الجزائر
إقصاءات بالجملة عبر الوطن لمترشحين بسبب "الحروز"

عودة قوية للغش التقليدي في اليوم الرابع من البكالوريا

نشيدة قوادري
  • 11362
  • 0
أرشيف

أسدل الستار، الأربعاء، على امتحان شهادة البكالوريا لشعبة آداب وفلسفة، والذي تميّز بطرح مواضيع مقبولة وفي متناول المترشّح المتوسط، في حين شهدت عديد مراكز الإجراء في اليوم الرابع منه إقصاءات بالجملة لمترشحين من الامتحان، بسبب تورطهم في ممارسة الغش باستخدام الوسائل التقليدية على غرار “الحروز”، خاصة في الوقت الذي قرروا فيه التخلي عن “الوسائل التكنولوجية” المتطورة، لأجل أن يحموا أنفسهم من عقوبة السجن.
تنفس المترشحون الأدبيون الصعداء، عقب اختتامهم لاختبارات امتحان شهادة البكالوريا لهذه الدورة، في حين أجمع الغالبية منهم، على أن المواضيع في مادة التاريخ والجغرافيا، قد وردت مقبولة بشكل كبير وفي متناول المترشّح المتوسط، وغير معقدة، حيث تناولت درسا حول دور الجزائر في الحركات التحررية، وأكدوا على أن التلميذ الضعيف يمكنه الحصول وبطريقة سهلة على نقطة 12 من 20، في حين أن الممتحن المجتهد باستطاعته افكتاك العلامة 17 من 20 أو أكثر.
ولفتت مصادر “الشروق” إلى أن اليوم الرابع من امتحان شهادة البكالوريا، والذي خصّص لإجراء اختبار مادة التاريخ والجغرافيا لجميع الشعب بما فيها الشعبة المستحدثة “الفنون”، قد شهد عودة قوية جدا للغش عن طريق استخدام الوسائل التقليدية والمتمثلة في “الحروز”، إذ ضبط أساتذة حراس بحوزة عدد كبير من مترشحين خاصة الأحرار منهم، قصاصات ورقية صغيرة، كتبت عليها معلومات ودروس مختصرة، بعدما تم وضعها تحت الطاولات وإلصاقها بإحكام.
وفي هذا الصدد، أشارت مصادرنا إلى أنه قد تم تحرير تقارير عن حالات الغش المسجلة، والتي سترفع إلى مراكز التجميع للإغفال والتشفير، على أن يتم تطبيق عقوبة الإقصاء من الامتحان ضد المتورطين في الغش، لمدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات، مؤكدة أن مركز إجراء واحد قد شهد تسجيل 34 حالة غش استخدمت فيها وسائل تقليدية.
وفي سياق مغاير، فتحت مراكز تصحيح امتحان شهادة التعليم المتوسط أبوابها بتاريخ 11 جوان الجاري، تنفيذا لتعليمات وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، ليقوم بعدها رؤساء لجان التصحيح، الخميس، بعقد اجتماعات تنسيقية مكثّفة مع الأساتذة المصححين، حول تواقيت العمل أي “الدخول والخروج”، وكيفيات وشروط إنجاز العملية، على أن يتم الشروع في إجراء ما يصطلح عليه “بالتصحيح النموذجي”، ابتداء من الجمعة الموافق لـ14 جوان.
وإلى ذلك، فإن عملية التصحيح ستتوقف بصفة اضطرارية، بسبب تزامنها مع عيد الأضحى المبارك، على أن تستأنف بصفة عادية بعد يومين أو ثلاثة من أيام العيد، ليتم الإعلان عن النتائج في حدود الـ25 جوان الحالي كأقصى تقدير.
أما بخصوص مجريات التصحيح، فأوضحت مصادرنا إلى أن العملية تجرى في “إغفال تام”، بتطبيق ما يصطلح عليه “بالتصحيح المزدوج”، على أن يتم اللجوء إلى تصحيح ثالث وأخير، إذا تجاوز الفارق بين العلامتين الممنوحتين إثر التصحيحين الأولين الحد الذي يحدّده وزير التربية الوطنية.
وبخصوص “العلامة النهائية”، أكدت المصادر ذاتها على أنها “تنتج” بحساب معدل العلامتين الممنوحتين إثر التصحيح الأول والثاني، إذا لم يتجاوز الفارق الحد المحدّد، ومثال ذلك، إذا كان التصحيح الأول 11 والتصحيح الثاني 13، فإن العلامة النهائية هي 12 من 20.

مقالات ذات صلة