-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عيدُ الإنسانية

عيدُ الإنسانية

إذا كان بعضُ إخواننا، تأثرا منهم بـ”علماء” لا يعلمون إلا ظاهرا من الأمور بما فيها الدين الإسلامي الحنيف، فـ”حرّموا” على الأمّة أن تفرح بميلاد سيّدنا محمد –صلى اللهُ عليه وسلّم- إذا كان هؤلاء الإخوان –هداهم الله- كذلك، فإنّ أحدَ أعلم الدعاة إلى الإسلام، الهُداة إلى هدْي خير الأنام –عليه الصلاة والسلام- وهو الإمام المرتضى عبد الحميد ابن باديس –رضي اللهُ عنه وأرضاه- لم يحتفل بميلاد سيّد ولد آدم فقط، بل اعتبر ميلادَه الشريف “عيدا للإنسانية كلّها”؛ أي على جميع البشر مهما تكن ألوانُهم وأجناسُهم وعقائدُهم وأوصافُهم، عليهم جميعا أن يحتفلوا بميلاد هذا “الإنسان الكامل” أو “الإنسان النموذج”، كما قالت العالمة البريطانية كارين أرمسترونغ في كتابها المسمّى “محمد” ص388.

إن كلمة عيد لها معنيان، عيد شرعي، وعيد اجتماعي، وليس لنا عيدٌ شرعيٌّ إلا هذان العيدان “الفطر” و”الأضحى”، ووالله، وتالله، وبالله إنّ الإمام عبد الحميد ابن باديس ليعلم هذا حقَّ العلم، ويفهمه حقَّ الفهم، ولذلك لم “يصدّع” رأسه بما يقوله من سمَّاهم هو نفسه “المُتَعيْلِمين” و”المتفيْقِهين”.

ولكنّ الإمام يفهم من كلمة “عيد” المعنى اللغوي والاجتماعي فدعا الإنسانية كلّها إلى أن تحتفل وتفرح بميلاد هذا “الإنسان” الذي رحم به اللهُ –الرحمنُ الرحيم- هذه الإنسانيةَ التي تعاني وتكابد.

إنّ الذين فهموا ويفهمون من كلّ كلمة إلا معنى واحدا يضيِّقون على أنفسهم قبل غيرهم.. وإلا فليفهموا من كلمة “الدين” الواردة في سورة “الكافرون” معنى واحدا، رغم الضميرين الواردين فيها “لكم دينكم وليّ ديني”.

دعاني إلى كتابة هذه الكلمة سؤالٌ وجّهه لي يوم الأحد الماضي (9/ 10/ 2022) أحدُ الإخوة في مسجد الإمام عبد الحميد ابن باديس بمدينة بوسماعيل حول ما يروّجه “المتفيْقْهون” و”المتعيْلِمون” من أنّ الإمام ابن باديس لم يحتفل بميلاد سيدنا محمد صلى اللهُ عليه وسلّم.

إن القائلين بهذا، يكذبون على الإمام ابن باديس، فيريدون أن يُلبِّسوا على الشعب الجزائري الذي لم يستجب لهم في فقههم المستورَد، ولا يثق في أكثره إلا في فقه الإمام الفقيه عبد الحميد ابن باديس وجمعيته المباركة.

لقد أجبتُ الأخَ السائل بأنّ ابن باديس وجمعيتَه وأنصارَه من العلماء العاملين احتفلوا بالمولد النبوي احتفالا خاليا من البدع والمنكرات، وأنّ مدارس جمعية العلماء كانت تمنح تلامذتَها أسبوعا كاملا من النشاط العلمي- الدعوي، وأن الإمام ابن باديس ارتجل نشيد “شعبُ الجزائر مسلمٌ” في “عيد” المولد النبوي. (أنظُر التفاصيل في كتاب: مجالس التذكير من كلام البشير النذير) للإمام عبد الحميد ابن باديس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!