-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السكان يستنجدون بالوالي صيودة لترحيلهم في أقرب فرصة

فيضان الوادي.. انزلاق التربة وانهيار الصخور أخطار تهدد عائلات الصفيح بالأبيار

راضية مرباح
  • 1064
  • 2
فيضان الوادي.. انزلاق التربة وانهيار الصخور أخطار تهدد عائلات الصفيح بالأبيار
أرشيف

أوضاع مزرية تعيشها العائلات القاطنة بالحي القصديري الينابيع ببلدية الأبيار، ذالك الحي الذي يصعب الوصول إليه مشيا على الأقدام، لتمركزه بموقع خفي للعيان حتى إن المنطقة تلك ككل تبدو وكأنها صور ترمز للبؤس، مأخوذة من ولاية داخلية من عمق الجزائر وليست بالأبيار، تلك البلدية التي لطالما صنفت ضمن المناطق الراقية بعاصمة البلاد حيث تنعدم أبسط ضروريات العيش بذات الحي مقابل العديد من الأخطار التي تتربص بالسكان منها هاجس فيضان الوادي، انهيار الصخور فوق أسقف السكنات فضلا عن انزلاقات التربة.

آهات السكان المتكررة خاصة بعد “ليلة الرعب” التي أحدثتها الفيضانات الأخيرة المسجلة بالعاصمة عقب التساقط الكثيف لأمطار الخريف وما خلفته من أضرار جسيمة على سكان حي الينابيع بالأبيار، تلك السكنات التي هي في الأصل عبارة عن “برارك” مبنية من الترنيت، الزنك و”الباربان” وكل ما يأتي على البال لسد أي ثغرة أو إحاطة المسكن أو حتى وضع عجلات مطاطية في المنحدرات علها تنوب عن السلالم للوصول إلى البيت المشؤوم الذي لم تنفع محاولات السكان الحثيثة في وقفات سلمية أو حتى زيارات للبلدية الإسراع في تمرير ملفاتهم قصد إدراجهم ضمن عمليات الترحيل المستعجلة لموقع سكناتهم المبنية على ضفاف واد.

حي الينابيع مخفي.. والأبيار منطقة حساسة وراقية!

وصولنا إلى منطقة الينابيع لم يكن بالأمر الهين نظرا لموقع الحي الخفي المتواجد بعمق “عمق” الأبيار.. أخذنا أسهل المسالك عبر مستشفى بئر طرارية مرورا بأحياء سكنية ثم منحدر إلى الأسفل.. استفسرنا كل من وجدناه بطريقنا عن الوجهة، فكانت أجوبة الكل صوب نفس المؤشر، بأخذ طريق يساري أو النزول أكثر صوب المنحدر، فكان الاختيار الأول أقرب بالنسبة لنا خاصة ونحن على متن سيارة.

وصلنا إلى الحي في حدود الحادية عشرة صباحا، ورغم هذا التوقيت إلا أن الحي كان يبدو مهجورا، فلا ضجيج ولا حتى أطفال يلعبون خارج منازلهم، أخذنا نتجول بمفردنا إلى غاية ظهور أحد الشبان من النافذة، فبعدما قدمنا له أنفسنا سارع للخروج من أجل إيفادنا بمشاكل الحي قبل أن تبدأ العائلات بالخروج الواحدة تلو الأخرى، وكأن وجودنا أعاد لهم الأمل لإسماع أصواتهم إلى الجهات المسؤولة خاصة أن كل محاولاتهم بالخروج إلى الشارع والاحتجاج باءت بالفشل وقمعت في مهدها –على حسب شهاداتهم – والسبب يظل للأبد في أن الأبيار منطقة حساسة تضم السفارات والقنصليات ومراكز حساسة أخرى، تفرض أن يكون بها الهدوء وإجراءات أمنية لا يعادلها مثيل كما أن موقع الحي المتواجد بمنطقة خفية وغير ظاهرة للعيان يمكن أن تشوه مظهر الأبيار زاد دفعا آخر في السكوت عن الحي وعدم الإسراع في برمجته ضمن الأحياء المستعجلة المعنية بالترحيل لا سيما تلك الواقعة على ضفاف الأودية.

الوادي من الأمام وانهيارات الصخور من الوراء

وقفنا بأعلى المنحدر لمعاينة الحي من أعلى نقطة، فكانت دهشتنا كبيرة نظرا لبشاعة المشاهد.. سكنات منصبة هنا وهناك بطريقة عشوائية بحي ينام على عدد كبير من الينابيع والمياه الجوفية في الأصل كما أن أسفل نقطة من المنحدر تعتبر مجرى للوادي المؤدي إلى وادي قريش –حسب شهادات السكان القدامى الذين قطنوا بعين المكان منذ نهاية الثمانينيات أين نصبت لهم خيم بالموقع قبل أن يتضاعف عدد العائلات في وقت لاحق.. تقول الشهادات إن المنطقة كانت تضم 9 عمارات ظلت لأكثر من 28 سنة عبارة عن هيكل دون روح قبل أن تهدم بعد رفض السلطات طلب منحها لهؤلاء السكان لمشاكل تقنية.

ما إن مرت الساعة على تواجدنا بعين المكان إلا ووجدنا أنفسنا محاطين بجموع من السكان، الكل يريد أن يشتكي ويتكلم وكلاهم يتوسلون لزيارة منزلهم وتصوير معاناتهم، لتشترك كل الآهات حول الأخطار المتربصة بهم بحي تكاد سكناته تتهاوى إلى أسفل مجرى الوادي في حالة حدوث فيضانات أخرى كتلك المسجلة في 12 سبتمبر الجاري. مشكل تهاوي الصخور وانهيارها فوق أسقف السكنات هو الآخر طرح من طرف السكان نظرا لطبيعة الموقع المتواجد به كميات كبيرة من الأحجار والصخور وبقايا الردوم التي استغلت لسد الفراغات والبناء فوقها، ما يهدد السكان بموت أكيد في حالة انزلاق التربة وخير دليل على ذلك التشققات المسجلة بالجدران وأرضيات المباني والسكنات التي قد تنهار في أي لحظة.

السكان يصرخون: السلطات تمارس “الحقرة” ضدنا

المشاكل المثقلة التي تعاني منها أكثر من 70 عائلة بحي الينابيع، دفعتهم لمناشدة والي العاصمة عبد الخالق صيودة لزيارة الموقع والوقوف على حجم معاناتهم، مطالبين إياه بالتنقل شخصيا ومعاينة الخطر وفي حالة اكتشافه لعكس ما يقوله هؤلاء السكان، فسيتحملون الاستمرار في العيش بعين المكان –تضيف شهادات من وصفوا أنفسهم بالأحياء الميتين داخل ما يشبه الكهوف أو قبور الحياة تنعدم لأبسط الضروريات، انطلاقا من الربط العشوائي للكهرباء الذي تسبب في عديد المرات في تسجيل حوادث لشرارات كهربائية وانقطاعات للتيار أيام التساقط فضلا عن غياب الماء الذي يستقدم هو الآخر بطريقة غير شرعية وفوضوية. أما قنوات الصرف الصحي فهي من آخر الاهتمامات بعدما استطاع بعض السكان تشكيل حفرة كبيرة يتم إفراغ بها كل فضلاتهم لتنظف من طرفهم من فترة لأخرى تجنبا لأي أخطار صحية قد تنجم عن ذلك.

ولأن المنطقة واقعة بمنحدر لم يتمكن السكان من التفكير في أي حيلة للوصول إلى أسفل موقع إلا بوضع العجلات المطاطية وأغصان الأشجار تجنبا لأي حوادث انزلاق الراجلين. ولم يخف السكان التواجد المكثف للجرذان والأفاعي التي تقاسمهم العيش داخل سكنات أصبحت مصدرا للأمراض الصدرية والحساسية .
وتحدث السكان من جانب آخر عن حادثة يوم الفيضانات أين تم إنقاذ طفل بشق الأنفس في وقت أجبرت حالة الحي وضع مجار بطريقتهم الخاصة من أجل منع تسرب أكبر كمية من المياه تجاه سكناتهم، هي مشاكل وأخرى لم تحرك السلطات المحلية من أجل الإسراع لترحيل تلك العائلات التي تؤكد أن ما يحدث لهم يعبر عن “حقرة” حقيقية تمارس ضدهم من طرف البلدية والدائرة الإدارية لبوزريعة لا لشيء سوى لأن حيهم يتواجد بمنطقة معزولة ومخفية بعمق بلدية الأبيار، لا تظهر حالته ومشهده البائس للعيان ولزوار المنطقة.

وتساءل هؤلاء عن سبب إقصائهم من الترحيل بعدما تم القضاء على حي “عين الزبوجة” الفوضوي المجاور رغم تشابه معاناتهم، في وقت يتم تقاذف المسؤوليات ما بين الدائرة والبلدية وحتى الولاية حول ملفات الحي وهو ما يطرح بالنسبة إليهم العديد من التساؤلات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد☪Mohamed

    تبدل المناخ on s'adapte نبدل طريقة البناء , ونبتعدعن مجرى المياه.
    التغيير لمطابقة أفضل للبيئة

  • alhor

    ......وكأنها صور ترمز للبؤس، مأخوذة من ولاية داخلية من عمق الجزائر وليست بالأبيار و تشهدي اننا في بؤس جزائر العزة و الكرامة الي كنت تتغنينا بها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!