-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلات تجتمع على حكايات الزمن الجميل والأطفال يفضلون الألعاب الجماعية

“كورونا” يعيد القصص والألعاب القديمة لبيوت الجزائريين

آمال عيساوي
  • 1436
  • 0
“كورونا” يعيد القصص والألعاب القديمة لبيوت الجزائريين
أرشيف

ألعاب جديدة، أو بالأحرى قديمة تتعلق بجيل الثمانينيات وأوائل التسعينيات الذهبي، ولا تمت بأي صلة للجيل الجديد، الذي لم يُفكر ولم يعتقد يوما أنه سيعود بأدراجه للعب بألعاب الزمن الجميل، على غرار لعبة “الكرود” أو كما تعرف في مناطق أخرى “القريدة”، أو لعبة الأسماء التي تعلم الأطفال الذكاء وغيرها من الألعاب القديمة التي عادت للظهور من جديد بفضل “كورونا” وصنعت الحدث عبر الفايسبوك الذي ساهم في رجوعها مرة أخرى بشكل كبير..

حكايات الزمن الجميل، التي كان الأطفال يجتمعون حولها خاصة في فصل الشتاء وعند انقطاع التيار الكهربائي، وكانت الجدة أو الأم تقصها عليهم وهم يستمعون إليها بشغف وتوتر يجتمع فيه جزء من الشوق لمعرفة النهاية في بداية الرواية مع براءة الطفولة التي كانت تؤمن بأن قصة “بقرة اليتامى” التي تحوّلت إلى بقرة بعد أن تناولت من حشيش سرّ نظرها وزعزع عصافير بطنها، وكانت تمتلك ولدين ابن وبنت حقيقية وليست خيالية، وأنّ ابنها الذكر تحوّل فعلا إلى غزال بعد أن شرب من مائه، ولم يكن الأطفال في ذلك الوقت يؤمنون بأي شيء آخر غير الحكايا التي كانت ترويها لهم أمهاتهم وجداتهم وغير الألعاب التي كانوا يلعبون بها ويصنعونها بأيديهم، فيلتقطون حجارة من أجل لعبة “الكرود” أو القريدة، ويقتلعون حشيشا يملؤون به أكياس الحليب، ليلعبوا لعبة يطلق عليها اسم الكرة أو “الكادو”، كما يرسمون ببقايا ومخلفات البناء كالجبس والجير مربعات يطلقون عليها اسم “بارادي”، ويرسمون فوق الورق مربعات يملؤونهما بحرفي “X” أو “O”، أو لعبة بنت وولد والشطرنج والقاضي، وغيرها من الألعاب الترفيهية التي كانت تصنع من نسج الخيال، وليس لها أي علاقة بالأنترنت ولا بالأجهزة الذكية، وها هي اليوم تعود للظهور بقوة، ولكن هذه المرة تُلعب داخل أسوار المنازل، ففترة الحجر الصحي التي فرضها وباء كورونا المستجد، أعادت أطفال الزمن الجديد إلى ألعاب الزمن القديم، فصاروا يلعبون بها في المنازل، حتى أنّ فرض الحجر الصحي عليهم، تطلب من الآباء إجراء تغييرات جذرية على ديكور منازلهم، في سبيل توفير سبل الراحة لأولادهم، حتى لا يملون في البيوت ولا يبحثون عن الشارع طوال فترة الحجر الصحي، فجزء كبير منهم قام بإفراغ أثاث الصالون باعتباره الأكبر حجما في غالبية المنازل، وخصصوه كمساحة يلعب فيها الأطفال بأريحية بعد أن هربوا من الأجهزة الذكية التي تحوّلت إلى روتين بالنسبة لهم وجعلتهم يشعرون بالملل، فذهبوا يبحثون عن الألعاب القديمة التي لعب بها آباؤهم خلال طفولتهم، وقد ساهم “الفايسبوك” في نشر تلك الألعاب بشكل كبير، وجعل الأطفال ينجذبون إليها ويقومون بتجريبها، فهناك صفحات تنشر في كل يوم لعبة خاصة بالماضي وتعرضها على الأطفال، كما تعلمهم كيف يلعبون بها في المنازل، والأمر نفسه بالنسبة للحكايات والروايات القديمة، حيث تقوم بعض الصفحات الفايسبوكية، بنشر حكاية في اليوم حتى تشجع الأطفال على البقاء في منازلهم، وتمنعهم من استعمال الألعاب الالكترونية التي قد تؤثر عليهم سلبا وتجعلهم يشعرون بالإدمان عليها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!