غوركوف يختلف عن خاليلوزيتش وسعدان.. ووجود المغتربين في “الخضر” ليس عيبا

أكد المدرب التونسي المعروف يوسف الزواوي، في هذا الحوار الذي خص به “الشروق”، أن الكرة التونسية تأثرت كثيرا في ثورة 2011 بسبب المشاكل التي مرت بها البلاد، منوها في الوقت نفسه بتواصل تألق المنتخب الجزائري الذي سجل حضوره في مونديال 2010 و2014. وقال إن وجود اللاعبين المغتربين في تعداد “الخضر” ليس عيبا ماداموا جزائريين، في الوقت الذي أشاد بتألق بعض اللاعبين الذين منحوا الإضافة للدوري التونسي على غرار جابو وبونجاح ومغارية وغيرهم.

ما هي أخبار المدرب يوسف الزواوي؟

أولا.. مرحبا بكم في تونس، وبالضبط في بنزرت. أما عن أخباري ومستجداتي على الصعيد الشخصي فقد توليت مسؤولية مديرية الفنيات للمنتخبات التونسية وانتهى عقدي شهر أوت من السنة المنصرمة. وحاليا أعمل في الأكاديمية العالمية المختصة في تقنية “الكوفر كوتشينغ”، وأنا شخصيا مقتنع كثيرا بهذا النوع من العمل منذ زمان، حيث نسعى إلى تطويره وتعميمه على صعيد المنتخبات والأندية، حيث أسسنا فرعا في فريق المرسى وآخر في نادي بنزرت.

لو نعود إلى واقع الكرة التونسية.. كيف تقيمها بشكل عام؟

وضعها متباين، بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها عام 2011، وهذا لأسباب مختلفة يتصدرها الشق المالي، وكما يقال “المال قوام الأعمال”، وعليه فلا يمكن الاستهانة بهذا الجانب بصرف النظر عن توفر الكفاءات والأطراف الراغبة في العمل.

كيف تقيم مسيرة الأندية التونسية في المنافسات الإفريقية؟

بشكل عام مسيرتها لم تكن موفقة، إلا إذا استثنينا فريق النجم الساحلي الذي أبان عن وجه محترم وكشف عن رغبته في الاستقرار والاستمرارية من ناحية الإطار الفني أو الحفاظ على ديناميكية النتائج الايجابية. أما الفرق المعروفة الأخرى فلم تظهر بوجهها المعتاد، مثل النادي الإفريقي والترجي التونسي الذي لأول مرة حقق نتائج غير منتظرة قياسا بسمعته وتاريخه الطويل على الصعيدين الوطني والقاري.

وما رأيك في مسيرة الأندية الجزائرية؟

الأندية الجزائرية سجلت حضورا طيبا هذا الموسم، بدليل وجود 3 فرق في دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، سابقا كنا نعرف وفاق سطيف وشبيبة القبائل واتحاد الجزائر، وهذا العام عرفنا فريقا جديدا مثل مولودية العلمة الذي لم يسبق له تسجيل وجوده في مثل هذه المنافسات، وهو ما يؤكد أن الأندية الجزائرية كانت الأفضل حضورا مقارنة بنظيرتها التونسية.

تعتبر من التقنيين التونسيين والعرب المعروفين بكفاءتهم ومسيرتهم المميزة، فكيف تنظر إلى المسار الذي حققه المنتخب الجزائري في السنوات الأخيرة؟

أعتقد أن المنتخب الجزائر كان حضوره مميزا من جميع الجوانب، بدليل أنه شارك في مونديال 2010 و2014، وهذا في حد ذاته إنجاز لا يستهان به، كما يملك لاعبين من مستوى عال، وهو ما يجعله مرشحا لمواصلة التألق، خاصة أن هناك نية في تكريس سياسة الاستقرار والاستمرارية من طرف المكتب الفدرالي.

لكن المنتخب الجزائري عرف تعاقب 4 مدربين في 6 سنوات، ما رأيك؟

صحيح أن هناك تغييرات على مستوى العارضة الفنية، لكن أعتقد أن هناك استمرارية في العمل، والنتائج المسجلة تعكس ذلك، لأن المنتخب الجزائري يعد الأفضل إفريقيا وعربيا، ويحتل مرتبة مميزة في تصنيف “الفيفا”، وعليه أرى أن مستقبله لا يزال يعد بالكثير في ظل وجود مكتب فدرالي قوي يسعى إلى تجسيد الأهداف المسطرة، كما سيتوفر على الإمكانات التي تسمح له بتحسين واقع الكرة الجزائرية.

ما رأيك في طريقة عمل سعدان وخاليلوزيتش وغوركوف؟

لكل مدرب طريقته وخصوصياته، أكيد أن طريقة عمل غوركوف تختلف عن خاليلوزيتش ورابح سعدان، لكن ما يهم أن كل مدرب أدى ما عليه وقدم إضافة مهمة للمنتخب الجزائري، وكما قلت فإن العبرة في الاستمرارية بغية الحفاظ على وتيرة النتائج الإيجابية.

الكثير ينتقد سياسة الاعتماد على اللاعبين المغتربين في تشكيل تعداد “الخضر”، ما قولك؟

أنا لدي وجهة نظر مخالفة، فوجود اللاعبين المغتربين في تعداد المنتخب الجزائري ليس عيبا، ومسألة البحث عن لاعبين من خارج البطولة الجزائرية لا يجب النظر إليه على أنه نقطة سلبية، لأنهم قبل كل شيء جزائريون ويحملون ألوان بلدهم، ووجودهم سيفيد الكرة الجزائرية، كما أن وجود اللاعبين المحترفين في المنتخب الجزائري ليس وليد اليوم، والدليل أنهم منحوا إضافة مهمة للمنتخب الجزائري في الثمانينيات على غرار رابح ماجر وعصاد وقريشي والقائمة طويلة.

البعض يرى أن هذه السياسة ناجمة عن ضعف البطولة الجزائرية وعجزها عن إنجاب المواهب؟

لا أعتقد ذلك، والدليل أن الدوري التونسي أصبح يولي اهتماما كبيرا للاعب الجزائري، والدليل أن هناك عدة أسماء منحت الإضافة في هذا الجانب على غرار جابو وبونجاح، وفي سنوات سابقة مر على الدوري التونسي لاعبون بارزون، أذكر منهم المدافع مغارية الذي دربته في النادي الإفريقي وترك انطباعا طيبا للغاية.

أكيد أنك تملك ذكريات جميلة مع الكرة الجزائرية وأخرى سلبية من الناحية الكروية، فهل يمكن أن تفسر لنا الخسارة القاسية أمام “الخضر” حين كنت مدربا للمنتخب التونسي في اللقاء الفاصل المؤهل لمونديال مكسيكو 86؟

تلك الخسارة، رغم أن البعض يصفها بالثقيلة أو القاسية، لكن شخصيا لا أنظر إليها من الزاوية الفنية، لأن تونس عرفت أجواء استثنائية 24 ساعة فقط قبل موعد المباراة التي جرت في تونس، وهو ما أثر سلبا في معنويات اللاعبين، حيث كنا متقدمين في النتيجة بعد مضي 25 دقيقة، لكن المعطيات تغيرت بسبب حادثة وقوع انفجار تسبب فيه اليهود بتونس ضد الفلسطينيين، وهو ما خلف حالة من عدم الاستقرار وكان له تأثير في محيط المنتخب التونسي، ولو أن ذلك لا يقلل تماما من قوة المنتخب الجزائري الذي كان مشكلا من عناصر لامعة مثل بلومي وماجر وعصاد وأسماء كثيرا صنعت مجد الكرة الجزائرية.

هل كنت تتوقع الخسارة بتلك النتيجة وعلى وقع 7 أهداف في المجموع (4-1 في لقاء الذهاب و3-0 في مباراة العودة بالجزائر)؟

الخسارة لا أنظر إليها من الزاوية الفنية، وهذا رغم احترامي للمنتخب الجزائري واعترافي بقوته في تلك الفترة. كنا نراهن على التأهل لمونديال مكسيكو والتحضير في نفس الوقت لمونديال إيطاليا 90، لكن حدثت قرارات غير منتظرة، وفي مقدمة ذلك أننا لم نكن نتوقع أن نواجه المنتخب الجزائري اللقاء الفاصل.

ما هو المنتخب الذي كان يفترض أن تواجهوه؟

كان يفترض أن نلعب ضد المنتخب المغربي، لكن في نهاية المطاف تقرر أن نواجه الجزائر، على أن يلعب المغرب ضد ليبيا، وهي أمور فاجأتنا، مثلما فاجأنا التفجير الذي تسببت فيه أطراف في الكيان الصهيوني قبل 24 ساعة عن موعد اللقاء.

هل أنت تتفاءل لمستقبل الكرة الجزائرية والتونسية؟

بالنسبة إلى الكرة الجزائرية فأنا أنتظر منها الكثير، خاصة في ظل توفرها على مكتب فدرالي قوي ومستقر ويسعى إلى تكريس الاستمرارية في العمل، وهو الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابا على صعيد الأندية والمنتخبات، أما الكرة التونسية فتنتظرها الكثير من التحديات لأنها عاشت ظروفا صعبة منذ 2011، ومثلما قلت سابقا فإن المجهود المبذول إلى حد الآن يعتبر إنجازا في حد ذاته وأكيد أننا نأمل في تحسن الوضع نحو الأفضل على الصعيد الرياضي وعلى جميع الجوانب الأخرى.

سجلت حضورك في معاينة المواهب الكروية في ملعب بنزرت، فما رأيك في العناصر المشكلة لمدرسة وداد أصدقاء الرياضية التابعة لولاية باتنة؟

بكل صراحة تفاجأت لمستواهم الطيب، وأكثر ما فاجأني أن المدرسة تشكلت منذ 7  أشهر فقط، وهو أمر يستحق التثمين، وأتمنى أن يتواصل العمل القاعدي للمساهمة في بروز المواهب الكروية بغية تحسين مستوى الكرة الجزائرية والتونسية على حد سواء.

هل من إضافة أو رسالة توجهها إلى الجماهير الجزائرية؟

أشكركم على الفرصة التي أتحتموها لي، أحيي الجميع في الجزائر، وأتمنى مزيدا من التوفيق والتألق للكرة الجزائرية، سواء على صعيد المنتخب أم الأندية التي خطفت الأضواء بحضورها المهم في منافسة رابطة أبطال إفريقيا.