الجزائر
في قراءة لخطابات التشكيلات الحزبية وموقفها المتأخر.. خبراء لـ"الشروق":

قرار الرئيس تبون يؤجّل فصْل الأحزاب في رئاسيات 7 سبتمبر

أسماء بهلولي
  • 3102
  • 0
أرشيف
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

تناغمت جُل الخطابات السياسية للأحزاب الناشطة في الساحة الوطنية منذ إعلان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عن تقديم موعد الانتخابات، على إيقاع واحد، حيث أبدت أغلبها ترحيبا بتقديم تاريخ الاستحقاقات، في حين تحفظت عن تحديد موقفها النهائي من دعم مُرشح أو تقديم فارس عنها، تختاره لدخول غمار هذه الانتخابات، رغم أن تاريخ استدعاء الهيئة الناخبة لم يعد يفصلنا عنه سوى 3 أسابيع.
وفي هذا الإطار، يؤكد خبراء مُحللون لـ”الشروق” أن أغلب الأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية اليوم بتنوع منابعها واختلاف توجهاتها السياسية تتواجد في حالة تأهب قصوى، منذ إعلان الرئيس عن تحديد موعد الانتخابات يوم 7 سبتمبر المُقبل، حتى وإن لم تبد صراحة نيتها في دعم مرشح أو تقديم من يمثلها، وذلك راجع – في تقديرهم – إلى حسابات سياسية محضة، يريدون من خلالها تحقيق مكاسب ورهانات تُحدد لاحقا.
ويقول، في هذا السياق، المُحلل السياسي علي ربيج في إفادة لـ”الشروق” إن أغلب التشكيلات السياسية في البلاد بما فيها تلك التي سبق أن عارضت تنظيم المواعيد الانتخابية الماضية مهتمة بالاستحقاق المقبل ويظهر ذلك جليّا من خلال نوعية الخطاب السياسي المتداول منذ الإعلان عن تنظيم الانتخابات، حيث لم تتوان تلك الأحزاب في فتح ورشات لمناقشة مسألة الرئاسيات وموضوع المشاركة من عدمه أو دعم مرشح دون آخر، وكذا إمكانية عقد تحالفات وتكتلات انتخابية لدعم مرشح معين.
ويرى ربيج أن الخطاب السياسي لأغلب الأحزاب يصب في إطار واحد وهو الترحيب بقرار تقديم موعد الانتخابات والاطمئنان لإشراف السلطة الوطنية المستقلة على العملية، كما أن فحوى الخطاب -حسب محدثنا- تغير مقارنة بما كان عليه سابقا، حيث خرجت بعض القيادات السياسية من عباءة التشكيك في العملية الانتخابية والتخوف من شبح التزوير، لتؤكد على أهمية إبعاد الإدارة عن تنظيم الانتخابات وهي عناصر أساسية – يقول ربيج – أعطت من خلالها الأحزاب للسلطة إشارة الموافقة على دخول مُعترك الرئاسيات.
كما يتوقع ربيج تغيرا في الخطاب السياسي للأحزاب بمجرد الدخول في المرحلة الثانية من الاستعدادات الخاصة بالانتخابات، والتي ستكون مباشرة بعد استدعاء الهيئة الناخبة يوم 8 جوان المقبل، حيث سنشهد – يقول محدثنا- حركية سياسية أسرع، تخرج من خلالها الأحزاب من حالة الصمت، لتعلن مباشرة عن مُرشحها المُقبل أو الاسم الذي ستدعمه في الانتخابات المقبلة.
من جهته، يُرجع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حسام حمزة، أسباب تحفظ الأحزاب وترددها في الكشف عن مرشحها المستقبلي إلى ما وصفه بالحسابات السياسية التي تجريها هذه الأخيرة في مخابرها الحزبية، خاصة أن أغلب الفاعلين في الساحة اليوم يترقبون قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بشأن ترشحه للانتخابات المقبلة من عدمه.
ويرى محدث “الشروق” أن التشكيلات السياسية في البلاد تعتبر الانتخابات الرئاسية المقبلة محطة مصيرية باعتبار أن اختيار رئيس البلاد مسألة تحدد العديد من المعطيات المهمة بالنسبة لأي تشكيلة حزبية، على غرار تحديد طبيعة النظام السياسي والحكومة المقبلة، وكذا مسألة التحالفات في المجالس المنتخبة، لذلك فإن التحفظ الذي يسود المشهد السياسي اليوم ما هو سوى قراءة للمرحلة المقبلة بتريث وإمعان.
من جهته، يؤكد المحلل، زهير بوعمامة، في حديث لـ”الشروق”، أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر تخضع لعدة قراءات سياسية وتتضمن الكثير من المؤشرات التي تجعل الأحزاب السياسية في البلاد تتريث قبل إبداء موقفها من مسألة دعم مرشح معين أو تقديم مرشح يمثلها في هذه الاستحقاقات.
ويرى بوعمامة أن الرهان الأكبر خلال المرحلة المُقبلة يكمن في ترسيخ المسار الديمقراطي في البلاد وإقناع الجزائريين بضرورة العودة إلى صناديق الاقتراع، لذلك فإن الموعد القادم سيكون بمثابة التحدي للأحزاب السياسية، من أجل إثبات دورها السياسي الفعلي.
ويعتبر المُحلل السياسي أن الجزائريين ليسوا مختلفين حول موضوع الرئاسيات وإنما حول نوعية العروض الانتخابية المقدمة من قبل المترشحين، والتي من شأنها أن تُحدد نسب المشاركة في هذه الانتخابات، لذلك فإن الخطاب السياسي خلال المرحلة المقبلة ينبغي أن يكون مبنيّا على أساس المصارحة والعروض الملموسة والحلول المقدمة وليس مجرد تشخيص للوضع القائم.
ومن بين الأمور التي يراها بوعمامة إيجابية خلال الانتخابات المقبلة أن معظم القوى السياسية التي صنفت نفسها خلال المرحلة الماضية في خانة المعارضة أبدت اهتمامها بالمشاركة في الانتخابات المقبلة، خاصة أن أغلب هذه التشكيلات قبل 2019 كانت تدعو إلى مسارات سياسية أخرى، واليوم – يضيف محدثنا- اقتنعت بأهمية المسار الديمقراطي الدستوري والعمل داخل المؤسسات والذي يعد المسلك الحقيقي لتحقيق الديمقراطية.

مقالات ذات صلة