-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تهافت على الحجز منذ مطلع ديسمبر

فنادق جزائرية تتحدّى كورونا وتستعد لـ”ريفيون” صاخب!

وهيبة سليماني
  • 1658
  • 3
فنادق جزائرية تتحدّى كورونا وتستعد لـ”ريفيون” صاخب!
أرشيف

تهافت الكثير من الجزائريين، منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، على الحجز في الفنادق والمطاعم، لقضاء سهرة ليلة رأس السنة الميلادية. وذلك رغم أزمة كورونا التي لا تزال تحكم قبضتها على المجتمع برمته، حيث تدفعهم رغبة جامحة في التخلص من أثقال آثار الحجر الصحي، بقدر من المتعة والحفاوة..

الاستنجاد بـ”الفايسبوك” لإعلان تخفيضات في وضع متأزم

وسخرت الفنادق الجزائرية كل الإمكانيات المادية والبشرية لاستقطاب السياح خلال عطلة الشتاء، وإحياء احتفالات رأس السنة الميلادية، سعيا منها إلى استغلال الظرف الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا، حيث رغم تفضيل جزائريين، قضاء أجواء “الريفيون” في الخارج، إلاّ أنّ الخوف من “أوميكرون”، وصعوبة إجراءات السفر وغلاء تكاليفه، يجعل بعض هؤلاء يفكرون في وجهات سياحية داخلية، وفنادق في مستوى تطلعاتهم، وقادرة على تلبية طلباتهم..

فنادق تدخل سباق استقطاب الزبائن عبر “الفايسبوك”
وتجلت مظاهر الاستعداد لـ”الريفيون” مع بدأ العد التنازلي لاستقبال العام الجديد ووداع الأيام الأخيرة لـ2021، حيث تشهد المركبات السياحية والمطاعم والفنادق، انعكاسات إيجابية بانتعاش نوعي في مداخيلها من خلال الحجوزات السابقة لأوانها التي بدأت مع مطلع ديسمبر.
وامتلأت صفحات “الفايسبوك” بالترويج للرحلات السياحية الخاصة بعطلة الشتاء واحتفالات رأس السنة، حيث أعلنت الكثير من الفنادق وعبر صفحاتها الرقمية، عن تخفيضات تصل إلى 20 بالمائة.

يوبي: احتفالات رأس السنة فرصة الفنادق للربح
جمال نسيب: رحلات بـ “الكريدي” لتمكين “الزوالية” من السياحة

وتتواصل الاستعدادات عبر معظم الفنادق السياحية، سواء الواقعة في مدن الشمال أو في الجنوب، حيث يرغب الكثير من الجزائريين في التوجه إليها، وقضاء اللّيلة في هذه الفنادق، سواء للسهر والتمتع بحفلاتها المنظمة داخلها، أم لزيارة أماكن أخرى والاحتفال بليلة رأس السنة في أحد المطاعم أو في مواقع سياحية.
وأعلنت عبر “الفايسبوك” معظم الفنادق السياحية المعروفة، وحتى الفنادق العائلية، عن تخفيضات خاصة تمتد في الغالب من يوم 25 ديسمبر إلى 31 من نفس الشهر، حيث حدّد أحد الفنادق بولاية سكيكدة سعر قضاء 3 ليالي بأسعار تختلف حسب الخدمات، بين مليون سنتيم ومليون ونصف مليون سنتيم.
وأكّد في هذا السّياق رئيس مجمع “نسيب” لسلسة الفنادق والوكالات السياحية، جمال نسيب، أن مناسبتي العطلة الشتوية، واحتفالات “الريفيون”، فرصة لإنعاش السياحة، وخاصة الداخلية، من خلال عرض أسعار وخدمات جديدة في جو عائلي، مشيرا إلى أن الفنادق التابعة لمجمعه، خفضت أسعار الحجوزات بنسبة 20 بالمائة.
ومنصات التواصل الاجتماعي، كانت فضاء مناسبا لعرض خدمات الفنادق الجزائرية، والترويج لأجندتها الجديدة الخاصة بعطلة الشتاء وليلة رأس السنة، ويسعى مسيروها، حسبه، إلى كسب ثقة الزبون، وتحقيق أجواء تنشر الفرح، وتغنيه عن رحلات خارج الجزائر.

بين الحفلات الصاخبة والبروتوكول الصحي.. معركة!
ودخلت فنادق سياحية معركة التحدي منذ بدئها استقبال الزبائن والقيام بتسجيل الحجوزات، حيث يستدعي البروتوكول الصارم المفروض داخلها الكثير من الحذر، لاسيما أن مخاوف الموجة الرابعة لفيروس كورونا، تتصاعد بتصاعد حالات الإصابة بالوباء، والحديث عن تسجيل أوّل المتحور “أوميكرون”.
وتزيّنت معظم الفنادق الكبرى، بالعاصمة بشجرة “الكريسماس”، في حين إنّ قاعات الحفلات داخل هذه الفنادق جهزت لإحياء “الريفيون”، حيث تزينت خصيصا لتصنع بهجة الزبائن السياح، مع التقيد بالبروتوكول الصّحي المتمثل في ارتداء الكمامة، والالتزام بالتباعد الجسدي، واستعمال محلول التعقيم.
وعليه، أوضح جمال نسيب، أن الفنادق والوكالات السياحية عرفت خلال الثلاث سنوات الأخيرة ركودا، وهي تستعد الآن لتعويض الكثير من الخسائر من جهة، ولتطوير السياحة الداخلية من جهة أخرى، مضيفا أنّ قضاء ليلة ممتعة للاحتفال برأس السنة، يكون حسب اختيارات ورغبات الزبائن، فمنهم من يفضلون الصحراء ومنهم من يهربون إلى مدن ساحلية مثل العاصمة ووهران، وبجاية وسكيكدة.
وقال نسيب، إن أسعار الفنادق التابعة لمجمعه السياحي، أعدت بطريقة جد مدروسة، وهذا حفاظا على الزبون، وتضمن تطبيقا صارما لإجراءات الوقاية من عدوى كورونا، وذلك من خلال تجنيد أعوان وموظفين في مستوى الظرف الاستثنائي المتزامن مع نهاية السنة.
وأعلن مجمع نسيب للسياحة والأسفار، عن رحلات سياحية نحو الحمامات المعدنية، حيث التخفيضات ستكون حاضرة في الفنادق الواقعة بالقرب من المركبات السياحية الحموية.
ومن جهته، يرى مولود يوبي، رئيس الاتحاد الوطني للسياحة والسفر، أنّ البروتوكول الصحي الصارم، المفروض على الفنادق، تسبب في تراجع الطلب عليها، وأن الإقبال هذا العام ضئيل جدا، رغم أن أسعار الخدمات لم تعرف زيادة مقارنة بالسنة الماضية.
وأفاد يوبي، أنّ 800 مؤسسة فندقية في الجزائر دخلت معترك الإنعاش السياحي، وذلك بتطوير الخدمات التي يتطلع إليها السياح، والبداية ستكون من عطلة الشتاء، والتحدي الحقيقي لها سيكون مع حفلات” الريفيون” وبإجراءات وقائية صارمة من كورونا.

وجهات الجنوب محجوزة والرحلات إلى الخارج لا تقل عن 15 مليونا
وتعتبر فئة الشباب، حسب مولود يوبي، الأكثر إقبالا على الحجز في الفنادق للاحتفال بليلة رأس الميلادية، وتكون وجهتهم المفضلة إما الدول الأجنبية أو ولايات سياحية صحراوية، حيث أكد يوبي، أن أسعار الرحلات عبر الطائرة لتركيا وتونس، ودبي، لا تقل عن 15 مليون سنتيم، في حين إن الرحلات إلى الصحراء الجزائرية هذه الأيام تتراوح بين 25 ألف دج و40 ألف دج للشخص، زيادة عن تكاليف الحجز في الفنادق، وهذا لا يشجع عائلة بأكملها على مثل هذه الرحلات السياحية، لما تتطلب من تكاليف باهظة.
وقال المتحدث: “إن الظروف المالية تتجه نحو التقهقر، والطلبات على السياحة الخاصة بـ”الريفيون” تقتصر في الغالب على الشباب”.
وفي ذات السياق، وصف جمال نسيب، الجزائريين بالشعب الذواق المحتاج للتنفيس بشيء من التفاؤل والأمل ببداية عام جديد، ولكن هناك حسبه، خطوات ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار لاستقطاب السائح.
وقال إن مجمع “نسيب” يأمل في إسعاد الجزائريين من خلال رحلات سياحية نظّمها بمناسبة احتفالات رأس السنة، إلى ولايات جنوبية، وهي بسكرة والوادي، تمنراست، وبأسعار لا تزيد عن 3 ملايين سنتيم لقضاء 10 أيام و9 ليالي في فنادق بهذه الولايات مع خرجات سياحية.
بالإضافة إلى إبرام عقود مع تنظيمات خاصة بأساتذة المدارس التربوية تسمح بتخفيضات في تكاليف الحجز في فنادق سياحية والتمتع بأجواء ممتعة خلال عطلة الشتاء.

رحلات بـ”الكريدي” للزوالية
وكشف صاحب أكبر مجمع سياحي” نسيب”، عن مشروع سيتم الإعلان عن تفاصيله مع بداية سنة 2022، يتعلق برحلات سياحية وحجز في الفنادق التابعة للمجمع، عن طريق “التقسيط” أي “الكريدي” في دفع فاتورة الرحلة أو قضاء ليلة أو عدة ليالي في الفندق، وذلك لمساعدة “الزوالية”، وتمكينهم من قضاء عطل ومناسبات رفقة أبنائهم، والتمتع بالسياحة الداخلية سواء الحموية أو الجبلية أو الساحلية.
وثمّن جمال نسيب، قرار وزير السياحة القاضي بمنع الجمعيات التي تنافس الوكالات السياحية، من تنظيم رحلات سياحية للأشخاص، حيث أن يمنع منعا باتا أي إنسان يأخذ مجموعة في رحلة للحمامات أو وجهات سياحية أخرى، وقد يعرض نفسه للعقاب.
وأكّد مولود يوبي، رئيس الاتحاد الوطني للسياحة والسفر، أنّ المشاكل المطروحة، أمام الوكالات السياحية والفنادق، التي جاءت جراء تراكمات عدة بينها آثار الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا، حالت دون استمرارها في النشاط، حيث أبقت على نسبة 10 بالمائة من أصحاب هذه الهيئات السياحية، ينشطون بشكل عادي، فيما غاب 90 بالمائة الآخرون عن الساحة، مشيرا إلى أن السياحة الداخلية لا تزال غير مربحة، وأن مستوى الخدمات الفندقية ضعيف، بالنظر إلى الأسعار المرتفعة والخدمات المتدنية.
وقال يوبي، إن على الدولة إعطاء أهمية أكثر للقطاع السياحي بخلق ميكانيزمات حقيقة لتنمية القطاع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • banix

    كورونا كذلك في الانتظار

  • slimane

    شعب يبكي ويشكي غلاء المعيشة ويتنافس في اللهو والسياحة يالها من مفارقة

  • محمد أمين بغدادي

    وأين الدولة لتكبح جماح المتنمرين العابثين ببرتتوكول الآمان تعريض صحة الجزائريين للخطر وأنا أعني العدوى التي ينشرها طلاب المتعة غدا إذا انتهوا من شربهم ورقصهم بين المواطنين الذين يجرون وراء لقمة العيش .