الجزائر
إعدام الفرنسي "غوردال" لم يقلل الإقبال على المنطقة

عودة قوية للسياح الأوروبيين إلى أعالي تيكجدة

فاطمة عكوش
  • 2216
  • 1
ح.م

انتعشت خلال الأيام الأخيرة السياحة الجبلية بأعالي تيكجدة في ولاية البويرة، تزامنا مع تساقط الثلوج والعودة القوية للسياح الأجانب، خاصة الأوروبيين منهم والذين تستهويهم المنطقة منذ زمن بعيد وهذا لقضاء العطلة الشتوية.
مازال لغابة تيكجدة زوارها الأوفياء داخل الوطن وخارجه والذين يؤمنون أنها فريدة من نوعها، فعندما يقترب فصل الشتاء بأمطاره وثلوجه، تبدأ وتيرة السياحة في الارتفاع بغابة تيكجدة التي تتيح منتجا سياحيا متميزا، حيث تتجه العيون وتهفو القلوب إلى تلك المنطقة الساحرة المفعمة بالحياة، وقد فضل الكثير من السياح الأجانب، خاصة الفرنسيين منهم التنقل إلى الجزائر وبالتحديد إلى أعالي تيكجدة المعروفة بطابعها السياحي لقضاء العطلة الشتوية والاستمتاع بأجواء الشتاء، خاصة مع تساقط الثلوج، ما ساهم في انتعاش نشاط السياحة الجبلية، خاصة وأن المنطقة تتوفر على مناظر طبيعية خلابة، وخدمات في مستوى تطلعات السياح.
وعلمنا أن أغلبية الفنادق بالبويرة قد تم حجزها مؤخرا من طرف السياح الأجانب الذين تستهويهم بالدرجة الأولى المنطقة بسبب حرية التنقل على مستوى كافة ربوعها، ما يوفر فرصة مناسبة لعشاق الطبيعة للاستمتاع بجمال المناظر الخلابة.
ورغم أن الكثير يتحسر على حالة تيكجدة صيفا، حيث تقل حركة الزوار أو السيّاح، لكنها تتحول شتاء إلى قبلة للعائلات والسياح والذين يقصدونها من مختلف الولايات المجاورة والبعيدة وحتى من الخارج للتمتع باللوحات الطبيعية الساحرة بعيدا عن صخب المدن، ويفضل الباحثون عن الهدوء التوجه في معظم الأحيان إلى التمتع بالجبال الخلابة لتيكجدة، حيث تجدهم يركنون سياراتهم على حافة الطريق ويجدون راحتهم في التمتع بالمياه الباردة، وهذا بعد أن استعادت أمنها بعد أكثر من 4 سنوات مرت عن حادثة اختطاف وإعدام الرعية الفرنسي “هيرفي غوردال”، بينما تجد بعض العائلات متعة كبيرة في تحضير وجبة غذائها بعين المكان من خلال شي السمك أو شرائح الديك الرومي عن طريق “البربكيو”، حيث تنبعث الروائح وسط فرحة العائلات والأصدقاء الذين يقتنون أيضا مختلف الفواكه المعروضة للبيع على مقربة من ملعب “اسول”، في حين تفضل بعض العائلات الاستفادة من خدمات المطعم المتنقل الذي يسعى لجلب الزبائن، وما سهل الأمر أكثر على المرتادين على تيكجدة هو قربها م البويرة وتيزي وزو، فضلا عن الأمن الذي لم يعد عائقا أمام الراغبين في الاستمتاع بالطبيعة ومناظرها الخلابة، حيث يتمتع الزائر للمنطقة بالراحة والأمن بدخوله إلى تيكجدة.

مداعبة “الماغو” والتمتع بالمياه العذبة

من مكنونات الطبيعة التي تنفرد بها المنطقة، تلك المياه العذبة المتفجرة من ذرر جبالها، فالزائر لها لا يمكنه أن يمر مرور الكرام دون أن يشرب من تلك الينابيع المتدفقة من كل مكان لما يميزها من برودة وحلاوة المذاق، حيث يحبذ كثير من السائحين والمارين على المنطقة التمتع بمناظرها، وإرواء عطشهم والاسترخاء قبل مواصلة سفرهم، وما زاد المنطقة حيوية وتميزا هي حيوانات القردة النادرة عالميا، حيث تنزل أعداد كبيرة منها من أعالي الأشجار، فاسحة المجال للزوار، وخاصة الأطفال للتمتع رفقتها ومداعبتها وأخذ صور إلى جانبها في هذا المكان الذي يتميز أيضا بعدم تواجد تجمعات سكانية لارتفاع المنطقة وصعوبة تضاريسها ووعورتها، فالكثير منهم يقصد أماكن تواجدها، خاصة الأطفال حيث يستمتعون معها بتقديم الأكل المفضل لها “كالموز” و”الفول السوداني” وغيرها، وكذا أخذ صور لها، والاستمتاع بحركاتها التي تثير إعجاب العائلات وفرجة حقيقية للأطفال، حيث نجد في هذا الموضع زحمة عالية لتوافد الكثير من محبي هذا النوع من الحيوانات الطريفة، وهي موجودة بكثرة بتيكجدة والتي تعتبر تحفة طبيعية نادرة، حيث تجتمع كل المناظر الساحرة والجذابة فى أهم وأجمل المواقع السياحية التي تزخر بها البويرة، فتيكجدة مكنون سياحي باهر بمميزات متنوعة، ما جعله يلقى اهتمام المعجبين بخبايا الطبيعة وما تبطنه من كنوز جعله قبلة الزوار والمحبين للطبيعة.
وتبقى تيكجدة رغم أنف من أرادوا “نحر” السياحة الجبلية بمنطقة القبائل، تبقى دواء للروح والجسد بحسنها وعطاياها وهذه حقيقة تسكن تلك الربوع التي يعمل البعض ليجعلها منسية، والدليل على ذلك المئات من المواطنين والسياح الذين التقيناهم بعين المكان للتمتع بجمال الطبيعة الخلاب الذي أبدع الخالق في صنعه.

مقالات ذات صلة