جواهر

قبل أن تصدقي أنك جميلة!

سمية سعادة
  • 10143
  • 1
ح.م

حاولت أن أتصور الحالة النفسية التي آلت إليها الفتاة الجزائرية التي رفع عليها عريسها دعوى قضائية بعد يوم واحد من الزواج بسبب وجهها الذي”صدمه” بعد أن زال عنه المكياج، فما استطعت.

فكيف لي، أو لغيري، أن يتصور حقيقة المشاعر التي تخالج عروسا كانت تمنّي نفسها بحياة مغموسة في العسل، فوجدت نفسها بعد يوم واحد من الزواج مطالبة بتعويض زوجها مبلغا كبيرا على ما اعتبره”احتيالا”، لأنها خدعته عندما استعانت بالمكياج لتبدو في”غاية الجمال”في حين أنها بدت، بعد أن غسلت وجهها، كلص دخل بيته على حين غفلة، مثلما ادّعى أمام المحكمة التي رفع لديها دعوى ضدها.

تصورت حالة الفتاة وهي تقرأ خبرا عنها تداولته الصحف الجزائرية، والعديد من المواقع العربية، فأشفقت عليها وتمنيت على الله أن يربط على قلبها، فماذا بوسع هذه المسكينة أن تتحمله؟، الدعوى القضائية، أو تشبيهها باللص، أو التشهير بها في الصحف، أو إنهاء حياتها الزوجية بهذه الطريقة المهينة؟.

وتساءلت بيني وبين نفسي: هل خُيل لزوجها مثلا أنه تزوج روسية أو”طليانية” وفجأة وجد نفسه أمام جزائرية متوسطة الجمال أو أقل من ذلك؟ وهل يعقل أن شابا ينتمي إلى زمن العولمة والتكونولوجيا لايعرف أن مهمة “المكياج”إخفاء العيوب وإبراز الجمال؟، وهل يعقل أن يصدق أن وجه المرأة بعد المكياج، هو نفسه قبل أن تستعمله؟ أم تُراها بالغت في استعمال الزينة حتى بدت وكأنها ملكة جمال؟.

إذا افترضنا أن هناك رجالا من هذا النوع، ممن يعتقدون أن كل امرأة جميلة لمحتها عيونهم في الشوارع والإدارات، ومحطات التلفاز، إنما يتمتعن بجمال طبيعي، فندعوهم إلى رؤية هؤلاء”الجميلات” في آخر النهار وهن ينتزعن الرموش، والعدسات اللاصقة وخصلات الشعر الزائدة، ويغسلن الطبقات الكثيفة من المكياج، لتبدو وجوههن عادية، طبيعية، مثل وجه الخبّاز الذي يشترون من عنده الخبز دون أن يركزوا في سحنته.

وإذا أردنا أن نكون منصفين في قضية العروس”المفجوعة”، فعلينا أن نلقي باللائمة على الفتيات اللواتي يحاولن”طمس”ملامحهن الحقيقية بالمكياج، لجمال افتقدنه، أو لحسن يرغبن فيه، يصل إلى حد الإستعانة بالعدسات اللاصقة، والرموش الإصطناعية، والمكياج الصارخ، وحتى أطقم الأسنان لمن فقدت أسنانها، فإذا اكتشف الرجل الفرق الكبير بين شكل زوجته الحقيقي وبين شكلها المصطنع، وقع في روعه أنه تزوج من امرأة أخرى غير التي اختارها أثناء الخطبة، خاصة إذا كان ممن يقدّس الجمال، وربما تصرف تصرفا أهوجا من قبيل ما فعله العريس الذي رفع دعوى ضد زوجته، ومثلما قال أحد القرّاء معلقا على هذا الخبرالذي نشر في أحد المواقع العربية الشهيرة: قليل من المكياج يعتبر من الجمال، ولكن المبالغة فيه يعتبر انتحالا للشخصية.

مقالات ذات صلة