-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من العالمية إلى الهاوية بسبب المهازل الإدارية والميدانية

غاب “الوفاق” وحضر “الشقاق” في سطيف

توفيق عمارة
  • 1521
  • 0
غاب “الوفاق” وحضر “الشقاق” في سطيف
أرشيف
وفاق سطيف

يتواصل مسلسل المهازل والهزائم في وفاق سطيف منذ بداية الموسم الجاري، بعد السقوط الجديد للفريق في فخ الهزيمة أمام شباب قسنطينة في الجولة الـ12 من المحترف الأول بثلاثة أهداف، ليتأكد أن النسر الأسود الذي حلق عاليا في سماء الكرة الجزائرية والإفريقية والعالمية في السنوات الأخيرة، سيجد نفسه “منتوف” الريش و”مكسور” الهامة للبحث عن ورقة البقاء في المحترف الأول، بسبب استمرار مهازله التسييرية والفنية المترتبة على الصراعات الداخلية والشخصية والمصلحية وعقلية “الكارتي” باللهجة السطايفية، داخل بيت الوفاق، الذي غاب عنه “الوفاق” وحضر فيه “الشقاق” بسبب ذهنية التفكير بفلسفة التهديم “أنا وبعدي الطوفان..”.

وبعيدا عن التبريرات التي سيلجأ إليها المسيرون والطاقم الفني واللاعبون لـ”تجميل” الهزيمة أمام شباب قسنطينة، بالحديث عن “أخطاء” الحكم مصطفى غربال المتكررة مع الوفاق منذ فترة طويلة، أو لتشتيت انتباه محبي الفريق المغلوبين على أمرهم بالإشارة إلى الاعتداءات التي طالت أنصار الفريق من طرف بعض أشباه أنصار شباب قسنطينة بعد المباراة، أو بتعليق شماعة الإخفاق المتكرر بلغة “متعودة عليه” على بعض اللاعبين محدودي المستوى، الذين جلبهم المسيرون الحاليون وبرواتب خيالية، تضاف إليها “القيمة المعنوية” باللعب لفريق كبير اسمه وفاق سطيف، الغالية وغير المقدرة بثمن عندما تدون في قلب السيرة الذاتية لأي لاعب أو مدرب، فحقيقة أزمة بطل الجزائر عدة مرات وحامل لقب الكأس لمرات أخرى والمتوج برابطة أبطال إفريقيا بمسماها القديم والجديد، كناد جزائري وحيد وصل إلى هذا الإنجاز، ومشاركته في مونديال الأندية وألقابه العربية والمغاربية، أعمق باختزالها في حجج واهية يختفي وراءها الضعفاء والمتهربون من المسؤولية والناكرون للجميل.. جميل الوفاق عليهم.

الأشهر الأخيرة من عمر الأزمة التسييرية للوفاق كشفت عن حجم الشقاق والخلافات بين المسيرين الحاليين والسابقين واللاعبين القدامى باختلاف أجيالهم وأسمائهم وإنجازاتهم ومهازلهم وسقطاتهم، ما انعكس سلبا على فريق غادره لاعبون معروفون صيفا وعوضهم لاعبون هواة دون تحديد الأسماء والألقاب، لا يملكون القدرة ولا “الشرعية الفنية” للدفاع عن الألوان السطايفية، والغريب في كل هذا أن كل طرف ينسب إلى نفسه النزاهة والبراءة والكفاءة و”الفهامة” والشجاعة والبطولة و”الشطارة” والغيرة على الكحلة والبيضاء، وينعت الآخرين بكل صفات الشر والخبث والوقاحة والشبهات والنيّة غير البريئة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص محيط الوفاق “المتعفن” وغياب مفهوم “رجل الإجماع” في ظل الترويج لفكرة أن الجميع “يطمع” في الأموال التي تدخل وستدخل خزينة الفريق، وهي الرسائل التي حملها الكثير من الراغبين في قيادة الوفاق إلى مختلف البلاطوهات دون تقديم الحلول الفعلية والعقلانية لفريق يسير بخطى متسارعة إلى الهاوية بعد أن قضى سنوات طويلة في القمة.

وبالنظر إلى كل ما ذكرناه، الذي يعرفه الصديق والعدو والبعيد والقريب، فإن الضحية معروفة ومحسومة الأطراف والأركان، فالوفاق والأنصار هما الخاسران الوحيدان، فالأول سيضيع سمعته ومجده وأرقامه وإنجازاته ليس لأسباب كروية واضحة بل لصراع تسييري وفلسفة “سطايفية” قريبة من قناعة الانتقام أكثر منها من البناء، والثاني لأنهم “الغلابة” الذين يدفعون من جيوبهم مصاريف تنقلاتهم وتذاكر مبارياتهم وينامون وينهضون على أخبار الكحلة والبيضاء “الموجعة” للقلب، وتسيل دماؤهم في بعض الأحيان، ويدفع آخرون حياتهم ثمنا لعشقهم للوفاق، كما حدث للمناصر المتوفى مؤخرا في حادث مرور بعد لقاء بارادو في بولوغين، وليس المسيرين الذين يستفيدون من اسم الوفاق ويبنون شهرة تتناقلها وسائل الإعلام والقنوات التلفزيونية وتقربهم من دوائر القرار والمسؤولين الكبار، ولا اللاعبين الذين يجنون الأموال الكثيرة دون تقديم ما يشفع لهم من مستوى وقتالية على المستطيل الأخضر.

الوفاق في ظرف أربعة أشهر حمل فقط الأخبار السيئة والأرقام الهزيلة لعشاقه، حيث سجل 7 هزائم في 12 مباراة وحصد ثلاثة انتصارات فقط، ما يعني أنه يتحدث لغة الخسارة بنسبة 70 بالمئة، والانتصار بنسبة 20 بالمئة فقط، ومرتبة 14 برصيد 11 نقطة فقط، ليجعل وفاق نسخة “القطيعة” والتجديد كما كان يروج له البعض أضعف نسخة سطايفية منذ أزيد من 20 سنة، ما يستدعي تغيير الذهنيات من أجل بداية مشروع إنقاذ وفاق سطيف من العودة إلى جحيم القسم الثاني الذي سيكون هاويا ابتداء من الموسم المقبل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!