-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أسعار بعض السلالات تصل 100 مليون

كورونا ترفع بورصة أسعار القطط والكلاب

وهيبة سليماني
  • 2101
  • 3
كورونا ترفع بورصة أسعار القطط والكلاب

انتشرت في المجتمع الجزائري، خلال جائحة كورنا، ظاهرة الإقبال على تربية الحيوانات الأليفة خاصة القطط والكلاب والطيور، وموازاة مع ذلك انتعشت أسواق بيع هذه السلالات، ووجد هواة تربيتها وبيعها في التجارة الالكترونية أنجح أساليب التعامل مع زبائنهم عبر جميع أنحاء الوطن، بتوفير هذه الحيوانات تحت الطلب.

موضة تربية الكلاب المفترسة تجتاح النساء

وبرواج تجارة القطط والكلاب والطيور والزواحف، واستقطابها لجزائريين يبحثون عنها لكسر الملل وتخفيف القلق والتوتر النفسي، في ظل وباء كورونا وآثاره، التهبت أسعار هذه الحيوانات، وارتفعت معها تكاليف غذائها واللوازم الخاصة بتربيتها.

القطط والكلاب تنافس الطيور في بيوت الجزائريين
وأخذت تجارة الطيور والعصافير في الانتشار وسط الجزائريين، ولم تتوقف خلال الحجر الصحي، رغم غلق أسواق بيعها، لما لها من مكانة في قلوب الكثيرين الذين يستمتعون بزقزقتها، حتى إنّهم وجدوا فيها كسرا لحالة الملل والاكتئاب الذي فرضه فيروس كورونا المستجد، بسبب القيود المصاحبة له.

بن حليمة: الحيوانات الأليفة تخفف من القلق والتوتر

وتجاوزت أسعار أنواع طيور الزينة 3 ملايين سنتيم، مثل طيور “البيريش”، بينما تعدت أنواعا أخرى سعر 30 مليونا، مثل بعض الببغاوات، وعلى العموم تتراوح أسعار طيور الكناري بين 3500دج و12000دج، وطيور الحب بين 3000دج و10 آلاف دج، وطيور “الفيسر” تتجاوز 10 آلاف دج، بينما هناك طيور مثل “يويو سينغال” يتجاوز سعره 6 آلاف دج، وأنثى “المقنين” بأكثر من 7 آلاف دج.
ووصل سعر بعض سلالات القطط، باعتبارها الأكثر طلبا من الجنسين، نساء ورجال، ومن فئات عمرية مختلفة، إلى أكثر من 15 مليون سنتيم، حيث أكد لنا الشاب عبد اللطيف، الذي يملك محلا في الدار البيضاء بالعاصمة، أن أنواعا كثيرة من سلالات القطط موجودة في الجزائر، وهي مستوردة من دول أوربية وأمريكية قبل الجائحة، ويقوم هواة بتربيتها وبيعها.
وكشف لنا الكثير من تجار لوازم الحيوانات الأليفة، أن توفير القطط للزبائن يتم تحت الطلب، وأن ندرة بعض الأنواع يجعلها باهظة الثمن، مثل قطط”سفينكس” التي يصل بعض أنواعها إلى 150 ألف دج، وقطط شيرازي أنثى أصيلة بـ35 ألف دج، وقطط “هيملايا” بـ15 ألف دج، و”باريسان” بـ120 ألف دج، و”بنقال” بـ150 ألف دج، و”سياموا ” يتراوح سعرها ما بين 3 آلاف دج و12 ألف دج.
ويأتي الاهتمام أيضا خلال جائحة كورونا، بتربية الكلاب كحيوانات أليفة يستأنس بها الأطفال والشباب خاصة، ويتعلقون بها في أوقات فراغهم، حيث لا يكاد يخلو اليوم شارع أو حي من كلاب تختلف في سلالتها وأحجامها.
ويصحب بعض الجزائريين اليوم، الكلاب إلى الأسواق والمحلات وخلال التنزه، وفي السيارة، ولم يقتصر الأمر على الرجال، بل باتت الفتيات والنساء تتجولن في الشارع رفقة كلاب لسلالات أشبه أحيانا بالذئاب.
وكشف لنا أحد هواة تربية سلالات كلاب من العلمة ولاية سطيف، يدعى عزيز، عن مدى شغف الكثير من الجزائريين بتربية هذه الحيوانات، خلال جائحة كورونا، إلى درجة أنهم يقبلون، حسبه، على شرائها رغم أسعارها الخيالية في بعض الأحيان.
وقال في اتصال مع “الشروق”، إن الاهتمام بتربية الحيوانات الأليفة عرف انتشارا في المجتمع الجزائري بشكل مذهل، مقارنة بسنوات مضت، وإن كورونا رغم أنها أتت بأزمة مالية وحالة الفقر وسط شريحة واسعة من الجزائريين، إلا أنها جعلت، حسبه، الكثير من أفراد المجتمع يبحثون عن ألفة الحيوانات، كالكلاب التي باتت مطلوبة لدى الجنسين.
ويقوم عزيز بعرض كلب من سلالة روسية على صفحة “الفايسبوك” الخاصة بتربية القطط والكلاب، حيث حدد سعر بيعه بـ7 ملايين ونصف مليون سنتيم، وهو من جنس أنثى على وشك ولادة جراء.
وفي ذات السياق، قال هاو آخر يدعى محمد اتصلت به “الشروق”، إنه لجأ إلى “الفايسبوك” لبيع كلب من سلالة “بوانتار” كان قد جاء به أحد المغتربين من فرنسا، واشتراه من عنده وقام بتربيته، حيث يعرض بيعه بـ5 ملايين سنتيم.

كلاب بـ100 مليون سنتيم!
وعن أنواع الكلاب التي باتت مطلوبة من طرف الجزائريين في الآونة الأخيرة، أكد عزيز من سطيف، أنّ سلالة هاسكي سبيري وهاسكي ألسكا، والبارجي، والمالينو البلجيكية والأمريكية، والمكسيكية، دخلت البيوت من أبوابها الواسعة، وهي تشهد انتشار عبر أسواق بيعها وتستهوي الرجال والنساء معا.
وفي ما يخص الأسعار، أوضح عزيز، أن جراء كلب الهاسكي، تباع بين 6 ملايين إلى 15 مليون سنتيم، وأن الكبيرة منها التي يتم تربيتها وتسمينها يصل سعرها إلى 50 مليون سنتيم أو يتجاوز ذلك في بعض الأحيان.
وقال المتحدث إن لديه صديق في ولاية باتنة، يبيع جراء أي صغار هاسكي، بأسعار تتراوح بين 8 ملايين و10 ملايين سنتيم، وهي في الغالب لا يتعدى عمرها شهر أو شهرين فقط.
وحسب عزيز، فإن سلالة هاسكي قبل 2010، لم تكن معروفة حيث اشترى خلال هذه السنة من تركيا زوج هاسكي بـ18 مليون سنتيم، وقام بتربية وتسمين جرّاء هذه السلالة، والتّجارة فيها حيث باع مؤخرا 35 كلبا.
وتنوّعت سوق الكلاب، حسب ما يعرض في الأسواق، وعبر المواقع الالكترونية الخاصة بتجارة الحيوانات الأليفة، بعدّة سلالات فـ”الكانيش” يباع بأسعار تصل إلى 3 ملايين أو أكثر، و”بيتبول” بأقل أو أكثر من 20 مليون سنتيم و”البارجي” بـ50 مليون أو يتجاوز ذلك.
وأكّد هاوي تربية الكلاب، المدعو عزيز، أنّ المالينو المكسيكي يصل سعره إلى 90 مليون سنتيم، فيما يبلغ سعر البلجيكي الذكي، 100 مليون سنتيم إذا كان حافظا لـ100 كلمة، وقد يعرض للمزاد إذا كان صاحبه لا يرغب في بيعه، فلا يستبعد، حسب عزيز، أن يتجاوز الـ200 مليون سنتيم!.

موضة كلاب “المالينو” و”هاسكي” تغني النساء عن “الكانيش”
واستقطبت تربية الكلاب ذات السلالة النادرة في الجزائر العنصر النسوي، حيث وجد البعض في ذلك متعة وحلولا بديلة لضمان الاستقرار العاطفي، وإزالة قلق ولّدته المرحلة الاستثنائية لفيروس كورونا، حيث أصبح من اللافت للانتباه حسب هواة بيع الكلاب، إقبال الجنس اللطيف على تربية سلالات أخرى أكثر شراسة لكلاب أمريكية ومكسيكية وبلجيكية وروسية.
ويؤكد تجار الكلاب أنّ النساء استغنين عن موضة كلب “الكانيش”، وأصبحت رغبتهن وشغفهن أكثر في تربية الكلاب الشرسة التي تقترب في شكلها وفي نظرات عيونها من الذئاب.
وأشار أحدهم إلى أنه قام مؤخرا، ببيع جراء “صغار” الهاسكي لـ7 نساء وذلك بأسعار تتراوح بين 5 ملايين، و12 مليونا، موضحا أن سوق بيع الحيوانات الاليفة في العلمة ولاية سطيف، تدخله النساء بحثا عن كلاب لسلالات نادرة أكثر قوة وشراسة.
وحسب ذات المتحدث، فإن سلالة كلاب “المالينو”، ازداد الطلب عليها، هي الأخرى، من طرف الجنس اللطيف، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها، والبحث عنها باللجوء إلى منصات التواصل الاجتماعي.

غذاء الكلاب والقطط عبء يهدد بالإفلاس
وعلى قدر شغف شريحة واسعة من الجزائريين، وحبهم لبعض الحيوانات الألفية، ورغبتهم الجامحة لتربيتها في بيوتهم، إلاّ أن تكاليف ذلك ابتداء من شرائها ولوازمها إلى أسعار غذائها، قد ترهق الكثير وتضيف إليهم مصاريف هم في غنى عنها، لاسيما مع حالة الغلاء وتدني المستوى المعيشي.
وانتشر مع رواج بيع الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط، تجارة لوازمها ومحلات بيع تغذيتها، حيث يبلغ الكيلوغرام من لحم القطط 1500دج، والكيلوغرام لغذاء الكلاب بـ900 دج، وعرفت أسعار علب غذاء هذه الحيوانات زيادات ملحوظة، بينما يبقى بعضها غير متوفر.
وزيادة على ذلك تحتاج بعض السلالات إلى التلقيح، حيث يمكن أن تحمل فيروسات سريعة الانتشار وتصيب الإنسان، ويصل ثمن الحقنة إلى 1500دج، وهناك لقاح آخر خاصة بعظم الكلب، ولوازم أخرى مثل سوار الرقبة، الذي يستبدل خلال مدة معينة.

جزائريون يبحثون عن طاقة إيجابية في الحيوانات لمواجهة كورونا
حب تربية الكلاب والقطط والطيور، عند بعض الجزائريين، قد يجعل من هذه الحيوانات، فردا من أفراد العائلة، يشعر وجوده، البقية بنوع من الألفة والأمان والعاطفة المفقودة.
وفي السياق، يرى الدكتور مسعود بن حليمة، أستاذ علم النفس بجامعية الجزائر، أن جائحة كورونا خلفت في المجتمع الجزائري، كغيره من المجتمعات الأخرى، أثرا نفسيا بالغا خاصة عند العائلات التي فقدت أحد أفرادها جراء الإصابة بالفيروس، كما شكلت فراغا عاطفيا، حيث وجده البعض في تربية القطط والكلاب والطيور وبعض الحيوانات الأخرى مثل الأحصنة، والزواحف والأسماك، تعويضا لملء هذا الفراغ بالطاقة الإيجابية.
وقال بن حليمة إن أشخاصا كثيرين فقدوا في السنوات الأخيرة الألفة، وزادت المرحلة الاستثنائية الأمر سوءا، فبفقدان التواصل والاحتكاك بالغير، أصبح الشعور بالفراغ النفسي والعاطفي، يثير الاهتمام بالحيوانات الأليفة كبديل.
وأكّد المختص في علم النفس، بن حليمة، أنّ البعض وجدوا في تربية القطط والكلاب علاجا لتخفيف القلق والضغط النفسي الذي تسبب فيه الحجر الصحي، وخاصة بعد أن انقطعت علاقاتهم الاجتماعية الخارجية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • قل الحق

    قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى....اين نحن من هذه السنة و لماذا تجاهلنا عشرات الاحاديث مثل هذا في هذا الزمان......و انت تشاهد على اليوتيوب قردا يقوم بانعاش قردا اخر بعد ان صعقه خيط كهربائي و ينفخ في فمه حتى تعود انفاسه، و تشاهد دبا ينقذ غرابا من الغرق في حوض، تتوقف و تسال نفسك اليس هذا هو التصرف الذي دعينا اليه نحن البشر في هذا الحديث.....لا عجب ان يلجا الانسان اذا للحيوان ليشعر بالالفة و العاطفة و المودة التي فقدها عند اخوانه من بني (البشر).

  • banix

    كيف السبيل الى دعوة إنسان غربي إلى الإسلام وهو يعز كلبه و يعتبره كفرد من عائلته. يعامله بالرحمة و الرفق و الكلب يرد له هذه المعاملة بالمودة و الوفاء؟

  • اهل السنة،

    الأصل ان ثمن الكلب حرام و أنه لا يجوز بيعه الكلب ولا شراؤه ولا اقتناؤه. عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اقتنى كلباً ،إلا كلب صيد أو ‏كلب ماشية، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان" زاد أبو هريرة "أو كلب حرث"، وفي ‏الصحيحين أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، وأخبر أن ثمن الكلب ‏خبيث.‏