعها الكلام الهابط والرخيس وكأن المعصية تندرج ضمن الممنوعات في الصوم وليس كل يوم”!

من جهته يقول وليد أنه خاض عديد المغامرات العاطفية والعلاقات غير الشرعية، وكان يصطدم في كل رمضان بعبارة: “ما تعيطليش باش ما يفسدليش الصوم” ليؤكد على أنه لا يقوى على خداع الله وأنه حين ينوي الرجوع إليه سوف يقلع بتاتا عن الذنب ولا يتركه فقط في نهار رمضان، وبالنسبة للفتيات اللواتي يفعلن ذلك فهو يصفهن بالمنافقات والعابثات، وغير الصالحات لا للزواج ولا لتكوين أسرة ولا هن أصلا أهلا للثقة، ما دمن يكذبن على أهاليهن ويحيين ليالي الشهر الفضيل في “الترنديف” ولسان حالهن أنهن على موعد مع صلاة القيام.

عن رأي الفتيات اللواتي يقمن بمثل هذه التصرفات تقول سمية: “لا أرى في ذلك تحايلا، بل بالعكس أنا أحترم رمضان وأحاول أن لا يفسد صومي لذلك أطلب من حبيبي أن يتصل بي فقط بعد الإفطار وأن ينتقي عباراته ويتحكم في نفسه حتى لا يغضب علينا الله”، وتقول سارة: “همّ البعض تتبع العورات، لذلك فأنا أنصح كل شخص بالالتفات إلى نفسه وعدم التدخل فيما لا يعنيه لأن ما أفعله بيني وبين ربي وهو من يحاسبني وليس أحدا سواه”.

ولأنهن لا يعين جيدا خطورة تصرفاتهن فإنّ الكارثة تحل في الغالب على رؤوس أمهاتهن اللواتي يتكتمن على مغامراتهن، خاصة تلك التي اقتضت “سفرية” بالسيارة من بداية التراويح لنهايتها أو ربما تنتهي ولا تعود “المخدوعة” بوعود كاذبة، تقول السيدة جميلة: “ابنتي سبب علتي وسيرتها باتت تقريبا على كل لسان لأنها في كل رمضان تخرج ليلا مع حبيبها وأنا أتستر عليها خوفا من أن يقترف والدها جريمة بحقها”، وتقول خيرة: “ابنة خالتي تفعل العجب العجاب في سائر الأيام وحين يأتي رمضان تقضي نهاره في النوم دون أن تساعد والدتها في أي شغل من الأشغال المنزلية، أما ليله فتقضيه في أحاديث الهاتف حتى بزوغ الفجر، ولا داعي لأن أفصل لكم في الشرح لأن كل شيء بالنسبة لها مباح”.

الظاهرة باتت محل سخرية والعجيب أنها في تنام واستمرارية، والجدير بالحرص عليه هو الإقلاع عن الذنب بنية عدم الرجوع إليه، وليس الحرص على عدم فساد الصوم وفعل المنكرات باقي اليوم لأن تفسير ذلك شيء واحد ألا وهو التحايل على الخلق والخالق.

مقالات ذات صلة