الجزائر
أشرف شخصيًّا على تخرج الدفعات الجديدة بأكاديمية شرشال

قوات الجيش تحت أعين القائد الأعلى الرئيس تبون

نوارة باشوش
  • 3563
  • 0
ح.م

شدد الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على أن الجزائر كانت ولا تزال عامل استقرار وأمن في محيطها الجيوسياسي، وذلك بالنظر إلى توجهاتها السلمية وعقيدتها القائمة على حسن الجوار والتعاون والتضامن ونبذ كل أشكال الهيمنة والطغيان والتعدي على سيادة الغير والتدخل في شؤونه الداخلية.
وجاء ذلك خلال إشراف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، الاثنين الفاتح جويلية بالأكاديمية العسكرية لشرشال الرئيس الراحل “هواري بومدين”، على مراسيم حفل تخرج الدفعات لسنة 2023-2024.

الفريق أول شنقريحة: الجزائر عامل استقرار وأمن في محيطها الجيوسياسي

وقال شنقريحة بالمناسبة “وفي هذا الصدد أبدت بلادنا تحت قيادة رئيس الجمهورية، جاهزيتها الكاملة للمساهمة في المجهود الدولي الإقليمي لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بكل أنواعها وأشكالها والهجرة غير الشرعية لاسيما من خلال التزامها بتأمين أواصر التضامن وتطوير قواعد وآليات الأمن المشترك”.
وفي هذا الإطار، يضيف الفريق أول “اتخذت الجزائر العديد من المبادرات على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري، لمساعدة دول الجوار على استعادة استقرارها والحفاظ على وحدتها الشعبية والترابية التي تجسدت على وجه الخصوص من خلال برامج مساعدات ومنح مقاعد بيداغوجية في مختلف مستويات التكوين لأفراد الجيوش الصديقة وكذا النقل الدوري للمساعدات ذات الطابع الإنساني”.
وخاطب الفريق أول الرئيس تبون قائلا: “إننا في الجيش الوطني الشعبي، وفي إطار توجيهاتكم السامية ندرك جيدا أن إرساء أسس جيش قوي، قادر على أداء مهامه الدستورية بكل كفاءة واقتدار إنما يبدأ من إرساء منظومة تكوينية قوية تضطلع بتكوين إطارات من ذوي الكفاءة العالية، المتسلحين بمختلف أنواع العلوم والمتشبعين بالقيم الوطنية والجمهورية، والمدركين لكافة السياقات والتحولات التي يعرفها عالم اليوم”.
وثمن شنقريحة تعزيز قوات الجيش لاسيما الجوية والبرية لأول مرة بالعنصر النسوي الذي سيوجه للعمل على مستوى قوام المعركة مؤكدا أنه “ومن هذا المنظور فقد أوكلت للمنظومة التكوينية في الجيش الوطني الشعبي، مهمة غرس ثقة العسكري المحترف في أذهان المستخدمين، لأن الاحترافية بمفهومها الشامل هي الضمان الأكيد للتحكم في القوات وفنون الحرب وفي كل عناصر القوة ومقتضيات النصر”.
وفي هذا الإطار، يضيف شنقريحة، “وعلى غرار المدارس العليا للطيران بطفراوي التي عرفت يوم 13 جوان الفارط، تخرج الدفعة الأولى من ضباط الطيارين الإناث في تخصص المطاردة والنقل، والحوامات وكذا تخرج دفعات أخرى من معظم المدارس العليا العسكرية وفي مختلف التخصصات والأسلحة، ها هي الأكاديمية تشهد تخرج أول دفعة من الطلبة الضباط العاملين من العنصر النسوي لفائدة القوات البرية، واللواتي سيوجهن للعمل على مستوى وحدات قوام المعركة وذلك ما يعكس الاحترافية العالية التي بلغها جيشنا العتيد وتحضيره الجاد للكفاءات للنساء والرجال، لتحمل مسؤولية الدفاع عن الوطن”.
هذه الخطوات المعتبرة، يقول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، تضاف إلى سلسلة الإنجازات التي ما فتئت تحققها المرأة في الجيش الوطني الشعبي، في جميع المجالات العلمية والرياضية والعسكرية، وهي امتداد كذلك لما قدمت المرأة الجزائرية من تضحيات عبر تاريخ بلادنا الطويل الحافل بالأمجاد والبطولات التي رفعت من قدر المرأة ومكانتها في المجتمع وارتقت بها إلى أعلى المراتب.
وختم الفريق أول السعيد شنقريحة كلمته بالتأكيد لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عزم القيادة العليا للجيش الوطني على مواصلة مسار تطوير كافة مكونات الجيش والعمل على إرساء كل مقومات العمل المتكامل والانسجام المنشود في سبيل تجسيد تطلعات وآمال الشعب الجزائري المشروعة، في ظل التقدم والازدهار في كنف الأمن والاستقرار.
ومن جهته، تطرق قائد الأكاديمية، في كلمته، إلى تخرج نخبة جديدة من إطارات الجيش الوطني الشعبي الذين تلقوا تكوينا عسكريا وعلميا نوعيا مصقولا بالسلوك العسكري المثالي المطبوع بالروح الوطنية والإرادة القوية والتضحية في سبيل الوطن، يجعلهم جاهزين لمواجهة التحديات التي يفرضها التطور العسكري والتقدم العلمي والتكنولوجي خلال ممارستهم مهامهم المستقبلية.
وكان رئيس الجمهورية قد وصل في حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا إلى الأكاديمية، حيث كان في استقباله الفريق أول السعيد شنقريحة، وضباط سامون في الجيش، بحضور كبار المسؤولين في الدولة.
وبعد ذلك، استعرض الرئيس تشكيلات عسكرية أدت له التحية الشرفية قبل الاستماع إلى النشيد الوطني، كما ترحم رئيس الجمهورية على روح الرئيس الراحل هواري بومدين الذي تحمل الأكاديمية اسمه، حيث وضع إكليلا من الزهور أمام المعلم التذكاري المخلد له وقرأ فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة.
بعدها طاف الرئيس تبون رفقة الفريق أول السعيد شقنريحة في مدرعة خاصة، أين قام بتفتيش التشكيلات العسكرية المصطفة بساحة العلم، حيث زينت 6 طائرات من نوع ألـ39 للتدريب القاعدي المتقدم سماء الأكاديمية بالألوان الوطنية رمز الاستقلال والانتماء إلى الوطن، لتقديم التحية الشرفية لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني.
وبالمناسبة تابع الرئيس تبون عروضا رياضية في القتال المتلاحم والحركات الرياضية الجماعية وتمارين بيانية، كما تابع جانبا من تمرين بياني للقفـز الحر والعملياتي نفذته مجمـوعة من أفراد القوات الخاصة التابعة للقوات البرية، إلى جانب متابعته من خلال شاشة عملاقة البث المباشر لتمارين بيانية نفذت في عرض البحر من طرف القوات البحرية.

مقالات ذات صلة