جواهر

كيف تساعدين طفلك ليكون صاحب كاريزما أو شخصية مؤثرة؟!

جواهر الشروق
  • 9862
  • 17
ح.م

قال الدكتور ممدوح الجمل ـ مختص في علم النفس- : إن الكاريزما، تعنى سحر الشخصية، والقدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا، والارتباط بهم عاطفيا وثقافيا، ويمكن أن تُزرع في الإنسان كما تُزرع الأخلاق والعلوم الدراسية وقواعد المجتمع.

وقد أكدت الدراسات الحديثة التي أجريت بجامعة هارفارد أن تنمية سحر شخصية الإنسان يبدأ وهو جنين داخل رحم الأم، التي يتمثل فيها سحر الشخصية بالنسبة له؛ وذلك لأن هناك ارتباطا بينهما نتيجة لملامسه رحمها لجسده وهو جنين في صورة انقباضات منتظمة، تساعده على سريان الدم في أطرافه وجلده، فينمو نموا طبيعيا، ولعل ذلك هو ما يجعل الرضيع بعد الولادة يهدأ عندما تحمله أمه، وتنظر في عينيه وتلتصق به، وتتلاحم معه في علاقة وجدانية جسمانية، كل ذلك يجعله يرتبط بها ويسعد للمساتها الحانية.

وأضاف الجمل أن امتلاك سحر الشخصية أو “الكاريزما”، لدى الأشخاص يبدأ في مرحلة الإرضاع، عندما تبدأ الأم الهادئة ذات اللمسات الحانية تهدئ من بكائه، مما ينشأ بينهما تواصل جسماني غير لفظي فيجعل هذا الرضيع يتسم بالهدوء والحنان والابتسام، على عكس الأم القلقة غير المستقرة ذات الأيدي المرتعشة التي تؤثر سلبيا على رضيعها، وتحدث لديه قلق وعدم استقرار، ولذلك يمكن للأم أن تحكي له منذ بداية مرحلة التكوين في رحمها عن مشاعرها تجاه ما تتعرض له، والاستماع إلى الموسيقي وتحكي له القصص المختلفة. 

 كل ذلك يزيد من ارتباطه بها، فما تزرعه فيه يؤثر على توجهاته في الحياة، فيبدأ وهو جنين في استخدام لغة الجسد في التعبير عن انفعالاته، وتنمو علاقته بالأم، ومن ثم بالآخرين؛ مما يجعل منه طفلا موهوبا محبوبا ذا كاريزما. ولا يمكن تجاهل أن الطفل يقوم بالتعبيرات نفسها التي يقوم بها الشخص البالغ، مثل: إرخاء طرفي الحاجبين عندما يحزن، أو يريد البكاء، وكذلك تعبيرات الضحك. 

وبحسب صحيفة الأهرام يوجه الدكتور ممدوح نصيحته للأم قائلا: هناك بعض الوسائل التي يمكن بها أن نعلم الطفل لغة الجسد ومساعدته على التعبير عن مشاعره، لكنها تحتاج إلى توافر المشاعر الفياضة بالحب المتبادل بينها وبينه. 

وأولى تلك الخطوات هي أن يشعر بحب الأبوين له، والذي يمكنه من إظهار الحب لهما، ومن السهل جدا على الأم التعبير عن شعورها الرقيق تجاه طفلها، بالابتسامة، وكذلك تعبير بالرفض من خلال تحريك الرأس إلى اليمين واليسار.

كما ينبغي الاهتمام بتنمية لغة الحب والعطاء، والتعبير عن المشاعر بين أفراد الأسرة والآخرين، لأن الشخصيات الأكثر تأثيرا في المحيطين بهم، أو الذين لديهم كاريزما ويتميزون بحبهم للعطاء بدون مقابل، وحب الخير للآخرين، وبطيبة القلب، ولتحقيق ذلك يجب أن تضعي طفلك في المواقف التي تُنمى تلك الميزة الخاصة لديه، مثل: زيارة الأقارب والمرضى، وأن تتحدث معه عن أهمية هذه الزيارات التي تجعل منه شخصية حرة تلقائية معطاءة عاطفية ذات كاريزما.

مقالات ذات صلة