الجزائر
بعد فتواه حول أهل السنة والجماعة

فركوس: ردود الفعل على مقالي مليئة بـ”الافتراءات”

عبد الرزاق بوالقمح
  • 16015
  • 144
ح.م

اعتبر الدكتور محمد علي فركوس، الخميس، موجة الانتقادات التي طالت مقاله السابق حول أهل السنة والجماعة مجرد “افتراءات” مجردة من الدليل.
ورد هذا الزعيم السلفي في مقاله الشهري الجديد، على الجدل الواسع الذي خلفته فتوى نشرها قبل أسابيع حول معايير الانتساب إلى أهل السنة والجماعة ووصف فيها أتباع التيارات الأخرى بأصحاب الأهواء.
وحسبه “حاولتُ ـ جادًّا ـ مِنْ خلالِ النَّظر في الرُّدود على مقالي السَّابقِ، والموسوم ﺑ: (تسليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء) أَنْ أجِدَ ـ في أقلام الكُتَّاب المخالفين، الَّذين ادَّعَوْا لأَنْفُسهم الصِّدقَ والإنصاف، وفي مقالاتِ المُعترِضين وتعليقاتِهم، مِنَ الصحفيِّين المُنتسِبين إليهم والمأجورين وغيرِهم ـ انتقادًا بنَّاءً أو اعتراضًا مُفيدًا، يحمل بصيصًا مِنْ نورٍ أو أَثَارةً(١) مِنْ علمٍ لعلَّها تنفعني، لكنِّي ـ مع الأسف الشَّديد ـ لم أجِدْ لهم صِفةَ الصِّدق خُلُقًا، ولا العدل متَّصَفًا، ولا الحقِّ مُنصَفًا، بل حليفُهم الافتراءُ والادِّعاءُ المجرَّد عن الدَّليل، المُفرغ عن الحُجَّة”.
وأوضح أن من ردوا عليه من العلماء وحتى الكتاب “سلكوا فيها سبيل التَّناقض والالتواء، في محاولةِ تدعيمها بكُلِّ ما يَصِلُ إليهم مِنْ أكاذيبَ وأباطيل، وحشَوْا مقالاتِهم وسوَّدوا صحائفَهم بما افترَتْه أقلامُهم المسعورةُ مِنَ التَّهجُّم والنَّبز بالألقاب الشَّنيعة والصِّفات الذَّميمة التي رمَوْني بها بلا مُستنَدٍ ولا دليلٍ، مع تقطيعٍ للمعنى الذي تحمله عباراتي وألفاظي، وإظهارٍ للتَّعجُّب منها، وغيرِ ذلك ممَّا يُعَدُّ فجورًا في الخصومة، وخروجًا عن الأدب الرَّفيع، وبُعدًا عن القصد مِنَ المناظرة والمناقشة، فقَدْ نَسبوني ـ ظلمًا وزورًا ـ إلى ما هم أَوْلى بالاتِّصاف به، مِنَ التَّكفير والغُلُوِّ والطُّغيان والضَّلال والسَّفه والغوغائيَّة”.
واستنكر فركوس ربط اسمه بمأساة التسعينيات بالقول “بل قرنوا اسْمِي بأحداث التِّسعينيات وسفكِ الدِّماء واستحلال الأعراض مِنْ غيرِ بيِّنةٍ ولا برهانٍ، وهم أعلمُ بأصحاب هذه الفتنةِ ومَنْ سعى في خراب البلاد وإفسادِ العباد، وغيرها مِنْ أنواع الشَّتيمة التي يستخدمها المُبطِلون والضُّعَفاء، الَّذين لا يحصِّلون مِنَ العلم أو الحقِّ طائلًا؛ إذِ الشَّتيمةُ والوقيعة والتَّهجُّم عند النِّقاش حيلةُ العاجز وبضاعةُ المُفلِس”.
ويرى صاحب فتوى أهل السنة والجماعة أن من انتقدوا خرجته “أَفجَعَهم مقالي وآلَمَهم؛ وهذا أمرٌ طبيعيٌّ لأنَّ الصُّراخ على قدر الألم” وحسبه فقد “استعمَلوا ـ في ذلك ـ أسلوبَ التَّخويف والإرجاف(٣)، وتحريضِ السُّلطان تهويلًا وتهييجًا، وتضخيمًا وتهريجًا”.
ونالت جمعية العلماء المسلمين نصيب الأسد من رد فركوس بعد ان اعتبرت فتواه السابقة “فتنة” ودعوة إلى “التفرقة” والتي اتهمها بالإنحراف عن نهج الشيخ ابن باديس ووصفها بـ”الجمعيَّة الحزبيَّة الجزأريَّة التي تحارب عقيدةَ التَّوحيد ودعوةَ الحقِّ، وتُكِنُّ العداوةَ لأهلها، وتُوغِرُ صدورَ النَّاس عليهم”.
ونفى هذا الداعية السلفي عن نفسه تهمة الإنتماء إلى تيار غريب عن الجزائر بالقول “ليس لي ـ ولله الحمد ـ انتماءٌ لِعصبيَّةٍ، ولا اعتزاءٌ لِدعوةٍ غيرِ دعوة الإسلام المصفَّى، لا فكريَّةٍ ولا حزبيَّةٍ ولا سياسيَّةٍ ولا غيرها، لا داخِلَ الوطن ولا خارِجَه”.

مقالات ذات صلة