الجزائر

في حوار لـ”قنا”.. الرئيس تبون يتحدث عن قمة الجزائر ومونديال قطر

الشروق أونلاين
  • 6845
  • 0
أرشيف
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

أشاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في حوار أدلى به لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، بالجهود التي يبذلها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، لتوحيد الصف العربي، وتعزيز التكامل والتضامن العربيين.

ونوّه الرئيس تبون بأن أمير قطر كان من أوائل من لبّوا دعوة الجزائر، لحضور القمة العربية الـ31 في الجزائر، مشيدا بجهوده للارتقاء بالعلاقات بين البلدين.

وقال الرئيس الجزائري:

أوجّه التحية إلى أخي تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، على كل الجهود التي بذلها للارتقاء بالعلاقات القطرية الجزائرية، ونحن فخورون في الجزائر بهذه العلاقات المثالية التي تربط البلدين الشقيقين.

وأضاف:

كما أحيي الجهود التي يبذلها الأمير في توحيد الصف العربي وتعزيز التكامل والتضامن العربيين، وهذا ليس بالغريب على سموه الذي كان من أوائل من لبوا الدعوة لحضور قمة الجزائر، والعمل على إنجاحها، ولا هو بالغريب أيضا على دولة قطر الشقيقة تحت قيادة سمو الأمير الداعم للتعاون العربي.

حضور أخي تميم بن حمد آل ثاني، للقمة العربية يزيد من التلاحم، ومحفز شديد للم الشمل العربي.

وعن رؤيته لتطور وتنامي العلاقات القطرية الجزائرية قال الرئيس الجزائري:

العلاقات بين البلدين مثالية، ففي المجال السياسي نسجل تقارب الآراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك، أما بالنسبة للجانب الاقتصادي، تعمل قيادتا البلدين على الارتقاء به إلى أحسن المستويات، تحقيقا لمنفعة الشعبين الشقيقين.

هناك مشاريع ضخمة تم تجسيدها، فيما مشاريع أخرى في طور الإنجاز، والبعض الآخر على وشك الانطلاق، وهذا ما أثبتته تجربة التعاون التي كانت نتائجها إيجابية جدا، مضيفا أنه “كلنا حرص على مواصلة العمل سويا لتحقيق زيادة في الاستثمارات على المديين القريب والمتوسط.

الرئيس تبون: قمة الجزائر ستكون انطلاقة جديدة لتفعيل العمل العربي المشترك

وعن قمة الجامعة العربية في الجزائر، قال الرئيس تبون أن القمة:

سوف تمثل انطلاقة جديدة لتفعيل وتدعيم العمل العربي المشترك كما تتطلع إليه الشعوب العربية، “خاصة أننا اليوم كمجموعة عربية نواجه الكثير من التحديات التي أفرزتها تحولات دولية جديدة على مستويات متعددة.

أنا متفائل جدا بالنتائج التي ستتمخض عن هذه القمة، وفي هذا السياق فإننا نرى أن دفع العمل العربي المشترك وتجسيده على أرض الواقع بالتعاون الاقتصادي وتقريب وجهات النظر في مختلف المسائل، مع تحقيق انسجام في القضايا التي تخدم شعوبنا العربية، والتعويل على قدراتنا.. كلها عوامل كفيلة بتفعيل هذا التعاون العربي المنشود.

رؤيتنا تنطلق من الإيمان بقدراتنا ودورنا نحن العرب في المجموعة الدولية ككل، ومع بعضنا كجسم عربي واحد منسجم، نحترم فيه سيادة الدول وقراراتها وعدم التدخل في شؤون الغير، ونعمل على الاستفادة من الطاقات المتنوعة التي تزخر بها الدول العربية، وهذا لا يعني على الإطلاق الانعزال، بل على العكس يجعل منا قوة تلاحم وتجاوبا إيجابيا مع تطلعات شعوبنا.

والجزائر تبذل جهودا حثيثة لتكون القمة العربية الحادية والثلاثون فرصة لإعادة بث روح التضامن العربي النابع من التاريخ والمصير المشترك، وتحويل هذه التحديات إلى دافع بهدف إعادة ترتيب البيت العربي، “لاسيما في ظل تنامي وعي شعوبنا وإدراكها لمختلف هذه الأبعاد الهادفة إلى تكريس بشكل مباشر أو غير مباشر مزيد من الخلافات وتغذيتها لإضعاف اللحمة العربية.

“القضية الفلسطينية هي أم القضايا في كل الأزمنة”

وأكد الرئيس تبون أن الجزائر تعتبر القضية الفلسطينية “أم القضايا عبر كل الأزمنة، لذلك يملي فواجبها تجاه الشعب الفلسطيني، يملي عليها أن تظل واقفة إلى جانبه في أي وقت وفي كل الظروف”.

كما أعرب الرئيس عن أمله أن تساهم قمة الجزائر في إعادة القضية الفلسطينية ليس للواجهة فحسب، “وإنما أيضا لمحور الاهتمام العربي والدولي أمام ما يواجهه الشعب الفلسطيني من احتلال غاشم يغتصب أرضه ومقدساته”.

وشدد الرئيس على أن:

الجزائر التي جمعت الفصائل الفلسطينية في إطار مبادرة مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، تعتبر توحيد الصف الفلسطيني واجبا جزائريا تجاه الشعب الفلسطيني، باعتبار أن قضيته محورية وتتطلب من الجميع بذل الجهود لجمع شمل الفلسطينيين. وقد رحبت كل الفصائل الفلسطينية بالمبادرة الجزائرية التي توجت بالتوقيع على “إعلان الجزائر”، تلبية لرغبة الشعبين الفلسطيني والجزائري. ونأمل في أن تكلل هذه المجهودات بتوحيد الصف الفلسطيني، وتجسيد “إعلان الجزائر” لإنهاء الفرقة التي لا تخدم الشعب الفلسطيني الذي يواجه احتلالا لأرضه.

وبشأن الأزمات الداخلية التي تعاني منها بعض الدول العربية، قال الرئيس:

تعمل الجزائر إلى جانب أشقائها في جامعة الدول العربية على ديمومة الاجتهاد لإيجاد مخارج لهذه الأزمات الداخلية التي تعتبر في حقيقة الأمر انشغالنا جميعا، حيث نتطلع للدفع بالحوار والطرق السلمية كآليات وحيدة قادرة على احتواء هذه الأزمات، وتدعيم الحلول في إطار احترام سيادة الدول ونبذ كل أشكال التدخلات الخارجية، التي أثبت التاريخ أنها السبب في إطالة عمر كل أزمة.

وحول دلالات تزامن انعقاد القمة العربية مع ذكرى الثورة الجزائرية، قال الرئيس عبدالمجيد تبون إن:

اختيار الجزائر أول نوفمبر تاريخا لانعقاد قمة الجامعة العربية، لم يكن محض الصدفة، بل قائما على قدسية وعظمة هذا اليوم في تاريخ الجزائر الذي أصبح رمزا تاريخيا لكل الشعوب التي تتطلع إلى الحرية والاستقلال.

ونحن في أجواء نوفمبر شهر التضحيات والبطولات في بلد الشهداء، كلنا عزم وتفاؤل بمستقبل أفضل لشعوبنا، متشبعين بقيم ومبادئ ثورتنا التحريرية المجيدة التي ألهمت كثيرا من الشعوب، التي كانت تحت وطء الاستعمار، معاني الحرية والاستقلال وبناء الذات، وهي الثورة التي ستبقى محل فخر واعتزاز لكل الشعوب العربية.

الرئيس تبون تطرق في حواره مع وكالة الأنباء القطرية أيضا إلى مونديال كرة القدم الذي تنظمه الدولة العربية، معبّرا عن:

تهانيه لدولة قطر الشقيقة على تنظيمها كأس العالم، التي يريدها الأمير أن تكون مكسبا للأمة العربية، فلأول مرة في التاريخ ستنظم منافسة بهذا الحجم العالمي في دولة عربية شقيقة، وكل الفضل يعود إلى القيادة القطرية والشعب القطري، وكلي فخر بهذا الإنجاز الذي يجب أن يحظى بدعم كامل من الأمة العربية.

مضيفا:

أنا على يقين بأن هذه المنافسة العالمية التي تنظمها قطر ستبقى محفورة في تاريخ بطولة كأس العالم لكرة القدم، لأن قطر ستفاجئ العالم بمستوى التنظيم المحكم في كل المجالات، لاسيما الملاعب والمرافق الفريدة من نوعها. والجزائر تعبر عن دعمها الدائم والكامل لدولة قطر الشقيقة في هذه المنافسة، وتندد في نفس الوقت بالحملات المشبوهة التي تستهدفها، والتي ستقف فيها الجزائر إلى جانب قطر بالمرصاد لدحر أصحابها ومروجيها.

مقالات ذات صلة