الجزائر
أولياء ورؤساء جمعيات يدعون لحماية التلاميذ منها

فانتازيا الدرّاجات النارية تثير الخوف في محيط المدارس

وهيبة سليماني
  • 1015
  • 0
أرشيف

أطلق روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، حملة ضد أصحاب الدرّاجات النارية الذين لا تربطهم علاقة بالمؤسسات التربوية، ودعوا إلى منعهم من التوقف أمام المدارس، وخاصة الثانويات، حيث أصبحوا يشكلون خطرا محدقا بالتلاميذ.
ويتخوّف الكثير من الأولياء على أبنائهم بعد عودة الدراسة، من عصابات تستعمل الدرّاجات النارية لممارسة العنف والتهديد أو لترويج المخدرات والمهلوسات في محيط المؤسسة التربوية، حيث تم نشر صورة عبر “الفايسبوك” لشخص بوجه ذئب يركب درّاجة نارية ويترصّد للتلاميذ.
وفي سياق الموضوع، حذّر رئيس جمعية أولياء التلاميذ، خالد أحمد، ما سماه بـ”ضجيج” الدرّاجات النارية، واشتباه بعض أصحابها، الذين يتخذون من محيط المدارس والثانويات حقلا لصيد ضحاياهم، ويطاردون التلميذات ويقومون بتهديدهن، وقال إن على السلطات المسؤولة التدخل لمنع تواجد هؤلاء أمام المؤسسات التربوية.
ومن جهة أخرى، يرى المتحدث أن كثرة الدرّاجات النارية، وسلوكات التباهي بها والتنافس بين من يملك الأغلى وثمنا والأكثر تطوّرا، أصبح بمثابة فانتازيا للدرّاجات التي تتحرك بعشوائية وفي كل الاتجاهات، في الوقت الذي يخرج تلاميذ المدارس الابتدائية وحتى المتوسط من المدرسة يركضون أحيانا نحو أوليائهم أو مساكنهم، وقد يتعرضون للدهس من طرف درّاجة نارية “مجنونة”.
وناشد خالد أحمد، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون، لاتخاذ قرار صارم ضد خطر انتشار الدراجات النارية، وإصدار قانون لتنظيم سير هذه المركبات الصغيرة التي باتت تنتشر في محيط المؤسسات التربوية، وتهدّد التلاميذ من ناحية الحوادث المرورية، والسرقة والترويج للمنوعات.

الظواهر السلبية تنتشر في محيط المدرسة.. المتابعة النفسية من أهم الحلول
ومن جانبه، قال المختص في علم النفس التربوي والتنمية البشرية، وصاحب مركز “الدماغ الذهبي”، للتدريب والاستشارات، عبد الحليم مادي، إن الدرّاجات النارية باتت ظاهرة اجتماعية، يجب، حسبه، الالتفات إليها من طرف السلطات المعنية.
وأكّد أنّ الظاهرة أضافت إلى محيط المدارس، الكثير من السلبيات، وهي تشكل ضغطا نفسيا، على التلاميذ سواء خلال استماعهم للدرس، بسبب الضجيج الذي تسببه هذه الدرّاجات، وخارج الأقسام، لتخوفهم من بعض الاعتداءات والسرقات، وتعتبر التلميذات الفئة الأكثر تخوّفا من تحرشات وتهديدات أصحاب هذه المركبات.
وأعاب عبد الحليم مادي، ظاهرة تجمع الأولياء أمام المؤسسات التربوية لانتظار أبنائهم، مسببين، حسبه، حالة من الفوضى قد يستغلها أصحاب الدراجات النارية الذين لا تربطهم علاقة بالمدرسة، موضحا أنّ كل ذلك يفرض قانون “القطيع”، وهنا يمكن أن تحقّق بعض العصابات المستعملة للدرّاجات النارية أهدافها، سواء من ناحية الاعتداءات والسرقات أو ترويج المخدرات بين التلاميذ.
وأفاد مادي، أن التباهي بالدرجات النارية، أمام المؤسسات التربوية، يؤدي إلى عدوى التقليد بين التلاميذ وخاصة في الثانويات، حيث يضغطون على أوليائهم لشراء درّاجة فخمة، وينشغلون عن دروسهم.
ومن الضروري، حسب المختص في علم النفس التربوي، عبد الحليم مادي، الاهتمام الفعال بالمتابعة النفسية سواء للتلميذ أو المعلم، وهذا بعد انتشار الظواهر السلبية في محيط المدارس، وقال إن تأثير هذه الظواهر في سلوك التلاميذ قد يكون بليغا، فينتهي دور الجانب التربوي في مؤسسات رسمية، ويصبح الشارع هو السيد.
وطالب المختص، بإبعاد أصحاب الدراجات النارية الذين لا تربطهم علاقة بالمدرسة، عن المؤسسات التربوية بمسافة قد تصل إلى 200 متر، مع توفير الأمن لحماية التلاميذ من “مافيا” الاعتداءات والمخدرات، والتحرّشات ضد التلميذات تحت طائل العنف.

مقالات ذات صلة