الجزائر
بعد تحقيق إنتاج محلي 200 ألف طن من المشمش.. الخبير كريم حسن لـ"الشروق":

كل الظروف الطبيعية ترشح الجزائر عالميا لاحتلال المرتبة الأولى في انتاج الفواكه

مريم زكري
  • 7110
  • 0
أرشيف

احتلت الجزائر صدارة الدول الإفريقية في إنتاج المشمش متقدّمة على 8 دول منتجة لهذه الفاكهة، خلال هذه السنة، حسب ما كشفته عنه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، منذ أيام، ويتوقع مختصون زيادة الإنتاج إلى الضعف خلال السنة القادمة، بفضل لأمطار الأخيرة، التي طمأنت بموسم مثمر من حيث إنتاج الخضر والفواكه.
ويأمل الكثير من الفلاحين والمستثمرين في تطوير الصناعة الغذائية والعصائر، وانتهاز فرصة انتاج وفير من فاكهة المشمش، في الصناعات التحويلية.

200 ألف طن من المشمش ونسبة من الإنتاج كافية لصناعات غذائية
ومن جهته، أكد رئيس المنظمة الوطنية للأمن الغذائي كريم حسن، في حديثه لـ”الشروق”، أن الموقع الجغرافي الذي تتمتع به الجزائر، وكذا مناخها شبه الجاف، ساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج هذه الفاكهة، التي حققت إنتاج 200 ألف طن خلال الموسم الحالي.
واقترح المتحدث، استغلال ذلك في تحويلها إلى الصناعة الغذائية، لإنتاج العصائر ومختلف أنواع المربى، بالإضافة إلى ذلك، قال حسن أن الأمر سيساهم في انخفاض أسعارها بالأسواق، كما يمكن استخدام نواتها في استخراج الزيوت الطبية التي تستعمل في مجال صناعة مستحضرات التجميل.
وشار كريم حسن، إلى أن المساحات الشاسعة من الأراضي بمنطقة الجنوب الجزائري، التي يمكن استغلالها في زراعة العديد من أنواع الفواكه والأشجار المثمرة، لكونها تزخر باحتياطي معتبر من المياه الجوفية، وتقدر حسبه، بنحو 50 ألف مليار متر مكعب.
وأكد المتحدث، أن الجزائر، بهذه العوامل، يمكن أن تحتل المراتب الأولى عالميا في إنتاج الفواكه، ومنه تشجيع الاستثمار في الصناعات الغذائية.
ونصح، باللجوء لاستعمال النانو تكنولوجي، أو ما يعرف بالسقي الزراعي الدقيق، من خلال المحافظة على الثروة المائية من الضياع، والتبذير، وباستغلال شاسعة الأراضي الصحراوي، في زراعة بعض الأنواع من الأشجار المثمرة على غرار الزيتون والتين والعنب والتفاح والمشمش والفستق.
وأوضح رئيس المنظمة الوطنية للأمن الغذائي كريم حسن، أن هذه الأنواع من الأشجار، مقاومة بطبيعتها للمناخ الصحراوي، الجاف وشبه الجاف، ويمكن أن تستغل المساحة حسب المتحدث في زراعة الأشجار المثمرة، بشرط أن تكون متابعة خاصة من طرف مهندسين زراعيين ومكاتب دراسات.
وتطرق إلى بعض الأرقام والإحصائيات، قائلا إن الجزائر أنتجت خلال سنة 2021 حوالي 190 ألف طن من المشمش بجودة عالية، متفوقة بذلك على عدة دول عربية وافريقية منها المغرب ومصر وجنوب إفريقيا وتونس وليبيا ومدغشقر والكاميرون وكينيا، بحيث تصل مساحات أشجار المشمش في الجزائر إلى 38 ألفا و239 هكتار، وفي حالة استعمال تقنية الزراعة المكثفة، التي ستضاعف الإنتاج مرتين، حسب المتحدث.

تطوير الهندسة الوراثية لأشجار الفواكه لمضاعفة الإنتاج
ويرى كريم حسن، أن تطور الصناعة الغذائية، مرهون بتطور الاستثمار الزراعي، والعمل على توفير المادة الأولية، التي تستخدم في عمليات التصبير، والتعليب، مؤكدا أن الجزائر بحاجة إلى استثمار في تطوير شتلات أشجار الفواكه، لكونها تعتمد في غالبيتها على دول أوروبية، وكذا تطوير الهندسة الوراثية، لبعض الأنواع من الفواكه، وكذلك الطرق الزراعية لمضاعفة الإنتاج مستقبلا وتحقيق الأمن الغذائي.
وأوضح أن نجاح مشاريع التشجير خصوصا أشجار الفواكه، يتطلب رعاية خاصة، ومتابعة ميدانية من طرف مهندسين وتقنيين، تتمثل عملية التخصيب والتقليم والتلقيم والسقي الذكي. وقال إن أشجار المشمش والرمان والتين والعنب والتفاح والزيتون، ذات ربحية اقتصادية كبيرة، خصوصا إذا توافق مع وجود مشاريع في مجال الصناعة الغذائية.
وأشار في السياق، إلى أن هذه الأشجار لا تتطلب عناية كبيرة، ولا تستهلك مياها كثيرة، عكس المحاصيل الكبرى، حيث تعتبر زراعتها مقتصدة للمياه، مستبشرا بالقول “إن الجزائر بإمكانها أن تكون أول دولة مصدرة للفواكه عالميا وليس إفريقيا”.
وتطلع إلى المساهمة في جلب العملة الصعبة عن طريق التصدير، التي تدخل العملة الصعبة وتحقق نهضة اقتصادية بفضل الاهتمام بالمجال الفلاحي عامة.

مقالات ذات صلة