منوعات
بعد أكثر من 20 عاما موزاوي يقدم "السي أمحند اومحند"

 قصة شاعر جوال ظلمه الاستعمار وخلدته الأسطورة

زهية منصر
  • 1653
  • 0

قدم الفيلم الروائي الطويل “سي محند أومحند” للمخرج علي موزاوي سهرة الثلاثاء بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة.

قدم موازاوي في هذا الفيلم الذي تعود فكرة انجازه إلى أكثر من 20 سنة، مسار وسيرة الشاعر الجوال السي امحند اومحند لذي دارت حوله أساطير شعبية كبيرة رغم انه لم يصلنا إلا النزر اليسير من تراثه، ذلك انه وحسب بعض الروايات لم يكن يكرر أبدا قصيدة قالها من قبل.

مزج الفيلم الذي صور في عدد من مناطق القبائل وتيزي وزو وتونس بين المسار الشخصي للشاعر وبين بيئته تحت الاستعمار الفرنسي وهي الفترة التي عمل فيها الاستعمار قمعا  تقتيلا في الشعب. وركز موزاوي على الجوانب الإنسانية للشاعر الطروبادور الذي عايش أحداث مقاومة 1871م في منطقة القبائل وحاكى في أشعاره واقع المجتمع في تلك الفترة الذي تميزت بالفقر والظلم والبطش الاستعماري في حياة الشاعر الذي تحالفت ضده المآسي الاجتماعية والخيبات الشخصية.

ساهمت موسيقي جعفر آيت منقلات في تقديم صورة شاعرية للعمل الذي كان فيه لمدير التصوير شمس الدين توزان دور في تقديم ديكورات جميلة لبيئة العمل.

أظهر الفيلم دور المرأة في المنطقة والمرحلة من خلال نماذج مختلفة من بينها زوجة الشاعر التي عانت كثيرا من التقلبات النفسية لزوجها. وصور النساء اللواتي دفعن بأزواجهن وآبائهن للعودة أدراجهم من الحج والتوجه إلى مكة الحقيقية وهي الجبال لمحاربة الاستعمار حتى ولو كانت نفس المرأة في النهاية تلجأ إلى شجرة الزيتون لعقد الآمال ورفع الدعوات أن يحمي أخاها زوجها أو أباها وهي صورة تعكس كما قال موزاوي الدور التاريخي للنساء في هذه المناطق.

وأضاف مخرج العمل انه عمل على إعادة بناء الديكورات في تونس والجزائر لتناسب تلك المرحلة ومحاولة صناعة بيئة مناسبة لحياة الشاعر الجوال الذي دارت حوله أساطير عديدة، مؤكدا في السياق ذاته انه لم يحاول في الفيلم تكذيب ولا تأكيد الأساطير التي دارت حول حياة السي امحند، لكنه قام باستغلالها فنيا، ذلك انه يصعب كثيرا الاستناد إلى مصادر تاريخية قطعية في هذا المجال. لهذا يقول موزاوي انه اعتمد بشكل كبير على أعمال معمري وبوليفة في هذا المجال خاصة. وبخصوص المدة التي استغرقها المشروع، فقد أوضح موزاوي أن الفضل في تحقيق هذا العمل يعود إلى الوزير السابق ميهوبي الذي قدم كل الدعم والمساعدة التي أدت إلى تحقيقه، حيث جاء في إطار المشاريع التي رافقت ترسيم عيد يناير والأمازيغية في الدستور وهذا من اجل تكريس البعد الأمازيغي للهوية الوطنية ثقافيا واجتماعيا.

ويعتبر هذا ثاني مشروع يحتفي فيه موزاي بالشخصيات الثقافية الجزائرية بعد فيلم مولود فرعون إضافة إلى فليمه الوثائقي عن المخرج الراحل بوقرموح. وبخصوص الاهتمام بهذا الجانب، قال علي موزاوي انه في غالب الأحيان ليس هو الذي يذهب إلى الموضوع، لكن الموضوع هو الذي يأتي أليه كاقتراحات من مختلف الناس الذين يلتقي بهم.

وكشف موزاوي بالمناسبة انه بصدد التحضير لإطلاق فيلمه القادم وهو قصة تدور في منطقة الأوراس، يروي قصة امرأة تتعرض للاغتصاب فتعمل على التنكر في هيئة رجل والتحول إلى محاربة.

مقالات ذات صلة