-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“فورين بوليسي” الأمريكية تنقل أجواء الحرب في الصحراء الغربية

“فورين بوليسي” الأمريكية تنقل أجواء الحرب في الصحراء الغربية
ح.م
صورة لقائد بجبهة البوليساريو خلال إشرافه على هجوم صاروخي في 26 ماي الماضي

نشرت مجلة فورين بوليسي (السياسة الخارجية) الأمريكية الذائعة الصيت مقالا تحت عنوان “إنهاء الاستعمار من آخر موقع في الصحراء” تطرقت فيه إلى تاريخ النزاع في الصحراء الغربية وواقع الحرب الجارية منذ 13 نوفمبر 2020 على إثر خرق دولة الاحتلال المغربي لوقف إطلاق النار لعام 1991.

المقال الذي حرره الصحفيان أندريا برادا بيانكي وبيشا ماجد، اللذين قاما مؤخرا بزيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي الصحراوية المحررة، ليس توضيحا لطبيعة قضية الصحراء الغربية وأبعادها القانونية والدولية وإنما أيضا شهادة من صحيفة أمريكية معروفة على واقع الحرب التي ظلت دولة الاحتلال المغربي تنكره منذ نسفها لوقف إطلاق النار.

ويستعرض المقال بعضا من جوانب حرب الاستنزاف التي يشنها الجيش الصحراوي ضد مواقع قوات الإحتلال المغربي على طول جدار العار والردود العشوائية لجيش الاحتلال. وفي هذا الإطار، تصف الصحيفة ما عاينه صحافياها من هجوم بقذائف الهاون قامت به وحدة من وحدات الجيش الصحراوي على مواقع متقدمة لقوات الاحتلال.

ونقلت الصحيفة بعضاً من لقائها منع الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، الصحراوية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو، الذي أكد فيه أن “النصر مسألة وقت، فكل جيل يحمل وينمي القضية بداخله” وأن الخبرة السابقة لمقاتلي الجبهة جعلته واثقا من حسم النزاع كما “تمكنا من مواجهة التفوق العسكري المغربي في الماضي”.

وفي تعليقه على إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص دعم الولايات المتحدة للموقف المغربي، قال الرئيس الصحراوي إن ذلك الموقف ومبيعات الأسلحة التي تبيعها إدارة بايدن إلى الرباط “لا يخدمان السلام، بل يؤديان إلى مزيد من التوتر، لأنهما يشجعان دولة الاحتلال على الاستمرار في معارضتها لأي حل سلمي وعادل”، وطالب “الولايات المتحدة بشكل عاجل تصحيح سياستها تجاه الصحراء الغربية”.

وأوضحت الصحيفة في هذا السياق أن الهدف من إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو إدخال المغرب في اتفاقيات أبراهام، وهو ما قاد إلى تقارب المغرب أكثر من إسرائيل وخاصة صناعة الأسلحة لديها. ولا تزال “قنبلة” ترامب الدبلوماسية، كما تصفها الصحيفة، تخيم على إدارة بايدن التي توجد اليوم في موقف محرج من وجهة نظر دبلوماسية.

وتابعت المجلة تتحدث عن إعلان ترامب إنشاء قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة المحتلة “عندما اعترف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، وعد أيضًا بفتح قنصلية أمريكية في الداخلة… إن التراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء سيؤدي بالتأكيد إلى أزمة مع المغرب، في الوقت نفسه، فإن إنشاء قنصلية في الداخلة سيعني بشكل علني مخالفة سياسة الأمم المتحدة، حتى الآن  كان الحل هو الخمول: لا تزال القنصلية في الداخلة عبارة عن مبنى فارغ، وأكثر تمثيل أمريكي نشط هو ماكدونالدز في المدينة الرئيسية في العيون، ونقتل عن الخارجية الامريكية أنه “ليس لديها جديد لتعلنه بخصوص القنصلية المقترحة في الداخلة”.

كما أشار المقال إلى نشأة جبهة البوليساريو في عام 1973 بقيادة الولي مصطفى السيد وكفاحها ضد المستعمر الإسباني وكذلك مواصلتها للكفاح ضد القوات المغربية “التي أمطرت مخيمات اللاجئين الصحراويين بذخائر الفسفور الأبيض والنابالم في عام 1976.”، مشيرةً إلى أن “الاحتلال المغربي” أجبر غالبية الصحراويين على الفرار إلى مخيمات اللاجئين إلى تندوف، يعيشون حتى اليوم.

وتطرق المقال أيضا لقبول جبهة البوليساريو والمغرب لوقف إطلاق النار عام 1991 على أساس أن تقوم الأمم المتحد بإجراء “استفتاء على الاستقلال”، حيث أنشأت لذلك الغرض بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، وهذا في الوقت الذي ما تزال فيه الأمم المتحدة تصنف الصحراء الغربية على أنها إقليم خاضع لتصفية الاستعمار.

ويورد المقال في هذا الإطار جزءا من كلمة سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، أمام لجنة الأمم المتحدة لإنهاء الاستعمار، حيث أكد أن سبب عدم اكتمال إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية يعود إلى “تقاعس المجتمع الدولي الذي لا يمكن تبريره الذي شجع دولة الاحتلال المغربي على مواصلة احتلال أجزاء من الصحراء الغربية بالقوة، مع الإفلات التام من العقاب”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!