-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عن ترتيب الولايات في الامتحانات الرسمية

بقلم: أ / عومر بن عودة
  • 225
  • 0
عن ترتيب الولايات في الامتحانات الرسمية

دائما وعند كل رصد لنتائج الامتحانات الرسمية ونسب النجاح وترتيب الولايات يتساءل موظفو التربية ومؤطرو العملية التربوية عن طبيعة المعايير والمؤشرات المعتمدة في ذلك.
نعلم جميعا كتربويين أنه ومنذ الاستقلال تضع وزارة التربية ترتيبا للولايات خاصا بنسب النجاح بها من أعلى نسبة إلى أدناها، وهذا بطبيعة الحال يتم عن طريق الأخذ بعين الاعتبار نسبة النجاح فقط! بغضّ النظر عن العوامل المؤثرة في النتائج، وهذا التصنيف لا يستند إلى أي مرجعية ولا إلى أي أساس من شأنه إعطاء التصنيف والترتيب الحقيقيين.
إنه وقبل ترتيب الولايات عبر نسب النجاح في الامتحانات الرسمية، وجب الأخذ بعين الاعتبار مختلف العوامل التي تؤثر على نسبة النجاح، وهذا لا يقتصر فقط على امتحانات شهادة التعليم المتوسط، والبكالوريا فحسب، بل لابد أن يشمل جميع المستويات الدراسية سواء في المتوسط أو الثانوي.
ومن هذه العوامل -حسب معايير جودة التعليم- نذكر مدى استعمال إستراتيجية التعليم الحديثة ميدانيا والمتمثلة في المقاربة بالكفاءات، أضف إلى ذلك توفر الوسائل التعليمية؛ فهناك مؤسسات مجهزة في المقابل نجد مؤسسات تعاني من هذا الجانب، فلا يعقل المقارنة بينهما في النتائج، كذلك بالنسبة للعامل البشري ومدى فعاليته ونخص بالذكر كفاءة الأساتذة والإدارة والعمال، إلى جانب ذلك مدى وجود تلاميذ ذوي كفاءة أي يتوفرون على مكتسبات قبلية جيدة، كما نجد أنه للبيئة المناسبة أثرا كبيرا على تحديد نسبة النجاح.
وينبغي قبل ترتيب الولايات حسب نسب النجاح بها، أن نأخذ بعين الاعتبار جملة من المعايير والمؤشرات، وهي كثيرة ومتعددة، ولعل منها على سبيل المثال لا الحصر: عدد التلاميذ الإجمالي في المؤسسة والتعداد في كل مستوى تعليمي، وفي كل قسم، ونسبة الاكتظاظ، ونسبة الفصل والإعادة والانتقال، ثم اعتماد المعيار الأساسي والمهم جدا وهو نسبة المنتقلين من السنة الأولى إلى السنة النهائية في الطورين المتوسط والثانوي، مثلا هناك متوسطة يكون عدد تلاميذ السنة الأولى بها هو 300 تلميذ، ثم ينتقل منهم 100 تلميذ أو أقل إلى السنة الرابعة متوسط، وهناك ثانوية يكون عدد المقبلين في السنة الأولى ثانوي فيها هو 200 تلميذ، لكن نجد أن 50 تلميذا منهم فقط من يصل إلى السنة الثالثة ثانوي، ويختلف هذا العدد من مؤسسة إلى أخرى.
كما نجد أيضا أن هناك مؤسسات تعتمد على رفع نسبة الفصل والإعادة، وبالتالي ترتب ولائيا مع الأوائل، في المقابل لا نجد ذلك في مؤسسات أخرى ولو كان بها اكتظاظ وتعداد كبير.
كذلك هناك معايير أخرى يجب مراعاتها، منها طبيعة الشعب المفتوحة حسب كل مؤسسة، ومدى وفرة التأطير الكافي، والوسائل التعليمية.
وعليه فأعتقد أنه أفضل مؤسسة تربوية هي تلك التي تسجل أدنى نسبة في الإعادة والفصل.
بعد العمل بهذه المعايير خلال الفصول الدراسية، يمكن عندئذ تصنيف الولايات وترتيبها وفق ما تم ذكره من مؤشرات، ويكون الترتيب سليما ومقبولا جدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!