جواهر
يقدمن التشخيص والعلاج للسائلات

“فايسبوكيات” يتحولن إلى مختصات في مختلف الأمراض!

سمية سعادة
  • 833
  • 1

السائلة هي امرأة تبحث عن علاج لحالة مرضية مستعجلة، والمجيبات هن عشرات النساء اللواتي يجلسن خلف شاشات مضيئة ويتنافسن على تقديم وصفات أثبتت نجاعتها في الشفاء، ومستعدات لإجراء عمليات جراحية إذا تطلّب الأمر!

فبعيدا عن قاعات الانتظار في العيادات العامة والخاصة، وثمن الكشف المرتفع، تجد الكثير من النساء ضالتهن في مجموعات الفيسبوك التي تضم مئات الآلاف من المتابعات اللواتي يمتلكن دواء لكل داء!

وما يلاحظ على هذه الخدمة المجانية، أنه يتم من خلالها الترويج لبعض الأدوية والمستحضرات الطبية التي تم استعمالها لعلاج حالات معينة، ما يشجع الأشخاص الذين يعانون من نفس الأمراض من استخدامها عملا بمبدأ “سال مجرب ولا تسال طبيب”.

ومن أكثر الأسئلة التي تتكرر في المجموعات النسائية هي أنواع حبوب منع الحمل وآثارها الجانبية التي تحاول كل امرأة التخلص منها عن طريق البحث عن البديل.

في هذا السياق، سألت إحدى السيدات عن نوع من حبوب منع الحمل الذي تقول إنه سبّب لها السمنة بعد سنتين من تناوله ما جعلها تغيره بنوع آخر، حيث طرحت سؤالا على العضوات إذا كان هذا النوع فعالا؟، وكيفية تناوله مشيرة في رسالتها إلى فصيلة دمها وكأنها تخاطب طبيبات مختصات!

وحول نفس الموضوع، تساءلت سيدة أخرى عن أنواع حبوب منع الحمل المناسبة لزمرة دمها لأن النوع الذي كانت تتناوله، مثلما قالت، أضعف بدنها، متسائلة إذا كان بإمكانها أن تقتني الدواء دون أن تذهب إلى الطبيبة.

ولم تقصّر المتابعات في الرد على هذين السؤالين مقترحات من خلال إجاباتهن الحبوب ذات الآثار الجانبية الطفيفة، وبعضهن أشرن إلى أنهن يتناولن هذه الحبوب دون الرجوع إلى طبيبة النساء.

وكثيرا ما ترفق المتابعات أسئلتهن بالصور التي تكشف عن موضع المرض أو الألم، على غرار سيدة قالت إن ابنها الصغير مصاب بالاكزيما ولم يشف حتى بعد زيارة 5 أطباء لذلك استنجدت بعضوات المجموعة في تقديم وصفات مجربة.

ونشرت سيدة أخرى صورة لابنها الذي أصيب بأكياس مائية في أماكن متفرقة من جسده، قائلة إنها استشارت بعض الأشخاص، وهناك من أخبرها أن الأمر عادي، وهناك من طلب منها أن تأخذه إلى الطبيب.

وقد تلقت هذه الأم ردودا متباينة، بعضها مثيرا للقلق، خاصة عندما علقت بعض العضوات على أن الطفل قد يكون مصابا بالسرطان، فيما نصحتها أخريات بالتعجيل على عرضه على طبيب.

من المؤكد أن الدواء الذي ينفع مريضا، لا يؤدي نفس المفعول مع مريض آخر، وبإمكان الطبيب وحده أن يحدد نوع الدواء وعدد الجرعات بالنظر إلى الوضع الصحي العام للمريض.

إلا أن هذه الوصفات التي تقدم على الانترنت بطريقة عشوائية لا تراعى فيها الدقة وصحة التشخيص ولا الاختصاص، من شأنها أن تعقّد من الحالة المرضية وتؤدي إلى نتيجة عكسية.

مقالات ذات صلة