الرأي

كربلاء ثورة ضد “ولاية الفقيه”!

ح.م

عُزلت “ولاية الفقيه” في ليلة عاشوراء، وركن أتباعها في زوايا الذل، وهم يهابون المثول أمام شعب غاضب، جعل من ذكرى استشهاد الحسين حفيد النبي “ص” ثورة كبرى في كربلاء أسقطت عمائم الدجل الطائفي في فخ الانحراف والرذيلة، وغلقت بوجههم أبواب مراقد “آل البيت” التي طالما احتموا بها غطاءً لم يخفِ فسادهم وجرائمهم التي ارتكبوها باسم مرجعية مذهبية.

تعالت في ضريح الحسين هتافات الغضب ضد “الولي الفقيه” وأتباعه والدعاء إلى الله بالانتقام منه، لما بثه من خراب ودمار، وهو يطلق العنان لفرق الموت التي انتشرت في العراق وقراه، ويقطع منابع المياه عن خلق الله وكائناته الحية.

ورقة استشهاد الحسين، كانت الورقة التي تلاعب بها “الولي الفقيه” بعواطف البشر، وجرَّهم وراءه مثل قطيع جاهل، وجعلها مثل مخدر يبعد أنظارهم عن أطماعه وجرائم أتباعه وانحرافاتهم التي لا يرتكبها إنسانٌ سويّ.

سقطت تلك الورقة من بين يدي “الولي الفقيه” ولم يعد قادرا على التلاعب بالعقول بمؤثرات مذهبية، وبات مع أتباعه في ليلة عاشوراء متوسدا خيباته وضعفه، صامًّا أذنيه، لا يقوى على سماع ما قاله الثوار في كربلاء: “ما أرادك الله أن تكون نبيا، أرادك أن تكون إنسانا ولم تستطع”، مشبِّهين إياه بقاطع رأس الحسين وحارق خيام آل بيته، فالمشهد الكربلائي يتجسَّد من جديد، شباب ثائر يُذبح، وخيام اعتصامه تُحرق، ويُحرم ظلما من إمدادات الحياة.

رفعت “مواكب ثورة تشرين” في عزاء استشهاد الحسين، دلائل جرم “ولاية الفقيه” وأتباعه الخارجين عن القانون، صور ثلة من شهداء الانتفاضة الشعبية الذين قضوا نحبهم برصاص من سمتهم بـ”عصائب أهل الحق” و”كتائب حزب الله” و”قوات بدر” و”سرايا السلام” المنضوين تحت لواء “الحرس الثوري الإيراني”.

ليلة عاشوراء في كربلاء لم تكن هذا العام كما كانت من قبل تمضي ساعتها على إيقاع ضبطته “ولاية الفقيه” بدقة ضربات أتباعها، فقد جعلها الشعب العراقي امتدادا لما سماها “ثورة تشرين” التي عجزت الميليشيات المسلّحة عن وأدها رغم التضحيات الكبرى في ساحات الانتفاضة الشعبية، وحوَّلها المنتفضون إلى منبر يرسم مسارات التغيير الجذري المنتظَر بإنهاء الهيمنة الإيرانية التي زرعها الاحتلال الأمريكي نبتا خبيثا يشتت وحدة الأمة، وحشد جماهيري يشحذ همم جيل جديد يرفع شعاره الأوحد: “الولاء للوطن لا للمذهب”، مستمدا عزمه من ثورة الحسين ضد الطغاة والظالمين.

لم يبق لـ”الولي الفقيه” وميليشياته الطائفية قاعدة مذهبية تستند إليها في نهجها التخريبي، بعد نماء ثورة الغضب العراقي في ذكرى واقعة كربلاء وهي تبلغ أعلى مراحل نضجها في مجتمع يعيد وحدته ويسقط كل الرموز الطائفية في مستنقع الرذيلة، ويفضح الولاءات الخارجية بما تحمله من خصائص الفساد والانحطاط في إطار منظومة سياسية فاشلة أعادت العراق إلى العصور المظلمة وعزلته عن محيطه العربي.

مقالات ذات صلة