جواهر
أخصائيون ينصحون:

لا ترهقي نفسك.. بكثرة الإنجاب لن تحافظي على زوجك!

نادية شريف
  • 5015
  • 7
ح.م

تعتمد الكثير من السيدات، وخاصة العربيات أسلوب الإكثار من الإنجاب لربط أزواجهن إلى جانبهن والاحتفاظ بهم معهن، وهي الحيلة التي يعتقدن بأنها تمنحهن الراحة والاستقرار وتجعلهن ملكات على عرش قلوبهم للأبد، لكن الواقع بمرارته أثبت العكس وأماط اللثام عن عديد القصص المأساوية، لنساء خذلن أيما خذلان بعدما أنجبن “دزينة” أولاد ولم يلقين في الأخير غير النكران.
وانطلاقا من فكرة أن الزوجة تملك زوجها بكثرة الإنجاب له، عكفت أسماء طيلة مدة زواجها على ملء البيت بالأولاد، حتى أنها ـ حسب قولها ـ لا تتذكر من حياتها الزوجية غير الحمل والولادة والسهر والإرضاع وتغيير الحفاظات، وعن السبب الذي دفعها لاعتماد هذا المنطق تضيف: “منذ اليوم الأول لزواجي به اكتشفت بأنه زائغ البصر، وقد تغاضيت كثيرا وتجرعت الألم وقلت بأنه سوف يتغير لكن حالته ازدادت سوء، وهو ما جعلني أنجب 6 أولاد كي أربطه بهم وأفرض عليه بطريقة غير مباشرة مسؤوليتهم ومع الأسف لم يجدي ذلك نفعا.. هو بقي في سيرته الأولى وأنا وهم أصابنا الضياع ولولا أمه التي تجود علينا ببعض اللقيمات لكنا هلكنا!”.
مليكة هي الأخرى أنجبت 10 أولاد استماعا لنصيحة أمها التي كانت دائما تقول لها بأن ما يجعلها تملك قلب زوجها هم الأطفال، وعن تجربتها تحدثنا: “كانت غلطة عمري أني لم أتوقف عن الإنجاب منذ زواجي.. تخيلي أقمت حفل زفاف ابنتي الكبرى وأنا حامل ولا أخفي عليك سرا أني كنت محل همز ولمز من الجميع ولكن لم أكترث لهم لأني اعتقدت باني أحافظ على مملكتي من الضياع.. هذا الوهم الذي عشته استفقت منه بعد وفاة زوجي فقط.. نعم لقد توفي واكتشفت بأنه كان متزوجا من أخرى وله منها ولدين ولكم ان تتخيلوا حالتي بعدها!”.
من جهتها تقول سامية أنها أنجبت 7 أولاد للحفاظ على زوجها، وكانت تجيب من يسألها بأنها تطبق شرع الله الذي نهى عن تحديد النسل، وعن نتيجة ذلك تقول: “لم ألق غير الإهمال لي ولهم.. ليتني أنجبت ولدين أو ثلاثة على الأكثر كي يتسنى لي الاستمتاع بحياتي لكن قدر الله وما شاء فعل”.
عن رأي المختصين في الموضوع يقول الطبيب النفسي حاتم صبري أنّ “عاملاً نفسياً وراء هذا الأمر، خصوصاً في المجتمعات الشرقية، برغم الحقوق التي حصلت عليها المرأة، وما زالت في الوقت الحالي، والتي يفرض عليها أنْ تكون أكثر اعتمادية على نفسها، إلا أنّ جزءً متوارثاً بداخلها يجعلها تعتمد وتتقيّد بزوجها”.
ويتحدّد مدى علاقتها بزوجها، بعدد الأطفال الذي يجمع بينهما؛ لهذا وبعد كل مشكلة تحدث بينهما، ينتابها حالة من القلق والتوهّم من احتمالية بحث زوجها عن أخرى، ما يدعوها لتتّجه نحو الحلّ الأسهل وهو الإنجاب، كما رأى.
وأضاف صبري بأنّ “أسباباً عديدة تقف وراء هذا التصرف، أولها، أنها باللاوعي، تريد أنْ تثبت لنفسها ولزوجها، أنها ما زالت السيدة الولود القادرة على الإخصاب، والأنثى القادرة على إشباع احتياجات خاصة عندها وعند زوجها”.
وبحسب صبري، فإنّ “مسألة اعتمادها على زوجها، وخوفها الدائم من احتمالية دخوله في علاقة جديدة مع امرأة أخرى، يؤدي إلى استمرارها بطريقة غير مباشرة في الإنجاب، من باب الاستحواذ عليه، لا سيما إذا وضعته أمام تحدٍ جديد، أي مولود جديد، فإنها تستنزف جزءاً كبيراً من طاقته النفسية والمادية تصبّ في صالحها وصالح أولادها”.
ورأى صبري أنّ “مسألة الإنجاب يشكل لها مصدر استقرار وأمان في علاقتها مع زوجها، نظراً لضعف تقييمها للأمور، تحديداً عندما تظن أنها بتلك الطريقة تكسب زوجها، إنما في الواقع، تطلق شرارة الصراعات بينهما”.
فعندما يجد الزوج أنّ مسؤولياته باتت تتزايد وتتراكم، في ما زوجته تولي أولادها كل الاهتمام والوقوف على متطلباتهم، هي في الواقع خلقت أجواءً لا تدع مجالاً للراحة، أو السعادة، وبالتالي، فإنّ احتمالية بنائه لعلاقات قصيرة المدى على الأقل، من باب النزوات، وعلى سبيل الهروب أمرٌ وارد جداً.

مقالات ذات صلة