جواهر
زوجها وأسرتها من أتباع الزاوية التيجانية بالوادي

قاتلة طفليها كانت تتابع عند طبيب نفساني‮ ‬قبل لجوئها للرقية الشرعية

جواهر الشروق
  • 9072
  • 8
صورة: الأرشيف

لا تزال حادثة إقدام أم تبلغ‮ ‬من العمر‮ ‬37‮ ‬سنة،‮ ‬على إغراق اثنين من فلذات أكبادها حتى الموت،‮ ‬وجرح الثالث بسكين مما أدخله العناية المركزة،‮ ‬تثير دهشة الرأي‮ ‬العام المحلي‮ ‬بكوينين منطقة الحادثة ومدينة الوادي‮ ‬على العموم‮.‬

مجريات الحادثة تعود إلى‮ ‬يوم الأربعاء الماضي،‮ ‬أين أقدمت الأم على وضع حد لحياة فلذات أكبادها،‮ ‬لدوافع وأسباب لا تزال مجهولة،‮ ‬مما دفع بـ”الشروق‮” ‬التنقل إلى مسرح الواقعة ثم المقبرة التي‮ ‬دفن فيها الضحايا،‮ ‬والمأتم الذي‮ ‬أقامته أسرة الضحايا‮.‬

في‮ ‬مسجد الزاوية التيجانية بمدينة كوينين،‮ ‬أين ظهر على أفراد الأسرة التأثر من هول الفاجعة التي‮ ‬ألمت بهم،‮ ‬غير أنهم راضون بقضاء الله وقدره،‮ ‬لاسيما وأن أسرة الأم المعنية وزوجها من أتباع الزاوية التيجانية،‮ ‬التي‮ ‬تعكف على تحفيظ القرآن الكريم،‮ ‬وترسيخ المبادئ الإسلامية،‮ ‬والرضا بالقضاء والقدر خيره وشره،‮ ‬في‮ ‬حين أنهم تجنبوا الكلام حول الحادثة مع‮ ‬‭”‬الشروق‮”‬،‮ ‬نظرا لهول الفاجعة التي‮ ‬مازال جرحها لم‮ ‬يندمل،‮ ‬مكتفين بالتعازي‮ ‬التي‮ ‬تلقتها الأسرة‮.‬

وقد علمت‮ “‬الشروق‮” ‬من مصدر موثوق،‮ ‬عايش الحادثة،‮ ‬أن الأم كانت تعاني‮ ‬منذ‮ ‬3‮ ‬أشهر من اضطرابات نفسية دفعت زوجها لنقلها للعلاج عند الطبيب،‮ ‬حيث قام هذا الأخير بتوجيهها إلى طبيب نفسي‮ ‬مختص في‮ ‬الأعصاب،‮ ‬غير أن الأم رفضت العلاج عنده،‮ ‬وفضلت العلاج بالرقية الشرعية،‮ ‬وخلال تلك الفترة رافقها في‮ ‬خدمة بيتها،‮ ‬كل من أمها وأخواتها بالتناوب،‮ ‬وبعد انقضاء‮ ‬3‮ ‬أشهر من العلاج بالرقية،‮ ‬أحست العائلة أن ابنتهم تعافت من مرضها النفسي،‮ ‬وعليها أن تقوم بخدمة بيتها وأبنائها وزوجها،‮ ‬وفي‮ ‬اليوم الذي‮ ‬حدثت فيه الجريمة،‮ ‬وقبل وقوعها دخلت الأم في‮ ‬نوبة نفسية حادة بسبب مشاغبة ابنها الصغير البالغ‮ ‬من العمر‮ ‬3‮ ‬سنوات،‮ ‬فقامت برميه في‮ ‬برميل مملوء بالماء،‮ ‬ليستيقظ ابنها الرضيع البالغ‮ ‬من العمر‮ ‬9‮ ‬أشهر من النوم وينطلق هو الآخر في‮ ‬البكاء،‮ ‬فقامت برميه هو الثاني‮ ‬في‮ ‬برميل الماء،‮ ‬أما الابن الثالث فبمجرد أن ضربته بالسكين وخرج منه الدم،‮ ‬حتى تفطنت لما تقوم به،‮ ‬فسارعت لأحد الجيران الذي‮ ‬نقل الطفل على جناح السرعة للمستشفى لتلقي‮ ‬العلاج،‮ ‬فيما ذهبت الأم بعدها لمصالح الدرك الوطني‮ ‬لتسلم نفسها في‮ ‬حالة هستيرية من البكاء،‮ ‬حيث لم تستطع الكلام إلا‮ ‬يوم أمس،‮ ‬فيما تبقى الحادثة في‮ ‬إطار التحقيق من طرف الضبطية القضائية‮.‬

ويعيش الشارع المحلي‮ ‬في‮ ‬مدينة كوينين،‮ ‬أسفا وحسرة وتضامنا كبيرا مع أسرة الضحية،‮ ‬فيما أجمع من تحدثت إليهم‮ “‬الشروق‮” ‬على عدم تقبل قيام أم بقتل أبنائها وهي‮ ‬في‮ ‬كامل قواها العقلية،‮ ‬أصداء أخرى أشارت إلى الحديث النبوي‮ ‬المتعلق بالقلم الذي‮ ‬يكون مرفوعا عن المجنون حتى‮ ‬يعقل،‮ ‬فيما شدد البعض الآخر على ضرورة نشر ثقافة زيارة الأطباء النفسانيين والمختصين ‬يعقل،‮ ‬فيما شدد البعض الآخر على ضرورة نشر ثقافة زيارة الأطباء النفسانيين والمختصين في‮ ‬الأعصاب،‮ ‬بالتزامن مع الرقية الشرعية،‮ ‬دون إهمال الأولى‮.‬

مقالات ذات صلة