فن الطبخ .. حكاية أول كتاب للوصفات في الجزائر

فن الطبخ عبر الجزائر هو كتاب مرجعي باللغة الفرنسية عن المطبخ الجزائري، وثق في صفحاته أكثر الوصفات الجزائرية. كتاب ألفته عروس حائرة بعيدة عن أهلها في زمن كان الطبخ يتوراث من الأم لابنتها في المطبخ لا في العالم الافتراضي.

الشروق العربي تعود بالأرشيف إلى سنوات السبعينيات، لتحكي حكاية كتاب طبخ عادي صار اليوم دليلا موثقا على أصالة الطبخ الجزائري خاصة في زمن صارت فيه السرقة ديدن الجيران.

كاتبة هذا الكتاب القيم، هي السيدة زينب سكيلي، وهي من مواليد 7 أفريل 1935 بتلميلي بالجزائر العاصمة، هي طاهية، مؤلفة، صاحبة مطعم، معلمة طبخ، كاتبة عمود إذاعي، عضو لجنة تحكيم مسابقات الطبخ ومقدمة برامج تلفزيونية جزائرية.

كان جدها يدير مطعما شعبيا صغيرا في الجزائر العاصمة في بداية القرن الماضي؛ ومنه تعرفت على فن الطبخ.

أكثر من كتاب… رجع موثق

وفي مستغانم، في نهاية الخمسينيات، خطرت لها فكرة مشروع كتاب لتوثيق الطبخ الجزائري، بعد أن واجهت أول عيد كزوجة بعيدة عن أهلها: “كنت تائهة ووحيدة في عائلة لا أعرفها، لم أتمكن من الاتصال بوالدتي لإرشادي، ولم أتمكن من العثور على كتاب يرشدني، فقررت أن أكتبه”.

كتبت السيدة زينب مرجعا يسلط الضوء على كافة التفاصيل المتعلقة بإعداد الأطباق الأسطورية من أركان البلاد الأربعة.

صدفة أم قدر، كانت جارتها في بيت الضيافة هي الممثلة ياسمين دوار، التي عرفتها بمدير دار النشر الوحيدة في الجزائر آنذاك، الذي كان يسكن في نفس المبنى.

أنهت السيدة سكيلي كتابها عام 1968، وتم طبعه بعد خمس سنوات وحقق نجاحاً كبيراً وكان من أكثر الكتب مبيعاً في عام 1973، وهو عام طبعته الأولى، وكان لا بد من إعادة نشره بعد بضعة أشهر، في عام 1974 لتلبية الطلب الكبير عليه ومرة ثالثة في عام 1988 ضمن طبعات الشركة الوطنية للكتاب الجزائرية.

المسار المهني

بدأت السيدة زينت مسيرتها المهنية كأستاذة لفن الطبخ مدارس الضيافة بالجزائر العاصمة وتيزي وزو، ضمن المعهد الوطني لتقنيات الفندقة والسياحة الذي افتتح عام 1972، حيث شاركت في تدريب جيل كامل من الطهاة الجزائريين والأجانب.

شغلت السيدة زين منصب رئيسة مطاعم في مؤسسات فندقية مهمة في الجزائر العاصمة وكانت مسؤولة عن افتتاحها، لاسيما فندق الجزائر (سان جورج سابقا)، وفندق دار الضياف عام 1984 ومطعم المرجان بفندق سوفيتيل.

بعد هذه المسيرة الحافلة، ولجت السيدة سكيلي ميدان الإعلام، فقامت بتقديم برامج تلفزيونية في التلفزيون الجزائري “برنامج بالهناء والشفاء” من 2004 إلى 2006 وعلى قناة الإذاعة الجزائرية من 2006 إلى 2008

ثم أصبحت عضوًا في لجنة تحكيم مسابقات الطبخ، وأصدرت كتابًا ثانيًا عام 2004 بعنوان “30 وصفة تقليدية لرمضان” باللغتين الفرنسية والعربية.

صفعة جزائرية لنكتة بلجيكية

وخلال الاحتفال بالذكرى الثلاثين للاستقلال، تمت دعوتها من قبل، سفارة الجزائر ببلجيكا، خلال حفل استقبال نظم في قلعة، بعد أن أساءت إليها امرأة بلجيكية، لخصت المطبخ الجزائري بالكسكس والمشوي الأبدي، ردت زينب بقائمة طعام استثنائية. “لقد صنعنا، من بين أشياء أخرى، خبز دار، كبدة مشرملة، محنشة اللحم، قطايف بطبقات، قنيدلات وتشاراك محشو بتمر الطولقة..