الجزائر
فرانكو جزائري يصنع الحدث في البلاطوهات الفرنسية

كريم زريبي يفضح الإعلام الفرنسي في القضية الفلسطينية

محمد مسلم
  • 4006
  • 0
أرشيف
كريم زريبي

بعد توقف “الشروق” في عددها الأخير عند “فضيحة” دفاع بعض المحسوبين “زورا” على الجزائر، على جرائم الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين، يجدر التوقف مرة أخرى عند أحد الأبطال الجزائريين الذي قارع لوحده الإعلام المتصهين في قلب فرنسا، بجسارة لافتة، أنست الجزائريين خذلان بوعلام صنصال وكمال داود في صحف فرنسية يمينية حاقدة.
الأمر يتعلق بالسياسي الفرنسي من أصول جزائرية، كريم زريبي، النائب السابق في البرلمان الأوروبي، والمنحدر والده من سكيكدة في شرق الجزائر. كريم وفي برنامج تلفزيوني على قناة “سي 8” المعروفة بتوجهاتها اليمينية، تمكن من فضح سياسة الكيل بمكيالين التي يسير عليها الإعلام الفرنسي ويتبناها الغرب عموما، والتي تجلت بشكل فج، بعد العملية البطولية غير المسبوقة “طوفان الأقصى”، التي قامت بها المقاومة الفلسطينية بقيادة “حماس”، ضد الكيان الصهيوني الغاصب.
وفي جو مشحون في بلاطو يعج باليهود الصهاينة، يتقدمهم المنشط سيريل حنونة، وهو يهودي من أصل تونسي، والكاتب الفرنسي اليهودي من أصل إسباني، فرانك تابيرو، تمكن كريم زريبي من تفكيك الألغام التي أعدت له، وتمسك بمبدأ تحميل الكيان الصهيوني مسؤولية كل ما يحدث منذ أكثر من أسبوع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة المحاصر.
وبشجاعة كبيرة، هاجم النائب الأوروبي السابق، الإعلام الفرنسي الذي سقط في خطيئة التمييز بين الضحايا المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، في مشهد نادر في “البلاطوهات” والمنابر الإعلامية الفرنسية والغربية عموما، التي أبانت كما في السابق، عن افتقادها لأخلاقيات المهنة، عندما يتعلق الأمر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبالصراع بين الشرق والغرب عموما.
وفي الوقت الذي كان الإعلام الغربي بمثابة سيل جارف يسير في اتجاه واحد، وهو دعم الكيان الصهيوني في التصفية العرقية التي يقوم بها في قطاع غزة، وفي جرائمها اليومية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي الـ48، دوى صوت كريم زريبي، مكسرا رتابة المواقف الغربية، واصفا قطاع غزة بـ”السجن المفتوح”.
كما حمّل النائب الأوروبي السابق الحكومات الصهيونية المتعاقبة بزعامة اليميني المتطرف، بنيامين نتنياهو، مسؤولية انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الجرائم الصهيونية المتعاقبة، وعبر عن رفضه لتبرير الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني من قبل القوى الغربية بهجوم المقاومة الفلسطينية على الجيش الصهيوني وقطعان المستوطنين في مستوطنات “غلاف غزة”، منبها إلى الجرائم شبه اليومية المرتكبة بحق الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
السجال كان سيد الموقف بينه وبين الكاتب اليهودي الفرنسي من أصل إسباني، فرانك تابيرو، ووصل في بعض الأحيان حد التشنج، فيما كان مقدم البرنامج، اليهودي الآخر من أصل تونسي، سيريل حنونة، يتدخل من أجل توقيف كريم زريبي، فيما بدا محاولة للتأثير على تسلسل أفكاره، وتشتيت تركيزه.
وقد كان إصرار تابيرو على كريم زريبي من أجل التعبير عن إدانة واضحة ومباشرة لما قامت به حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في السابع من الشهر الجاري، غير أن كريم رد عليه بقوة، رافضا التجاوب مع طلبه، قائلا: “هل أنت قاض أو نائب عام؟”، في واحدة من السجالات النادرة في بلاطوهات القنوات الفرنسية، التي اعتادت هذه الأيام أن تكون في اتجاه واحد، وهو تحميل كامل المسؤولية للمقاومة الفلسطينية في كل ما يحدث منذ أزيد من أسبوع في قطاع غزة الجريح، حيث شدد زريبي في كل مرة على أن الاحتقان الحاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إنما سببه 56 سنة من الاحتلال الاستيطاني للكيان الغاصب.
ويبقى ما صدر عن كريم زريبي ردا مباشرا عن كل ما صدر عن بوعلام صنصال وكمال داود، اللذان أبانا عن استلابهما المثير للاشمئزاز، وعن انسلاخهما عن جزائريتهما التي تلفظ مثل هذه الكائنات البشرية.

مقالات ذات صلة