-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في تبسة وسكيكدة

في تبسة وسكيكدة

في يوم 15-5-2024 حللت بمدينة تبسة تلبية لدعوة كريمة من “الجمعية الوطنية الخيرية: الجزائريون صناع الأمل”، هذا الاسم الجميل الذي يشيع الأمل في النفوس، ويطرد منها اليأس والقنوط المفضيان إلى السخط على أقدار الله – عز وجل-، وما أجمل قول الشاعر العربي: “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”.
أشكر الإخوة في تبسة على ما أحاطوني به من حفاوة وترحيب من المسئول الأول: السيد الوالي، إلى المواطنين البسطاء في الشوارع والساحات والمساجد.
ومما أسال عبرات الفرح والسرور مني تشرفي بزيارة “مفخرة التبسيين والجزائريين عموما وهو الجامع القطب”، الذي يحمل إسم العالم الشهيد العربي التبسي، نائب رئيس “جمعية العلماء” في عهد رئاسة الإمام محمد البشير الإبراهيمي، ومدير معهد الإمام عبد الحميد ابن باديس رحمهم الله جميعا.
وأحسن الإخوة الظن بي، فرأوني بعين الرضا فطلبوا مني إلقاء كلمة بين العشاءين، بقيمة العلم في الإسلام إلى درجة أن الله – العلي القدير- جعل العلم من أسمائه الحسنى وصفاته العلى، وعرّجت على ذكر علماء الجزائر الذين جاهدوا باللسان وبالسنان ومنهم إبراهيم مزهودي ومحمد الشبوكي، والطاهر حراث، وعبد الحفيظ بدري، وهو من أبرز من تتلمذت عنهم، والأستاذ مالك ابن نبي، وعبد العزيز خالدي، وقد زرت منزل الأستاذ ابن نبي الذي صار “متحفا”، كما زرت معالم تبسة السياحية، ومدرسة “تهذيب البنات والبنين” التي تخرج فيها – كمدارس جمعية العلماء – رجال تفتخر الجزائر بهم في ميادين العلم والجهاد..
وأسعدني لقائي بأعضاء “الجمعية الوطنية الخيرية: الجزائريون صناع الأمل”، في دار الثقافة التي تحمل إسم العالم المجاهد محمد الشبوكي، عضو جمعية العلماء”، وصاحب النشيد الرائع: “جزائرنا يا بلاد الجدود نهضنا نحطم عنك القيود”، وقد حطّمناها، ومرّغنا أنف فرنسا وجنرالاتها وسياسييها في التراب، وأرغمناها على الخروج من الجزائر، وكان شعبنا المجاهد سببا رئيسيا في تحرير جميع الشعوب الافريقية التي أهانتها فرنسا، وكانت ثورة الجزائر المجاهدة هي سبب ما سماه الجنرال المجرم راؤول صالان “نهاية امبراطورية”، وهو عنوان مذكراته، وكان موضوع اللقاء مع أعضاء الجمعية هو دور المجتمع المدني في ترسيخ أسس الوطنية، وقد ذكرت نفسي وإخواني بفضل الإسلام في توحيد الشعب الجزائري إلى درجة أن عدوتنا فرنسا لم تكن تسمينا الجزائريين ولكنها كانت تسمينا “المسلمين”، وأن الرئيس السوري حافظ الأسد قال ما معناه: “لو كنت مسئولا في الجزائر لما رفعت شعارا غير الإسلام”، كما أخبرني الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي عندما قابل حافظ الأسد.
وفي يوم السبت كانت القاعة الرئيسية للمكتبة العمومية في مدينة سكيكدة مسرحا للتظاهرة تاريخية نظمتها شعبة جمعية العلماء عن عدة حوادث: ذكرى تأسيس جمعية العلماء، وذكرى 8 ماي 45، وذكرى يوم الطالب، وذكرى اغتصاب فلسطين، وذكرى وفاة الإمام الإبراهيمي، وقد امتلأت قاعة المحاضرات الكبيرة عن آخرها، وقد بقي كثير من الحاضرين وقوفا، فشكرا لإخواني في تبسة وسكيكدة على نشاطهم المتميز، وعسى الله – العلي القدير- أن يجمعنا مرة أخرى…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!