الجزائر
هجمة إلكترونية متواصلة ضدّ المربين، فدرالية الموالين لـ"الشروق":

كُنا ننتظر الثناء فتفاجأنا بحملة مسْعورة ضدّنا

نادية سليماني
  • 31396
  • 1
أرشيف

رغم مرور أكثر من أسبوع على عيد الأضحى المبارك، لاتزال فئة من المواطنين تشن حربا إلكترونية “هوجاء” على الموّالين والمُربين، مُحمّلين إيّاهم مسؤولية غلاء أسعار الأضاحي، وحرمان كثير من العائلات من تأدية سنة النحر، والأمر تستنكره الفدرالية الوطنية للموالين، والتي كانت تنتظر الثناء على مجهوداتها التي أفسدها “سماسرة” الكباش.
لم يهضم كثير من المواطنين فكرة تخلفهم عن تأدية سنة النحر بسبب غلاء أسعار الأضاحي، وها هي تواصل حملتها الهجومية على الموالين والمربين، فرغم مرور أيام على عيد الأضحى المبارك، ينشر رواد التواصل الاجتماعي تعليقات سلبية يومية ضد الموالين، في حملة تحريضية ضدهم، إلى درجة أن البعض وفي موقف طريف، توعدهم بالانتقام منهم في الدخول المدرسي، عن طريق رفع أسعار الأدوات المدرسية، رغم أن غلاء أسعار المواشي هي ظاهرة عالمية، حيث تم تسجيل عزوف عالمي عن الشراء خلال العيد عبر كثير من الدول العربية، حسب ما أكدته منظمة التجارة العالمية في آخر تقرير لها.
بينما تعالت أصوات خبراء في الفلاحة، داعين إلى دراسة معمقة لظاهرة غلاء المواشي، مع السعي لإيجاد حلول جذرية لها واستباقية، قبل موعد عيد الأضحى 2025.
وفي هذا الصدد، تأسف رئيس الفدرالية الوطنية لمربي الماشية، جيلالي عزاوي، لما اعتبره “حملة تحريض وإساءة ضد الموالين، ومحاولة الوقيعة بينهم وبين الدولة، بسبب غلاء أسعار الأضاحي”.
وقال عزاوي في تصريح لـ”الشروق”، إنهم كانوا ينتظرون شكرا وثناء نظير مجهوداتهم وتأدية واجبهم في تربية الماشية ومحاولة خلق وفرة قبيل عيد الأضحى، “رغم الظروف المناخية الصعبة جدا، وعلى رأسها الجفاف وقلة المراعي”.
ليتفاجأوا، حسب تعبيره، بحملة تحريض كبيرة ضدهم لا تزال مستمرة “وكأننا نحن من رفعنا أسعار الماشية”.
ويؤكد محدثنا، أن مهمة الموال تتوقف عند تربية رؤوس الماشية وتحضيرها للبيع، بينما يتحمل الوسطاء والسمسارة المسؤولية الكبرى في مضاعفة أسعارها، بعد شرائها بأسعار مناسبة من الموالين.
وتساءل مُستغربا “منذ متى كان الموال يضع نظارة ريبان ويلبس جينز ممزق..! هؤلاء من كانوا يتحكّمون في الأسعار عشية العيد”.
وأكد رئيس فدرالية مربي الماشية، على أن مهنة الموال “صعبة جدا” ومع ذلك يصر الموالون على البقاء وسط قطعانهم، مُحافظين على مهنة أجدادهم، قائلا “من يطلقون الإشاعات المُسيئة ضدّ الموالين، لن يتمكّنوا من تحطيم 15 مليون نسمة تشتغل في مهنة تربية المواشي ومتمركزة فوق 40 مليون هكتار”.

توقع تداعيات مستقبلية سلبية جراء نحر النعاج
ومن جهته، تأسف نائب رئيس فدرالية الموالين، إبراهيم عمراني لظاهرة التضحية بالخروفة والنعجة خلال عيد الأضحى المبارك، إلى درجة انتشار صور لرمي حملان كانت في بطون النعاج الحوامل التي تم التضحية بهن..!
وقال عمراني لـ”الشروق”، إنهم يستنكرون ظاهرة ذبح أنثى الماشية في عيد الأضحى أو خلال مناسبات الأفراح والأعراس، ولكن يبقى هذا الأمر استثنائيا، لأن الطامة الكبرى حسب تعبيره هي في وجود جزارين يذبحون ويوميا أنثى الماشية، وقال “يدخل الجزار إلى السوق فيجد سعر الخروف بـ5 ملايين فيتوجه مباشرى لشراء خروفة بـ2 مليون ليذبحها ويعلقها في محله”.
وقال إن الظاهرة تهدد بندرة في الثروة الحيوانية، المهددة أصلا بسبب الجفاف خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
وحول موضوع تحميل الموال مسؤولية غلاء أسعار الماشية، قال عمراني “نحن نعذر المواطنين الغاضبين، ولكن نرجو أن تنطلق اتهاماتهم وفق معطيات دقيقة وحقيقية.. كما أن العزوف عن الشراء ضحيّته المربون بالدرجة الأولى وليس المواطنون”.
إلى ذلك، تستمر عملية إحصاء الثروة الحيوانية، في إطار عملية الإحصاء العام للفلاحة، والتي رصدت لها الدولة كل وسائل نجاحها، حيث تدوم طيلة الثلاث أشهر المقبلة.

مقالات ذات صلة