-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عيد‮ ‬الدم‮ ‬وأمة‮ ‬لا‮ ‬تستسلم

صالح عوض
  • 7407
  • 0
عيد‮ ‬الدم‮ ‬وأمة‮ ‬لا‮ ‬تستسلم

هذا هو عيد الدم وعيد الفداء ويوم من أيام الإسلام الخالدة تتجمع فيه المعاني الرائعة.. اليوم يقف الحجاج على عرفات طهرا ونقاء ودعوات.. وحدة إنسانية لا يخالجها كبر ولا فسوق..اليوم يخزى إبليس، فكل نعراته الفانية تتلاشى وصوت المؤمنين يلبي الله أكبر الله أكبر لبيك ربنا لبيك..اليوم يقف الحجاج بعرفات..يحملون أمانيهم يستغفرون ربهم ويأوون إليه.. محملين بأمنيات الفرج عن أمة محمد..اليوم ينسى الناس هنا على عرفات كل أحقادهم وانشغالاتهم ويتجهون وجهة واحدة إلى الله بارئهم ومصورهم ربهم الكريم الرحمن الرحيم

  •  
  • والأمة كلها تحتفل غدا، بالنجاح العظيم لحجاج بيت الله الذين أدوا الفريضة وانتعشت أرواحهم بزيارة الحبيب المصطفى.. كم تلقى منهم سلاما وكم اقراهم من سلام ..وكم حملهم صلى الله عليه وسلم من كلام كالأفعال الثقيلة.. اليوم الحجاج ينزلون من عرفات وقد أشرقت أرواحهم فرحا‮ ‬وامتلأت‮ ‬نفوسهم‮ ‬طمأنينة‮..‬اليوم‮ ‬انتصر‮ ‬الخير‮ ‬على‮ ‬الشر‮.. ‬إنها‮ ‬رحلة‮ ‬الطهارة‮ ‬والنبل‮ ‬والعطاء‮ ‬والفداء‮.‬
  • هذه الأمة منحها إيمانها بدين الإسلام قدرة مذهلة على التجدد والتقدم.. ويأتي الحج من كل عام ليمنحها مزيدا من الطاقة والقدرة.. ويستمر الحج أياما معدودات، لكنه يعود إلى الشعوب وكأنه العمر كله.. فمن من العالمين لديه هذه النعم؟ من العالمين يستطيع أن يواجه الشيطان‮ ‬الأكبر‮ ‬أمريكا‮ ‬ولا‮ ‬ينهزم‮..‬
  • إن النظر إلى واقع الأمة يملأنا بالاعتزاز.. ألم نكسر فرنسا وبريطانيا وها نحن نكسر أمريكا.. هل قدر أمتنا أن تكسر الإمبراطوريات والجيوش الجرارة؟ ألم نكسر الإمبراطورية الفارسية والبيزنطية والتتار والصليبيين؟!!
  • وأننا‮ ‬لازلنا‮ ‬أمة‮ ‬فتية‮ ‬تتجدد‮ ‬في‮ ‬عروقها‮ ‬الدماء‮ ‬زاكيات‮ ‬طاهرات‮.‬
  • والعالم كله يرقب هذا اليوم، من كل سنة ورغم ألام الفلسطينيين في مخيماتهم ومدنهم ورغم جراح العراقيين والأفغان والصومال، إلا أن الأمة تستطيع أن تخرج وتنتدب ملايين منها للاحتفال بأب الأنبياء إبراهيم وتكريم تلك القيم الخالدة التي دافع عنها عليه السلام.. والعالم‮ ‬كله‮ ‬يرقب‮ ‬كيف‮ ‬تجيش‮ ‬قوى‮ ‬الشر‮ ‬أساطيلها‮ ‬الجوية‮ ‬والبرية‮ ‬والبحرية‮ ‬منذ‮ ‬مئات‮ ‬السنين،‮ ‬لكن‮ ‬دون‮ ‬جدوى‮.‬
  • إننا أمة المستحيل.. إننا أمة الهداية.. إننا أمة تستعصي على الفناء وليس لها إلا التقدم والانتصار.. ومهما كانت سنوات التخلف عجافا وقاسية ومهما بدت هذه الآونة قاهرة، إلا أننا سنخرج من تحت الركام بنفخة روح غار حراء نحمل للعالمين انتصارنا وسعادتهم..
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!