-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في ذكرى تدنيس مسجد كتشاوة

في ذكرى تدنيس مسجد كتشاوة

في مثل هذه الأيام منذ قرن وتسعين سنة، وبالضبط “في عيد يوم الميلاد سنة 1832” ارتكبت فرنسا إحدى كبرى جرائمها في الجزائر، وأيام فرنسا في الجزائر كل يوم منها ترتكب فيه جريمة أكبر من أختها حتى نصر الله – عز وجل- جنده، وهزم فرنسا الصليبية في 19 مارس من عام النّعم، وهو عام 1962.

هذه الجريمة البشعة هي استيلاء المجرم روفيجو على جامع كتشاوة وتحويله إلى كاتدرائية كاثوليكية، مما يؤكد أن فرنسا التي كانت الداعية الأولى للحروب الصليبية وفيّة لصليبيّتها التي لم تفارقها إلى آخر أيامها في الجزائر، ألم يصرح رئيس حكومتها، وزير خارجيتها الصليبي اللائكي جورج بيدو في بداية الخمسينيات من القرن العشرين: “إن الصليب سيحطم الهلال”.

لقد صدق حمدان خوجة رحمه الله الذي قال للمجرم الصليبي بيشون: “قريبا لن يمكننا أن نعرف أين نعيش، وحتى أين نموت”. (شارل أندري جوليان: تاريخ الجزائر المعاصر ج1. ص 162). هذا مع العلم أن حمدان خوجة لم يقض تحت حكم فرنسا إلا ثلاث أو أربع سنوات، عرف فيها النموذج الفرنسي الذي لم يخلق أسوأ منه. “ولا ينبئك مثل خبير”. فنحن الجزائريين أكثر خبرة بفرنسا وجرائمها أكثر من الفرنسيين أنفسهم.

تعهدت فرنسا في معاهدة تسليم مدينة الجزائر بأنها لن تمسّ أي شيء مادي أو معنوي مما يخص الشعب الجزائري، ولكن ما أن ظهرت حتى نقضت عهدها، وصار هذا ديدنها طيلة وجودها البشع في الجزائري، ولم تحترم نفسها فتنفذ أي عهد ووعد أعطته للجزائريين إلا ما أكرهها عليه الشعب الجزائري المجاهد.

لقد مدّ المجرم الصليبي الحاكم الفرنسي العام في الجزائر روفيجو، مدّ عينيه إلى مسجد كتشاوة ليحوله إلى كاتدرائية، وعرضت عليه عدة حلول، ولكنه لصليبيته المقيتة رفض كل ما عرض عليه وشهد على وحشيته أحد أبناء جلدته فقال: “أراد تحطيم كل شيء، وأمر بالقبض على رجال الإفتاء، واقتحام المسجد، وضرب عنق كل من يسعى للاعتراض على تنفيذ رغبته”. (جوليان: المرجع نفسه. ص 163).

وأحضر الإمام مصطفى ابن الكبابطي ليحضر عملية الاقتحام والتحويل إمعانا من المجرم في إهانة رمز الإسلام وهو الإمام ابن الكبابطي الذي قال للصليبيين الفرنسيين وعلى رأسهم روفيجو ورجال الدين النصرانيين “لئن تحولت العبادة في مسجدنا فإن ربه لن يتحول في قلوبنا”. وجاهد الجزائريون خلفا عن سلف حتى جاء نصر الله، وفرح المؤمنون، وطهّر المسجد من الرّجس، وأقيمت فيه أول صلاة جمعة يوم 2 نوفمبر من عام 1962 بإمامة المجاهد محمد البشير الإبراهيمي الذي ألقى خطبة من بدائعه، وكأنه يجيب الإمام ابن الكبابطي الذي نفته فرنسا المجرمة بأن المسجد عاد إلى أصله لأن ربه لم يتحول في قلوب الجزائريين..

أفبعد كل هذه الجرائم يتشدّق الفرنسيون بكتابة “تاريخ مشترك؟” وأي اشتراك بين لصّ وصاحب فصّ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!