قصة 280 طيار تحولوا إلى قهواجية وتجار شيفون
قام فريق طياري شركة طاسيلي للطيران التابعة لسوناطراك بزيارة مجاملة لجريدة الشروق اليومي، أين تعرفوا على أقسام التحرير وكيفية إعداد الجريدة من لحظة جمع المعلومة إلى صياغتها وتحريرها وتركيبها وصدورها مطبوعة في الجريدة، وبالمناسبة كان لفريق الشروق دردشة قصيرة مع الطيارين فضفضوا خلالها عن مشاكلهم، التي ليست كمشاكل باقي العمال فهم لا يطالبون لا بمنح وعلاوات ولا بزيادة الأجور ولا برفع سن التقاعد ولا بخفضه بل يطالبون “اتركونا نعمل.. هذا كل ما نريد.. أعطونا رخصة استغلال طائرات البوينغ المتوقفة بمطار هواري بومدين منذ شهر.. كل شركات الطيران الأجنبية تحصل على الرخصة في 24 ساعة، وتتلقى كل التسهيلات، ونحن شركة وطنية يضعون لنا العراقيل”.
-
قال طيارو شركة “طاسيلي للطيران” سحبان عثمان رئيس فرع نقابة طاسيلي للطيران التابعة لنقابة الطيارين الجزائريين، الطيارين غريسي زياد، وغربي خليل ومزاري سفيان، وبوطاقان مالك، وسعيدان خالد أنّ طائرات جديدة تم اقتناؤها من طرف طاسيلي للطيران منذ أكثر من شهر ما تزال متوقفة في مطار هواري بومدين تدفع عليها الشركة 50 ألف دولار شهريا تكاليف التوقف في حظيرة المطار، وذلك بسب تماطل مدير الطيران المدني في منح رخصة استغلال هذه الطائرات لشركة طاسيلي للطيران”.
-
وقال الطيارون في دردشة قصيرة جمعتهم بصحفيي “الشروق اليومي” خلال الزيارة التي قاموا بها إلى الجريدة “نحن لا نطلب لا رفع الأجور ولا منحا ولا علاوات، نطلب أن يتركونا نعمل فقط”.. وأضافوا “تقدمت طاسيلي للطيران منذ أكثر من شهر بطلب لمديرية الطيران المدني على مستوى وزارة النقل من أجل الحصول على رخصة استغلال هذه الطائرات، وهذه الأخيرة يمكنها منحنا هذه الرخصة في أقل من 48 ساعة، كل شركات الطيران تتحصل على الرخصة في 24 ساعة الخطوط الجوية الجزائرية، الخطوط الجوية الفرنسية، أيغل أزير، وغيرها من المنافسين، ونحن لم تعط لنا الرخصة والطائرات ما تزال متوقفة في الحظيرة”.. “أرسلنا رسالة لوزارة الطاقة وأخرى للرئيس المدير العام لسوناطراك، ورسالة لوزير النقل وأخرى للمدير العام لشركة طاسيلي للطيران، طالبنا فيها بإعطاء ترخيص استغلال هذه الطائرات للشركة لكن دون جدوى”.
-
وكل ما في الأمر أن “هناك عقد يربط بين الخطوط الجوية الجزائرية وسوناطراك تلتزم بموجبه الخطوط الجوية بنقل عمال سوناطراك الذين يسافرون سنويا عبر طائرات الخطوط الجوية، ويقدر عدهم بـ600 مسافر، وهو ما يمثل 75 بالمائة من نشاط الخطوط الجوية، بقيمة 40 مليار سنتيم، وهي صفقة هامة بالنسبة للخطوط الجوية تخشى أن تضيعها إذا تخلت سوناطراك عن خدماتها ولجأت لخدمات الطاسيلي للطيران، بعد أن اقتنت طاسيلي طائرات بوينغ تتسع لنقل هذا العدد من عمال سوناطراك، ومن المنتظر أن تنتهي آجال هذا العقد الذي يربط سوناطراك بالخطوط الجوية في جويلية المقبل، وطالما أن سوناطراك أصبحت تلك شركة طيران هي طاسيلي للطيران، فإنّ شركتنا تريد أن تسترجع جميع العقود المبرمة بين سوناطراك والخطوط الجوية، طالما أن آجالها ستنتهي في جويلية، لأنه ليس معقولا أن تتكفل الخطوط الجوية بنقل عمال سوناطراك، في حين تملك هذه الأخيرة شركة طيران خاصة بها قادرة على نقلهم.. نطالب بحق شركتنا في الحصول على رخصة الاستغلال قبل شهر جويلية المقبل”.
-
وأضاف رئيس النقابة عثمان سحبان: “لهذا يقوم مدير الطيران المدني بوزارة النقل السيّد بن شمام الذي يعتبر عضوا في مجلس إدارة الخطوط الجوية بالتماطل في مرخص استغلال الطائرات الجديدة للطاسيلي للطيران، لأنه يحاول ربح الوقت حتى يصل شهر جويلية وتكون شركتنا ليست قادرة بعد على نقل عمال سوناطراك، ويتم تجديد العود مع سوناطراك جويلية، ثم يمنحنا رخصة الاستغلال”.
-
وأضافوا: “الشركة تملك أسطولا من 20 طائرة لنقل المسافرين، 16 طائرة تعمل، وأربع طائرات من نوع بوينغ 737 ـ 800 تمثل آخر جيل من سلسلة بوينغ 737،
-
منها طائرتان جديدتان متوقفتان في حظيرة الطيران، وطائرتان اشترتهما الشركة وستستلمهما خلال الأيام المقبلة، وطيارو هذا الأسطول هم من خريجي أكبر الجامعات العالمية”.. “لدينا الإمكانات المادية والبشرية لفك العزلة عن الجنوب، وتحقيق برنامج رئيس الجمهورية لتنمية الجنوب، وبإمكان شركة طاسيلي أن تعمل وتذهب إلى أبعد الحدود في نقل المسافرين.. قبل أن تشتري طاسيلي للطيران طائرات البوينغ كان لدينا طائرات تتسع لنقل 74 مسافرا فقط في كل رحلة، لكن الآن أصبح لها طائرات بوينغ 737 التي تتسع لـ155 مقعد، ويمكن للشركة أن تنقل كل عمال سوناطراك وفي كل الاتجاهات، ويمكنها أن تقوم برحلات دولية كذلك”.
-
-
كنا نجتمع كل يوم جمعة لنفكر عند أي وزارة سنحتج
-
“أحمل شهادة طيار لكنني للأسف برتبة بطال، عشت أياما سوداء بعد سقوط الخليفة لا أتمنى لأي جزائري أن يعيشها، اضطررت للعمل كقهواجي، كنت آخذ المصروف من زوجتي”، بهذه العبارات عاد إلى الوراء طيارو الخليفة إلى سنوات البطالة .. نحو 280 طيار شردتهم قضية انهيار الإمبراطورية، فهوت بهم من رتبة طيار إلى قهواجي يبحث عن لقمة العيش.
-
ليس سهلا أن تفتح قاموس أربع سنوات من التشرد عاشها 280 طيار جزائري كانوا ضمن أسطول الخليفة، قبل أن تهوي بهم، يتحدث عثمان سحبان عن معاناته وزملائه في عالم البطالة لمدة أربع سنوات كاملة ولأنهم لا يمكن لهم العمل في أي مجال آخر كان لهم خياران، إما الهجرة والبحث عن طائرة لا تحمل ألوان العلم الجزائري أو الانطلاق في رحلة النضال لاسترجاع العمل.
-
-
اضططرت للعمل كقهواجي وبزناسي حتى لا أكون عالة على والدي
-
لم يكن سهلا علينا الحصول على منصب عمل آخر حتى وإن كنا برتبة طيار، فلم يتم إدماجنا ضمن طاقم الخطوط الجوية الجزائرية، فتشرد كل واحد منا ليبحث عن أي عمل آخر، يتحدث عثمان سحبان أحد طياري الخليفة سابقا: “..أنا شخصيا أعترف أني كنت أحصل على مصروفي من والدي وحتى من زوجتي، فكرت أن أكمل دراستي في القانون وأن أتحصل على شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة لأني فقدت الأمن أن أصبح طيارا في بلدي ..”.
-
ثم يضيف قائلا: “من مجموع 280 طيار كان يوجد طيار اضطر للعمل كقهواجي، وعمل طيار آخر كبزناسي في الأسواق الشعبية، وكل هذا بحثا عن لقمة العيش .. “.
-
ويتحدث طيار آخر، أنه اضطر للعمل في إحدى شركات الهاتف المحمول، وأن يتساوى في الراتب كمن لم يتحصل على شهادة البكالوريا، فقط حتى لا يستدين من عائلته ..”.
-
يسرد الطيارون الناجون من سقوط إمبراطورية الخليفة كيف بدأوا يتصلون فيما بينهم، وكيف التقوا، فيتحدث زياد غريسي واحد من هؤلاء قائلا: “كنا نلتقي إما للإحتجاج أمام قبة البرلمان، أو الاتصال بالصحافة، لإبلاغ معاناتنا اليومية، وظل الأمر على حاله لمدة أربع سنوات، وكنا نلتقي كل يوم جمعة في منزل أحد الطيارين، لنقرر عند أي وزارة نجتمع، كان آخر اجتماع لنا عندما استقبلنا الوزير السابق للنقل، المتوفي، مغلاوي فوعدنا بحل القضية.
-
وبقينا نحتج دون فائدة، مرة أمام البرلمان، ومرة نشتكي للصحافة، ومرة أمام وزارة النقل .. منهم من كان يقول لنا إن حالكم ليس كمن ضاعت كل ثروته بسبب إفلاس بنك الخليفة”.
-
إلا أننا فكرنا يوما في مراسلة رئيس الجمهورية فالتقينا وكنا بتعداد 280 طيار، كتبنا رسالة نجدة وأرسلنا للرئيس وكانت الثالثة التي نرسلها له.
-
-
ساومتنا شركات أجنبية بأكثر من 4500 أورو
-
يتحدث الطيارون عن الشركات الأجنبية التي ساومتهم بأجور خيالية ابتداء من 4500 أورو ، وشركات خليجية عرضت عليهم العمل بـ 12 ألف دولار، بل أن إحدى الشركات الأوربية، أجرت مشاورات مع وزارة النقل لضم كل طياري الخليفة البالغ عددهم 280 .
-
صحيح أن العرض كان مغريا جدا يقول الطيارون، غير أن رحمة الرئيس سبقت عرض الشركة الأجنبية، حيث بعد استلام الرئيس رسالتهم، لم يعلموا بقرار إعادة تعيينهم كطيارين ضمن خطوط الطاسيلي للطيران فرع سونطراك، إلا من خلال تتبع نشرة أخبار الثامنة، فكانت فرحة لا توصف، أدركوا خلالها أن رئيس الجمهورية استلم رسالتهم.
-
وكانت لحظة إعادة توظيفهم بمثابة فرحة حقيقية لهم ولأهلهم لينتهي بذلك كابوس “الميزيرية”. تمنوا لو أنهم التقوا الرئيس وشكروه بنفسه
-
-
وظفنا في الطاسيلي ولكن ..
-
يتحدث الطيارون أنهم تم توظيفهم جميعا، غير أنهم تفاجؤوا بعد أربع سنوات من البطالة، فرض عليهم احتكار الخطوط الجوية الجزائرية سنوات من البطالة “المقنعة” (الطائرات موجودة لكن العمل غير موجود) ليرفعوا شعارا آخر يختلف تماما عن مطالب كل النقابات (نريد عملا لا نريد رفع أجورنا .. نريد فك العزلة عن كل الزوالية في هذا الوطن).
-
لهذا السبب قاموا بزيارة ميدانية إلى الشروق اليومي، حتى يوصلوا رسالتهم الثانية، بضرورة “العدل لا أكثر” بين الطاسيلي وبقية الخطوط الجوية التي منح لها حق النقل في هذا الوطن.
-
-
سوق الشحن بالطائرات يقدر بملايين الدولارت تحتكرها شركات طيران أجنبية
-
شركة طاسيلي للطيران تفكر في شراء طائرات خاصة بشحن البضائع
-
-
كشف طيارو شركة طاسيلي للطيران أن هذه الأخيرة تدرس مشروعا لشراء طائرات خاصة بشحن البضائع لأول مرة في الجزائرـ وهي طائرات من نوع 747 ـ 777، مؤكدين أن سوق الشحن بالطائرات في الجزائر تحتكره شركات طيران أجنبية عالمية، وسوق الشحن فيه مداخيل كبيرة تفوق مداخيل نقل المسافرين، ويقدر رقم أعماله بملايين الدولارت، تأخذها شركات الطيران الأجنبية.
-
وأكد الطيارون أنه في حال إتمام هذا المشروع ستحدث شركة طاسيلي للطيران ثورة في سوق الشحن بالطائرات في الجزائر، موضحين أن هذه شركتهم “طاسيلي آيرلاينز نالت “شهادة في الانضباط بمواعيد الرحلات وصنفت من شركة الطيران اليابانية التي في المرتبة الثالثةـ علما أن طاسيلي أيرلاينز كانت عبارة عن شركة ذات أسهم مشتركة بين الخطوط الجوية وسوناطراك، غير أن سوناطراك اشترت أسهم الخطوط الجوية سنة 1998، وأصبحت طاسيلي أيرلاينز أو طاسيلي للطيران تابعة لسوناطراك بنسبة مائة بالمائة.
-
-
اطيران الطاسيلي:سنفتح بيع تذاكرنا “للزوالية من أبناء الشعب والجنوب” بأسعار تنافسية
-
كشفت نقابة الطائرين الجزائريين فرع الطاسيلي، أنهم إذا تحصلوا على رخصة النقل الداخلي والدولي، فإنهم سيعملون على فتح شبابيك بيع التذاكر لأبناء الشعب من كل الشرائح، وليس فقط لعمال سونطراك.
- مؤكدة أن أسطول الطاسيلي المكون من 16 طائرة من بينها طائرتان من آخر جيل ما صنعته الشركة العالمية (بوينغ) ضمن الأسطول، قادرة على أن تتكفل بنقل أزيد من 600 ألف مسافر على مدار47 رحلة.
-
وأكد رئيس نقابة الطائريين الجزائريين فرع (الطاسيلي) عثمان سحبان، لدى نزوله ضيفا على الشروق، أن الشركة قادرة على فتح تذاكرها لكل شرائح المجتمع، وبأقل التكاليف حتى لو تعلق الأمر بتكاليف نقل الحجاج والمعتمرين إلى مكة المكرمة.
-
واتهمت النقابة الوطنية للطيارين الجزائريين فرع طيران الطاسيلي وزارة النقل بإحالة طائراتها الجديدة من نوع “بوينغ” على التقاعد عمدا، وإخضاعها لعطلة إجبارية رغم أنها كلفت 200 مليون أورو، وذلك لحساب شركة الخطوط الجوية الجزائرية، بغية تجديد عقد الجوية الجزائرية مع سوناطراك شهر جويلية المقبل.
-
مشيرا إلى أن الوزارة رخصت للطائرات القديمة للشركة من نوع” بومبارديي” الكندية، إلا أنها لم ترخص لطائرات البوينغ لمباشرة رحلاتها الخاصة بعمال شركة سوناطراك.
-
وذلك خوفا من المنافسة التي يمكن أن تلقاها، وطالبت ذات النقابة بإلغاء الاحتكار في النقل الداخلي والدولي للخطوط الجوية الجزائرية.
-
-
أصــداء
-
*لا أحلق في الجو دون جريدة الشروق
-
قال رئيس نقابة الطيارين الجزائريين فرع الطاسيلي أنه لا يحلق في الطائرة إذا كانت الرحلة صباحا دون أن يقرأ ويطلع على ما جاءت به جريدة الشروق اليومي من أخبار، وعلق ضاحكا “إذا لم تكن موجودة في الطارئة ألغي الرحلة”).
-
* نحن النقابة الوحيدة التي لا تطالب برفع الأجور
-
قال رئيس نقابة الطيارين الجزائريين إنهم النقابة الوحيدة في الجزائر التي لا ترفع مطلب بزيادة الأجور، وأنها النقابة الوحيدة التي ترفع مطلب “أعطونا طائرات حتى نعمل، لقد مللنا من رؤية آخر ماصنع في العالم من طائرات دون أن يكون لنا الحق في قيادتها”.
-
* تمنينا لقاء الرئيس وشكره
-
تحدث طيارو الخليفة على أنهم تمنوا لو يلتقون يوما برئيس الجمهورية لتقديم له كل الشكر والامتنان،، لأنه لولا تدخل الرئيس لكان منهم من فضل الهجرة للعمل في الخارج، تاركا وراءه زوجته وأولاده، ولكان آخرون فضلوا العمل كقهواجية وبزناسية على العمل تحت رايات بلدان أجنبية.
-
* الطاسيلي قادرة على منافسة الخطوط القطرية
-
قال طيارو الطاسيلي أنهم قادرون على منافسة الخطوط الجوية القطرية، بإمكانيتهم، وبضبطهم للمواعيد، مؤكدين أنه رغم محدودية الرحلات التي يقومون بها إلا أنهم تحصلوا على جوائز عالية في دقة المواقيت، ونقص الأخطاء التقنية، وتنبأ الطيارون بأن تكون للطاسيلي نفس حكاية القطرية، كون هذه الأخيرة كانت مجرد شركة خاصة بنقل عمال المحروقات في قطر لتصبح اليوم واحدا من عمالقة التحليق في الجو.